BROUGHT TO YOU BY
Karim Benzema Real MadridGettyImage

كريم بنزيما .. شمس ريال مدريد تسطع وقت الغروب!

لا أحد يفضل أن يكون في الظل، مجرد خيال لآخرين عاشوا حياتهم كلها في الشمس، يحتفلون ويُحتفل بهم، يحصلون على كل عبارات الإشادة المستحقة والمبالغ فيها.

لكننا أحيانًا نتصور أنّ هؤلاء الذين فُرض عليهم لعب مساعد البطل سعداء بهذا الدور، ولا يمانعون البقاء في الظل طالما الأمور على ما يرام، إلا أنّ الاختبار الحقيقي حينما يحصل هؤلاء على فرصة الظهور تحت الشمس، ماذا يحدث؟ وكيف يتصرفون؟

هكذا كان كريم بنزيما، لاعب وجد نفسه في الظل لفترة طويلة في مسيرته مع ريال مدريد، والكثير لا يمنحه أي تقدير، ثم بعدها وجد فرصته تحت الشمس ليحصل أخيرًا على ما يستحق.

لكن دوام الحال من المحال.

عاش طويلًا في الظل

انضم بنزيما لريال مدريد وهو أحد أبرز المواهب الواعدة في كرة القدم، الجميع في فرنسا كان يتوقع منه الكثير في سن صغير.

بيب جوارديولا كان يرغب به في برشلونة والسير أليكس فيرجسون أراده في مانشستر يونايتد، وهو مؤشر يوضح قيمة اللاعب وأهميته، لكنّه حينما وصل لريال مدريد لم يكن الاسم الألمع أو الأبرز بل جاء كريستيانو رونالدو ليكون الصفقة الأهم.

لسنوات عاش بنزيما في دور مساعد رونالدو، قبل بهذا الدور – طوعًا أو كرهًا – لينتظر تسعة مواسم كاملة حتى يرحل كريستيانو ويصبح هو فتى ريال مدريد الذهبي الأول.

ولكن كريم وقتها كان قد تجاوز حاجز الثلاثين، وصحيح حاول في أول موسمين بعد رحيل رونالدو لكن النتائج لم تكن في صالح ريال مدريد وبالتالي لم يحصل على التقدير المستحق، لكن على الأقل حصل على تقدير.

سنوات – لا – سنة المجد

وجاء موسم 2021-2022 ليكون بمثابة التكريم الذي ينتظره كريم، أخيرًا شعر العالم بقيمته وتأثيره وبالأخص في بطولة مثل دوري أبطال أوروبا.

هاتريك ضد باريس سان جيرمان أعاد ريال مدريد للبطولة، ثم هاتريك آخر في شباك تشيلسي وهدف في الإياب أهّل الملكي لنصف النهائي.

تألق من جديد ضد مانشستر سيتي في الذهاب والإياب والنتيجة نهائي جديد لريال مدريد لم يكن في الحسبان.

وعلى صعيد الدوري، قاد الملكي لحصد اللقب وأصبح الهداف للمرة الأولى في مسيرته الطويلة بالليجا، وكل هذا كان يعني تتويجه المستحق بالكرة الذهبية.

سنوات الظل تعود

لكن يبدو أنّ القصص الرومانسية لا تسير دائمًا بالشكل الأمثل، فبعد تألق وإبداع وتقدير وتكريم على مدار موسم كامل، بدأت الأمور بالسقوط مع فرنسا أولًا ثم إصابات متجددة ومتكررة وتأثير سلبي بدا واضحًا على جسده ليبدأ بنزيما في العودة للظل.

منذ لقاء ليفربول في الذهاب، لعب ريال مدريد ضد أتلتيكو مدريد وريال بيتيس وبرشلونة ثم إسبانيول وليفربول مجددًا وأخيرًا برشلونة، غاب كريم عن لقاء واحد فقط ضد إسبانيول.

الغريب أنّ ريال مدريد عانى على مستوى تحويل الفرص لأهداف خلال كل المباريات التي شارك فيها بنزيما، سواء بالتعادل بهدف لمثله في الديربي أو التعادل السلبي ضد فريق الأندلس أو الخسارة من برشلونة في الكأس دون تسديد ولا كرة على المرمى أو الفوز بصعوبة على ليفربول رغم صناعة العديد من الفرص وأخيرًا السقوط في الكلاسيكو بتسجيل هدف واحد كان من رونالد أراوخو بالخطأ في مرماه.

النتائج السلبية وتراجع مستوى كريم دفع البعض لإعادته إلى الظل من جديد والهجوم عليه، لكن الحقيقة أنّ لولا بنزيما لما حقق فريق مهلهل تكتيكيًا مثل ريال مدريد ثنائية الدوري والأبطال الموسم الماضي.

وهذا هو عيب الفرق التي تعتمد على التجليات الفردية دون منظومة، أنّ الأفراد سوف يتعبوا بعد وقت، لن يكونوا قادرين على صناعة المستحيل في كل مناسبة، وبالتالي ستتحول النجوم المنيرة إلى كواكب صماء.

شمس بنزيما سطعت مؤخرًا في ريال مدريد وأخذت التقدير المناسب لفترة وجيزة، لكن الحقيقة أنّ الشمس كانت موجودة طوال الوقت لكن محجوبة فقط ببعض الغيوم!

إعلان