مشاجرات ومشاحنات على الخطوط وأداء رائع داخل الملعب، مباراة لم ينقصها أي شيء من عوامل الإثارة والجذب الذي دومًا ما اعتمد عليها الدوري الإنجليزي في تسويق مبارياته.
نحن نتحدث عن لقاء يتواجد فيه أنطونيو كونتي وتوماس توخيل على الخطوط، بالطبع سنرى هذه الإثارة، لكننا لا نستطيع أن نهمل الأمور الفنية والتكتيكية خاصةً من جانب البلوز، لا يمكننا أن نغفل عن أداء كوليبالي الرائع أو معضلة ستيرلينج وهافيرتس التي نبحث لها عن حل.
ونستعرض معكم فيما يلي أبرز النقاط الفنية داخل أرض الملعب، كما نتطرق أيضًا إلى ما حدث بين توخيل وكونتي خارج الخطوط.
كوليبالي ينقذ توخيل على المدى الطويل
الأداء الذي قدمه قلب الدفاع السنغالي في لقاء اليوم يوضح الجودة الرائعة التي يمتلكها المدافع خاليدو كوليبالي، لاعب نابولي السابق يمتلك المقومات الأساسية للتواجد في أفضل الفرق بالدوري الإنجليزي.




بعد رحيل أنطونيو روديجر، ظن البعض أن منظومة توخيل الدفاعية ستتأثر بغياب الألماني، لكن الحقيقة أن ما حدث هو العكس، كوليبالي جاء ليرفع من جودة الخط الدفاعي.
في الشوط الأول من اللقاء تحديدًا يمكنك رؤية الدور التكتيكي الذي يلعبه كوليبالي في عملية التدرج بالكرة، فنحن نتحدث عن لاعب كان يبحث دومًا عن ماونت في أنصاف المساحات لتسليمه الكرة وبداية صنع التحول إلى الهجوم.
Getty Imagesونحن لم نتحدث بعد عن الكرات الطويلة التي أرسلها خاليدو للاعبي خط الهجوم، فيمكننا من خلالها معرفة أن السنغالي يمتلك رؤية استثنائية تشبه لما يملكه فيرجيل فان دايك.
المحصلة أننا نتحدث عن مدافع ساهم في التدرج بالكورة وهيمنة فريقه على الضيوف، وتسجيل الهدف الأول بتسديدة قوية لا تصد، وتسبب في الهدف الثاني لفريقه بعد أن قطع الكرة من كولوشيفسكي في بداية هجمة توتنهام وأرسلها لكانتي ومن ثم جاء التقدم.
كوليبالي سيكون هو القطعة الأهم في منظومة تشيلسي هذا الموسم، وربما في المواسم القادمة، النجم السنغالي هو العنصر المثالي لطريقة توخيل، وربما لكل الطرق.
تفوق معتاد من توخيل أمام كونتي
على الرغم من سجل كونتي الرائع أمام العديد من مدربي الصف الأول في كرة القدم، إلا أنه لا يتفوق أبدًا على الألماني توماس توخيل.
هذه هي المباراة الرابعة لتوخيل ضد كونتي، ومن المدهش معرفة أن توخيل انتصر في كل المواجهات المباشرة أمام الرجل الإيطالي إلا لقاء اليوم، ومن المثير أيضًا معرفة أن هذه هي المرة الأولى التي يسجل فيها فريق كونتي ضد الألماني!
الهيمنة اليوم لم تكن فقط في سجل الانتصارات، بل أنها كانت في كل الجوانب الفنية والتكتيكية، توخيل أعطى كونتي درسًا في أرض الملعب حول التدرج بالكرة والتحولات السريعة.
Screenshotوالغريب أن المدرب الإيطالي حاول الاحتفال أمام توخيل بطريقة مستفزة، على الرغم من أن هدف هويبرج كان فقط للتعادل، مما يوضح أن كونتي كان قليل الحيلة، ويحاول فقط خطف نقطة وحيدة من أمام توخيل الذي يتفنن في الانتصار عليه.
ربما يفوز كونتي في قادم الأيام على توخيل، وربما ينقلب تاريخ المواجهات إلى كفة مدرب البلوز السابق، لكن حتى الآن فلا بد أن يعلم الإيطالي أن توخيل هو من يهيمن على مجريات الأمور.
هافيرتس أم ستيرلينج؟
بعد التعاقد مع رحيم ستيرلينج ظن البعض أن توخيل تعاقد مع "جناح" جديد وأن فريق تشيلسي سيحافظ على نفس العناصر في نفس الأماكن مع إضافة لاعب مانشستر سيتي في مركزه المفضل.
Getty Imagesلكن الحقيقة كانت مختلفة حيث وضع توخيل ستيرلينج في مركز المهاجم وبالتالي انتقل هافيرتس إلى مركز الجناح الأيمن، الأمر الذي أثر بطريقة مباشرة على أداء المهاجم الألماني.
حيث يمتاز كاي بذكائه في التمركز بين الخطوط، والتحرك في مساحة خلف خط الدفاع، كما أنه يستطيع لعب ضربات الرأس ببراعة، لكنه لا يمتلك سرعة فائقة أو حتى تلك المرونة التي يحظى بها ستيرلينج ليلعب في مركز الجناح.
Getty Imagesوالمحصلة من هذه التغيرات الفنية هي أن ستيرلينج يظهر بشكل رائع في مركزه الجديد خاصةً مع الحرية التي بات يمتلكها الآن مع توخيل عكس ما كان يحدث مع صرامة بيب جوارديولا التكتيكية.
أمر يجعله يشعر بالحرية والسعادة، وربما لم ينفجر بعد، لكنه في طريقه للتحسن والتطور، أما عن هافيرتس فيبدو أنه سيحتاج إلى الوقت لكي يشعر بالراحة في مركز الجديد.
