هل سمعت عن ذلك الفريق من شمال إنجلترا الذي نجح في تجاوز كل الفرق لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي كأول فريق من طبقة العمال يصل لتلك المرحلة في البطولة؟ نعم هو بلاكبيرن روفرز الذي تناولت شبكة "نتفليكس" قصة صعوده بالكثير من الإضافات الدرامية قبل أسابيع عبر عمل جديد يدعى "The English Game".
لكن الحقيقة أن إنجاز الصعود لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي لا يساوي الكثير عندما ننظر لسجل أرقام وبطولات النادي الممتد منذ 145 عامًا هي عمره، حيث تم تأسيسه في عام 1875 كواحد من أقدم وأعرق أندية العالم.
بلاكبيرن روفرز يملك في سجله لقبي دوري إنجليزي ولقب في البريميرليج بشكله الجديد هو الأغلى على الإطلاق بين كل البطولات التي حصل عليها طوال تاريخه بما فيها الست ألقاب في كأس الاتحاد ولقب كأس الرابطة ولقب الدرع الخيرية وغيرها من الألقاب.
ذلك اللقب تحديدًا له الكثير من التفاصيل فالفريق كان قد حقق المركز الثاني في الموسم السابق خلف مانشستر يونايتد الذي حقق 92 نقطة، بينما اكتفى فريق الشمال بالحصول على 84 نقطة.
بلاكبيرن مزيف وسوتر لم يهزم كينيرد .. أوهام خلقها "The English Game"
تصدر بلاكبيرن روفرز العناوين في بداية التسعينيات بعدما ضخ المالك الجديد للنادي الكثير من الأموال ونجح في ضم آلان شيرار من ساوثامبتون برقم قياسي في سوق الانتقالات بلغ ثلاثة ونصف مليون جنيه استرليني.
وفي موسم 1994/95 كان فريق بلاكبيرن روفرز هو الأقرب لتحقيق الدوري الإنجليزي بقيادة أسطورة ليفربول كيني دالجليش قبل أن يجدوا أنفسهم في مواجهة الريدز بالجولة الأخيرة بعد مشوار طويل من التنافس مع مانشستر يونايتد على صدارة ترتيب البطولة.
في الوقت نفسه كان مانشستر يونايتد عدو ليفربول اللدود ومنافس بلاكبيرن على لقب الدوري يخوض لقاءً لا يستطيع القبول إلا بالفوز به أمام وست هام لو أراد الإبقاء على أمل الفوز بالدوري للحظات الأخيرة.
بدأت مواجهة ملعب أنفيلد وتقدم بلاكبيرن عن طريق آلان شيرار فظهرت السعادة في عيون جماهير الريدز وبلاكبيرن سويًا، وكانت فرحة جماهير ليفربول مبررة، فرغم تأخر فريقهم في النتيجة، إلا أن فوز بلاكبيرن يعني خسارة مانشستر يونايتد للقب الدوري.
قلب ليفربول النتيجة بهدفي جون بارنز وجايمي ريدناب وكادت الأمور تنتهي بشكل مأساوي على جماهير بلاكبيرن رغم تقدم فريقهم، إلا أن الهدية جاءت من وست هام الذي تعادل مع مانشستر يونايتد وحسم أمور البريميرليج بنفسه ومنح الفريق الشمالي لقبه الأول والوحيد حتى الآن في الدوري الإنجليزي.

بعد ذلك الموسم لم يستمر كيني دالجليش في قيادة بلاكبيرن روفرز فتم نقله ليكون مديرًا للكرة في النادي وجاء من بعده عهد راي هارفورد فبدأ الفريق الموسم التالي في الدوري الإنجليزي بشكل سيئ وظلوا في النصف السفلي من جدول الترتيب معظم الموسم، كما عانوا في دوري أبطال أوروبا وتذيلوا مجموعتهم بأربع نقاط فقط.
وفي الموسم التالي جاء الإنهيار فلم يحقق الفريق الفوز في أي مباراة من أول عشرة لقاءات بالدوري الإنجليزي واستقال المدير الفني راي هارفورد بعدما بدا أن الهبوط أصبح ممكنًا للغاية عقب موسم ونصف فقط من تحقيق لقب الدوري، وجاء المدرب الأسبق للفريق توني باركيس ليتولى المسؤولية فيما تبقى من ذلك العام وينجوا بالبطل السابق للبريميرليج من الهبوط.
في الموسم التالي جاء روي هودسون ليتولى تدريب الفريق لكن البداية السيئة أطاحت به، حيث تمت إقالته بعد ساعة وواحدة من الخسارة بهدفين نظيفين أمام ساوثامبتون على أرضه ووسط جماهيره، وأمضى الفريق معظم الموسم في منطقة الهبوط وبالرغم من التغيير الفني وقدوم المدرب براين كيد إلا أن ذلك لم ينقذ النادي من العودة للتشامبيونشيب بعد التعادل مع مانشستر يونايتد في ملعب إيوود بارك.
من سخرية الظروف أن يكون نفس الفريق الذي نافس بلاكبيرن على لقب الدوري الوحيد له في تاريخه هو نفس الذي يتسبب في عودته للتشامبيونشيب بعدها بسنوات قليلة، لكن ذلك هو ما حدث لنطوي صفحة ممزقة من تاريخ أندية شهدت المجد بأعينها قبل أن تودعه وتترك جماهيرها تتمنى العودة ولو لساعات قليلة لتلك الأيام.


