هو الديبور، الأزرق والأبيض (برانكيازوث) والهيركوليناث والفريق العنيد الذي نصّب نفسه على عرش الدوري الإسباني وقت انهيار برشلونة وريال مدريد.
ديبورتيفو لاكورونيا، فريق صغير من إقليم صغير يسمى جاليسيا قرر أن ينتفض في نهاية التسعينات وعاش حقبة زمنية رائعة وصلت لنحو 10 سنوات قبل أن يسقط ويندثر اسمه.
الديبور كان صرحًا ولكن يبدو أنّه من خيال فلذلك هوى، والآن يصارع الفريق الأمرين في دوري الدرجة الثانية ويحلم لو يعود يومًا إلى مقارعة الكبار.
سوبر ديبور

بعد سنوات عجاف في السبعينيات وأوائل الثمانينيات، بدأ الفريق يتحسس خطاه الأولى نحو المجد في موسم 1988-1989 حينما وصل إلى نصف نهائي كأس ملك إسبانيا رغم تواجده في دوري الدرجة الثانية، لكنّه ودّع اللقب على يد بلد الوليد بالهزيمة 2-1 مجموع المباراتين.
ظلّ لاكورنيا يسير بخطى بطيئة حتى موسم 1990-1991 حينما احتل ثانيًا في دوري الدرجة الثانية وصعد للدرجة الأولى، وفي الموسم التالي عانى أيضًا لكنّه أنهى الدوري في المركز الـ 17 ونجا من فخ الهبوط بعد أن فاز على ريال بيتيس في مجموع المباراتين.
المفاجأة أنّ الموسم التالي، 1992-1993، وبوجود البرازيليين بيبيتو وريفالدو في صفوف الفريق، استطاع الوصول إلى المركز الثالث خلف برشلونة وريال مدريد.
المدافع الهداف.. راموس الملك وبيكيه ينافس بشراسة
وفي 1994، كاد لاكورنيا أن يحقق أول ألقابه في الدوري الإسباني بعد أنّ تصدر البطولة حتى الجولة قبل الأخيرة، ولكن في الجولة الأخيرة فاز برشلونة على إشبيلية 5-2 بينما تعادل الديبور مع فالنسيا دون أهداف في لقاء شهد دراما في الدقائق الأخيرة بعد احتساب ركلة جزاء لصالح ديبورتيفو كادت أن تمنحهم اللقب لولا أن تصدى لها حارس الخفافيش ليذهب اللقب إلى كتالونيا.
في الموسم التالي، ورغم خسارة الدوري لكن حقق أول ألقابه على الإطلاق بالفوز بكأس الملك متغلبًا على فالنسيا 2-1 وبعده جلب السوبر الإسباني بالفوز على ريال مدريد 3-0 و2-1 أي 5-1 في المباراتين.
جيل الألفية الذهبي

حاول ديبورتيفو بعدها المنافسة على اللقب، ولكنّه قدّم مواسم رائعة أحيانًا وأخرى متوسطة حتى جاء موسم 1999-2000 بوجود لاعبين مميزين على رأسهم روي ماكاي ونور الدين النيبت وغيرهم، ليحقق لاكورونيا اللقب رغم خسارته 11 مباراة كاملة وبرصيد 69 نقطة فقط ليصبح حتى الآن أسوأ محقق للقب الدوري منذ أن أصبح الفوز بثلاث نقاط.
ألقاب الديبور لم تتوقف عند ذلك، بل حصد السوبر الإسباني في 2000 بالفوز على إسبانيول 2-0
لقب كأس الملك في 2002 بالفوز على ريال مدريد 2-1 في ليلة احتفال الملكي بذكرى مرور 100 عام على تأسيسه، وجلب السوبر في الموسم ذاته بالفوز على فالنسيا 4-0 في مجموع المواجهتين.
أوروبا تنادي

صحيح لم يحقق ديبورتيفو لاكورونيا أي لقب قاري له، لكنّه قدّم العديد من الإنجازات على الصعيد القاري.
في 1995، وصل الفريق إلى نصف نهائي كأس الكؤوس الأوروبية قبل توديع اللقب أمام باريس سان جيرمان، إلا أنّ إنجازه الأبرز كان في موسم 2003-2004 حينما أطاح بميلان من ربع نهائي الأبطال رغم الخسارة 4-1 في سان سيرو بالفوز برباعية نظيفة في ريازور، ولكنّه ودّع المنافسة أمام بورتو في نصف النهائي.
وفي الموسم ذاته، أطاح بيوفنتوس من دور الـ 16 بالفوز 1-0 ذهابًا وكذلك إيابًا.
وبعد انتهاء هذا الجيل، ومع تطبيق قانون اللعب المالي النظيف، وجد ديبورتيفو نفسه غير قادر على المنافسة لينهار الصرح العظيم الذي بُني في أواخر التسعينيات ويصبح جزءًا من التاريخ.


