قبل أيام قليلة خرج المدير الفني رونالدو كومان بتصريحات صحفية أكد خلالها أن الفرق المنافسة كانت تهاب فريقه أكثر عندما كان ميسي يرتدي قميص البلوجرانا.
كومان قال: "شجاعة المنافسين بغياب ميسي؟ نعم هذا يحدث ولا أحب أن أتحدث عن ذلك، لكننا نتحدث عن أفضل لاعب في العالم".
وأضاف: "الخصم يكون أكثر خوفًا في وجود ليونيل، وبالنسبة لنا بوجوده إذا مررنا له الكرة فهو عادة لا يخسرها، لكنه الآن ليس معنا و هذا لا يمكن تغييره".
تلك كانت تصريحات المدير الفني لبرشلونة بعد خسارة أول نقطتين في الموسم، بدلًا من البحث عن الأخطاء والمشاكل، بدأ في استخدام ورقة رحيل ميسي كمبرر لخسارة النقاط، بشكل مبكر للغاية.
عذر كومان!
كومان خرج بتلك التصريحات وهو يعاني من مشكلة فنية واضحة بعد رحيل ليونيل ميسي لم يتمكن حتى الآن من حلها.
لنكن أكثر إنصافًا فأي مدرب في العالم لو فقد أحد نجوم فريقه سيعاني من مشاكل عديدة، بالأخص مع غياب إمكانية التعويض.
فما بالك لو كان ذلك اللاعب هو ليونيل ميسي، أفضل لاعب في تاريخ برشلونة، وربما في تاريخ كرة القدم بأكملها؟!
كومان معذور حقًا لكن هذا لا يعطيه حق التقليل من نجوم فريقه، بالأخص عندما ننظر لقائمة النادي ونجد فيها أمثال كوتينيو وجريزمان وديمبيلي وديباي وأجويرو وغيرهم.
أزمة نفسية محتملة
عندما يصرح المدير الفني بذلك التصريح علنًا فكأنه يقول لنجوم فريقه إنهم لا يكفوه، وأن رحيل ميسي سيمنحكم العذر للإخفاق خلال الموسم.
ذلك التصريح قد يؤثر نفسيًا على بعض النجوم، بالأخص الشباب منهم وعلى رأسهم أنسو فاتي وبيدري وكل من يفتقد الخبرة للتعامل مع مثل تلك الأمور.
لو كان لدى نجوم برشلونة الدافع لتقديم أفضل ما لديهم بعد رحيل ميسي، فكومان سحب ذلك الدافع منهم بل ومنحهم العذر المسبق لأي فشل محتمل.
مشاكل فنية واضحة!
بعد رحيل ميسي لم يبحث كومان كثيرًا عن طرق تعويض النجم الأرجنتيني، كأن ذلك اللاعب الذي رحل غير مؤثر أو أن رحيله أمر مؤقت لا يجب الاهتمام به.
وجدنا كومان يقوم فقط بتبديل مركز جريزمان في الملعب ليحل بدلًا من ميسي، دون أي حلول تكتيكية ودون النظر للفوارق الهائلة في الإمكانيات بين الثنائي.
وبعيدًا عن الإمكانيات، فأي لاعب في العالم سيكون أقل من ميسي على الأغلب، لكن كومان حتى لم ينظر لاختلاف الخصائص بين الثنائي.
Goal/Gettyميسي كان يستطيع مراوغة أكثر من لاعب في مساحة ضيقة وكان يخلق المساحات لزملائه ويمرر الكرات في زوايا صعبة.
أما جريزمان فهو ليس ضمن أفضل المراوغين في الليجا ولا حتى في برشلونة، لذلك في موقف يواجه فيه أي فريق يتكتل دفاعيًا يختفي.
الفرنسي يحتاج للمساحات، ويفضل اللعب في طريقة تعتمد على التحولات بفضل تحركاته الجيدة ورؤيته، لذلك يجب أن يصنع كومان له الظروف المناسبة ليقدم أفضل ما لديه، أو ليعتمد على غيره ليكون مكان ميسي.
هذا بالنسبة للهجوم، ولم نتطرق بعد للحديث عن مشكلة الدفاع الذي يبدو منعزلًا عن بقية الفريق، وتلقى ثلاثة أهداف في أول 180 دقيقة بالدوري الإسباني.
بيت القصيد
على كومان أولًا أن يحذر لما يقوله في وسائل الإعلام خلال تلك المرحلة الحرجة من تاريخ برشلونة، فأثر الكلمة يكون أقوى أحيانًا من الرصاصة.
وعلى المدير الفني أن يجد حلًا أكثر إبداعًا لتعويض غياب ميسي، ربما يحدث ذلك بعودة كوتينيو وديمبيلي وفاتي وأجويرو للمشاركة من جديد.
بالإضافة لذلك يتوجب عليه أن يدمج الدفاع أكثر في طريقة لعبه، وأن يسد الثغرات الواضحة التي ظهرت في أول مواجهتين.
في النهاية لن تطالب جماهير برشلونة كومان بالبطولات هذا الموسم على الأغلب، لذلك عليه أن يستغل قلة الضغط الجماهيري، لا أن يصدر المزيد منه لفريقه.




