تغيرات كثيرة طرأت على الكرة السعودية في السنوات الأخيرة جعلت منها الأقوى في الوطن العربي، لكن التغيرات لم تكن فقط في المنافسة وقوتها وكثرة اللاعبين الأجانب في المسابقة، لكن التغيرات كانت في كافة الجوانب..
أحد هذه التغيرات كان في أغسطس 2015، عندما تقرر إقامة كأس السوبر المحلي في العاصمة البريطانية "لندن"، لأول مرة في تاريخ بطولة سعودية محلية، على ملعب لوفتس رود.
اقرأ أيضًا | السحر لن يفلح يا هورفات .. والمقصلة في انتظار لوشيسكو
الزعيم والعالمي يلتقيان للمرة الثانية في السوبر اليوم السبت، على ملعب الملك فهد الدولي، في السطور التالية نذكركم بذكريات نسخة السوبر عام 2015..
في تمام الساعة التاسعة بتوقيت الرياض، يوم 12 أغسطس 2015، ملأ الجمهور السعودي ملعب لوفتس رود، لأول مرة، لمتابعة مواجهة الهلال والنصر، 15 ألف مشجع ملؤوا المدرجات؛ رجال ونساء، أطفال وشباب.
على المستوى الفني، الزعيم كان الأفضل وأتيحت له فرص للتهديف أكثر، فيما أتيحت فرص أقل للعالمي، لم يحسن استغلالها، فكان على موعد مع هز شباكه في الدقيقة 63 من عمر المباراة، بعدما مرر ياسر الشهراني؛ ظهير الهلال، تمريرة رائعة إلى البرازيلي كارلوس إدواردو، حولها في شباك النصر، معلنًا عن هدف المباراة الوحيد.
توج الزعيم باللقب لأول مرة في تاريخه، لكن لم يكن هذا المكسب الوحيد، إذ أنها كانت المباراة الأولى لإدواردو بالقميص الأزرق، ليقدم نفسه بصورة ولا أروع للجماهير، التي منحته بعد ذلك لقب "السوبر إدواردو"، فقد قدم أداءً مميزًا خلال المباراة، بخلاف الهدف.
هذا من الناحية الفنية، لكن المباراة صاحبها جدلًا واسعًا على كافة الأصعدة، فقد حملت اعتراضات كبيرة من قبل الجمهور السعودي البسيط، الذي رأى أن إقامة المباراة خارج حدود المملكة، يحرمه من فرصة الذهاب للمدرجات، لتشجيع فريقه في البطولة، لكن هذا الاعتراض لم يُؤخذ في الاعتبار من قبل المسؤولين، الذين أقاموا النسختين التاليتين أيضًا خارج المملكة، قبل أن يعود السوبر لأراضيه من جديد في عام 2019.
الاعتراضات انتقلت كذلك لاعتبار أن إقامة المباراة في لندن، والسماح للنساء بالحضور يضرب بعرض الحائط العادات والتقاليد السعودية، التي كانت في ذاك الوقت لا تسمح للنساء بدخول المدرجات جنبًا إلى جنب مع الرجال، وزاد من الغضب في هذه النقطة، الإخراج التلفزيوني للمباراة، الذي كان يركز على إظهار الحضور النسائي في المدرجات أكثر من التركيز في تفاصيل المباراة نفسها.
جدل أخذ وقته وانتهى، والآن نحن على موعد مع كلاسيكو جديد في السوبر، لكن دون السوبر إدواردو، فهل يحقق النصر إنجازًا لأول مرة، بحصد اللقب للعام الثاني على التوالي، أم أن الزعيم سيخطفه من جديد من فم العالمي؟!