Rebic Croatia Czech Republic Euro 2020Getty Images

كرواتيا.. وصيف العالم الذي أرهقه الشغف ونجاح الصدفة

آمال كبيرة عُلقت على منتخب كرواتيا منذ الوصول إلى نهائي كأس العالم 2018 بروسيا، فكانت النظرة إلى زملاء لوكا مودريتش أن لديهم كل القدرات الفنية والمؤهلات للاستمرار وسط كبار العالم والمنافسة على مختلف البطولات.

لكن خيبة أمل كبيرة صاحبت كل من سقط في عشق منتخب كرواتيا، والبداية كانت من بطولة دوري الأمم الأوروبية، التي تلقت خلالها كتيبة زلاتكو داليتش 4 هزائم في خمس مباريات، واكتفت بفوز يتيم كان على السويد.

الحجة كانت موجودة، دوري الأمم الأوروبية بطولة غير مجدية وغير محفزة، إلا أن الأمور لم تتحسن كثيرًا عندما أتت بطولة يورو 2020، بل قدّم الكروات نسخة باهتة جدًا ابتعدت كل البعد عما كانوا عليه في مونديال روسيا.

قدمت كرواتيا أداءً متواضعًا للغاية أمام إنجلترا في الافتتاح بملعب ويمبلي وهُزمت بهدف رحيم ستيرلينج، ثم عجزت عن عبور التشيك واكتفت بتعادل جعلها قاب قوسين أو أدنى من مغادرة البطولة، مع تبقي مباراة أخيرة ستكون أمام اسكتلندا.

الماكينات لا تهاب رونالدو .. صفر كبير لكريستيانو أمام ألمانيا

إذًا، فما هو السر خلف سقوط منتخب كرواتيا وتراجعه إلى هذا الحد؟ جول يلقي نظرة سريعة على ما حدث

مدرب نجح بالصدفة

Zlatko Dalic Croatia / Hirvatistan 11102020AA

تولى زلاتكو داليتش مهمة تدريب منتخب كرواتيا في 2017 بالجولة الختامية لتصفيات المونديال، ونجح في التأهل إلى كأس العالم من خلال الملحق ثم أبهر الجميع في المونديال.

لكن السؤال حقًا، هل قدّم زلاتكو أوراق اعتماده من الناحية الفنية في كرواتيا؟ إن كانت النتائج تقول هذا قياسًا بما حققه في المونديال، لكن على أرض الواقع، عقم فني ضخم هو سبب هذا التراجع.

إصرار زلاتكو الدائم على طريقة 4-2-3-1 وعدم قدرته على القيام بإحلال وتجديد في الجيل الكرواتي المتقدم في العمر، دمّر المنتخب بصورة واضحة للعيان، والنتائج الأخيرة خير دليل.

الصدفة قادت زلاتكو لترك الخليج العربي والتوجه لتدريب منتخب كرواتيا، وفي المونديال لعب الحظ دورًا هامًا في مساندته حتى الوصول للنهائي بالتأهل بركلات الجزاء مرتين، ثم السقوط الغريب لإنجلترا في نصف النهائي.

صحيح أن زلاتكو تحدى منتخب كرواتيا أن يجد مدربًا أفضل منه بعد الفشل في دوري الأمم الأوروبية، لكن الحقيقة أن المدرب هو سبب كبير في انهيار المنتخب باختياراته وطريقة لعبه العقيمة التي يصمم عليها، والحقيقة أيضًا أن هناك أسماء تدريبية يمكنها قيادة هذا الجيل الكرواتي لنجاحات جديدة أيضًا.

ارتفاع معدل الأعمار

Luka Modric Croatia Czech Republic Euro 2020Getty Images

بإلقاء نظرة سريعة على قائمة منتخب كرواتيا في يورو 2020 وحتى في المباريات السابقة، نكتشف أن ستة لاعبين تخطوا حاجز الثلاثين، وأربعة في سن التاسعة والعشرين، أما من هم أقل من 25 عامًا، فهم 6 أسماء فقط.

ارتفاع معدل الأعمار في كرواتيا بدرجة كبيرة كان له تأثير فني وبدني على مباريات المنتخب في السنتين الأخيرتين، فلا يعقل أن تكون التشكيلة الأساسية المشاركة أمام إنجلترا متوسط أعمارها 28.5 عامًا.

ما احتاجه منتخب كرواتيا بعد المونديال كان البناء على النجاح من خلال ضم لاعبين شباب جدد إلى قائمته والإبقاء على جزء من الكبار، لكن ما فعله زلاتكو أنه حافظ على الكبار جميعهم، وضم عناصر قليلة جدًا من الشباب، والنتيجة المنطقية هي الانهيار، فطريقة اللعب محفوظة، والأعمار لا تساعد على إيجاد حلول جديدة.

الشغف

Perisic Croatia Czech Euro 2020Getty Images

نقطة أخرى مرتبطة بالنقطتين السابقتين وهي الشغف، يبدو واضحًا أن منتخب كرواتيا لا يلعب أبدًا بنفس الروح التي شاهدها الجميع منه في مونديال 2018 أو حتى بنصفها.

وكأن المنتخب الكرواتي فقد الشغف، فقد حقق ذروة ما يمكن أن يحققه هذا الجيل بالوصول إلى نهائي المونديال، ومنذ ذلك الحين، لا توجد دوافع أخرى للاعبين كبار حققوا كل شيء في كرة القدم.

الطريقة التي خاضت بها كرواتيا أول مباراتين تقول ذلك بشدة، انعدام للروح وكأن اليورو غير مهم.

في سبيل حل هذه المعضلة، كان الإحلال والتجديد هامًا بلاعبين شباب ممن لم يحققوا شيئًا ويحلمون بالألقاب، لكن فلسفة زلاتكو قتلت حقًا المنتخب الكرواتي.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0