حرية الرأي؟، حرية الإعلام؟، ربما هي مصطلحات جديدة على مسامع مسؤولي الأندية السعودية أو ربما يريدون حرية رأي مُقيدة، حرية ومُقيدة في عبارة واحدة؟، نعم! يبدو كذلك..
لا يخفى على القاصي والداني، المتابع عن قرب أو المتابع عن بعد أن الإعلام السعودي هو واحد من أكثر الإعلام الرياضي شراسةً في طرح القضايا، خاصةً مع قلة الإعلاميين بلا انتماءات، الغالبية تقريبًا تُعلن انتماءاتها وتدافع بشراسة عن ناديها، على عكس ما يحدث في غالبية البلاد العربية، التي يعشق إعلاميوها ترديد عبارة: "أنا إعلامي محايد، لا أنتمي لهذا النادي أو ذاك!".
اشترك الآن واحصل على خصم 25% على باقة الرياضة لمدة سنة كاملة تدفع شهريًا
Goal Arوبقدر تحفظي أحيانًا على الطريقة المبالغ بها في التعامل مع بعض القضايا، وبقدر انتقادي للكثير من الإعلاميين وطريقتهم "المستفزة" في بعض الأحيان، حتى أن الأمر وصل بي في إحدى المقالات مناشدة وزارة الإعلام بالتدخل لإيقاف بعض المهازل التي تحدث من تقليل من أندية كبيرة والاستهزاء بها بطريقة فجة إلا أن ما تفعله الأندية أكثر فجاجة!
بين الحين والآخر، نقرأ عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، اعتذارات من مختلف الإعلاميين موجهة للأندية، بقرار قضائي، يُجبر الإعلاميين على الاعتذار، وتثبيت تغريدة الاعتذار أعلى حساب المعتذر لفترة محددة.
الإدارة القانونية لكل نادٍ ترصد الآراء التي "لا تُعجب" مجالس الإدارات، وتقدم بها شكاوى أمام الجهات القضائية، وبعدها يصدر قرار إجبار أحدهم على الاعتذار.
إذا كان رأيك مخالفًا لمجلس إدارة نادٍ معين أو منتقدًا له، انتظر دورك في صف المعتذرين عاجلًا أو آجلًا، فحتمًا ستعتذر.
ليس هذا وفقط، إنما إذا قمت بدورك أيضًا وقمت بنشر معلومة لا تريد إدارة النادي المعني بنشرها، فخذ دورك في الصف ذاته، إن لم تنجح في إثبات صحة موقفك!
تشعر أن الإدارات متفرغة لمثل هذه القضايا بدلًا من الانشغال بالعمل على أرض الواقع، بدلًا من العمل على نفي المعلومات الكاذبة عمليًا، أو الاستماع للنقد وإن كان حادًا، والاستفادة منه.
يبقى النادي كبيرًا شامخًا مهما قيل عنه، لكن تريد بعض الإدارات تحقيق انتصارات وهمية أمام الجماهير، مفترض ألا تلتفت الإدارات لكل من قال رأيًا، فهناك ناصح حقيقي وهناك ناقد هدام، المعارك الإعلامية لم تُخلق للأندية، إنما للإعلاميين والجماهير، هم أهل هذه المعركة، أما النادي فمعركته داخل المستطيل الأخضر، ما لم يكن أحدهم قد فجر في نقده وتجاوز حدود الأدب العام.
تريد الإدارات فقط سماع من يصفق لها، لا تريد نقد ولا تريد توجيه النصائح، حتى توجيه النصائح قد يكون تهمة في يوم ما، فمن أنت أيها الإعلامي لتقول رأيك في إدارة ما؟!
اعتذارات دخيلة على الإعلام نقرأها يومًا بعد يوم، والغريب أن المعتذرين لم يقترفوا في حق الأندية نصف من اقترفوا وغضت الأندية نظرها عنهم.
كانت ستكون الاعتذارات مقبولة لو أنه هناك مساس بسمعة أحدهم أو إهانة لنادٍ، إنما ما يحدث ما هو إلا تلاسن أو "طقطقة" تحدث في كل دوريات العالم، لكن الفارق أن هناك لا يوجد أحكام قضائية ولا يوجد مجبرين على الاعتذار، لأن حرية الإعلام فرض، وعليك إما الاستماع للنقد والاستفادة منه أو تجاهله كأنه لم يكن!
اشترك الآن واحصل على خصم 25% على باقة الرياضة لمدة سنة كاملة تدفع شهريًا
Goal Ar