في السنوات الأخيرة بسط باريس سان جيرمان سيطرته على الكرة الفرنسية، واحتكر معظم الألقاب المحلية، وقبله كان هناك ليون، ومن قبلهما بزغ اسم مارسيليا، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن إف سي نانت أتلانتيك، أو نانت كما نعرفه كان أحد عمالقة الكرة الفرنسية، وقدم أحد أفضل الفرق في تاريخها.
في بداية موسم 1994-1995، كان نانت عاد لتوه من الدرجة الثانية قبل عامين، وتم تغيير اسمه إلى نانت أتلانتيك إف سي، وتولى جون كلود سودو تدريب النادي من جديد، والهدف إعادة صاحب الستة ألقاب دوري لمنصة التتويج من جديد.
لم يقم سودو بسوق انتقالات كبيرة، ويبرز اسم بنوا كوييه، متوسط الميدان الذي لعب لإنتر بعد ذلك، ولكن حافظ على وجود نجومه مثل باتريس لوكو ونيكولاس أوديك، وكان السؤال المطروح إذا كانت تلك التحركات كافية لكسر هيمنة بي إس جي حامل اللقب.
Gettyقدم نانت موسماً للتاريخ، فلم يكتف فقط بتحقيق لقب الدوري السابع في تاريخه، ولكن حقق بعضاً من أبرز الأرقام، ففاز بأفضل خط هجوم بعد أن سجل 71 هدفاً، وأفضل دفاع باستقباله 34، ودخل في مسيرة لا هزيمة بلغت 32 مباراة، وحطم منافسيه، ففاز على بي إس جي ذهاباً وإياباً، وانتصر على كبير القوم سان إتيان بثلاثية نظيفة، ليرفع جمهوره شعاراً هو " tarif maison" أو تعريفة المنزل، وذلك بسبب كثرة أهدافه في ملعبه، إذ سجل على الأقل ثلاثة أهداف في عشر مباريات في ملعب "بوجوار".
على الصعيد الفردي امتلك الفريق مجموعة من أفضل العناصر، فشهد تشكيل سودو وجود كريستيان كاريمبو الذي سيكون أحد عناصر الديوك الفرنسية بطلة العالم في 1998، وكلود ماكيليلي، نجم ريال مدريد وتشيلسي بعد ذلك، بالإضافة للهداف باتريس لوكو الذي حل في صدارة الهدافين للدوري برصيد 22 هدفاً، وزميله أوديك الذي جاء ثالثاً بمجموع 18 هدفاً.
Gettyاشتهر نانت بأسلوب لعبه المميز وقتها تحت قيادة سودو، والذي اعتمد على التمريرات القصيرة والسريعة، والاسترجاع السريع للكرة بقيادة نجم خط الوسط جون ميشيل فيري، والذي انتقل بعد ذلك إلى ليفربول. أسلوب لعب شبهه الكثيرون بتكتيك بيب جوارديولا والتيكي تاكا الإسبانية التي حكمت العالم كروياً في السنوات الماضية.
هيمنة نانت المحلية في الدوري لم تنتقل للكؤوس، فودع مبكراً منافسات كأس فرنسا وكأس الدوري الفرنسية، أما أوروبياً، بلغ الفريق ربع نهائي كأس الاتحاد ولكن خرج على يد باير ليفركوزن بعد واقعة من الأغرب في تاريخ المسابقة، إذ تعرض حراس المرمى الثلاثة للإصابة، واضطر سودو للدفع بمدربهم لحماية عرينه في لقاء الذهاب بألمانيا، فخسر بنتيجة ثقيلة قوامها خمسة أهداف مقابل واحد، واكتفى بالتعادل إياباً سلباً.
غاب نانت عن منصات التتويج حتى نهاية التسعينيات عندما استفاق مجدداً وحقق كأس فرنسا في مناسبتين، ورفع درع الدوري في 2000، وبالسنوات الماضية خفت نجمه، وظهر في عناوين الصحف فقط بسبب محاولة كلاوديو رانييري إعادته للواجهة دون نجاح كبير، ومع وفاة نجمه إيميليانو سالا في حادث الطائرة المنكوب بعد انتقاله لصفوف كارديف سيتي.


