تخيل معي عزيزي القارئ تصويبة لاعب الأردن التي جاءت في العارضة سكنت شباك منتخب مصر، وأصبحت النتيجة 2-0، ثم أخطأ مروان حمدي في توجيه الكرة داخل مرمى الأردن، وانتهت المباراة بفوز النشامى بهدفين دون رد، كيف كان وضع البرتغالي كارلوس كيروش الآن؟
انتقادات كبيرة نالها المدرب كيروش طوال أحداث المباراة، بسبب التشكيل الغريب الذي لعب به المنتخب المصري أمام الأردن، حينما قام بالاعتماد على لاعبين في مراكز غير مراكزهم، وأيضًا بطريقة تكتيكية ليست متناسبة مع إمكانيات لاعبي النشامى.
المنتخب المصري قدم بداية غير جيدة بالمرة في مواجهة الأردن من حيث الأداء والتركيز، ولكن الأمر تغير كليًا في الشوط الثاني، بفضل ظل إصرار اللاعبين فقط على الفوز والتأهل.
لماذا لم يلعب محمد مجدي أفشة منذ بداية المباراة، ولماذا الاعتماد دائمًا على محمد شريف في مركز الجناح رغم أنه لا يجيد اللعب في هذا المركز، ولماذا وقفت مشاهدًا فقط أمام اختراقات المنتخب الأردني للجبهة اليمنى للمنتخب المصري؟ وغيرها الكثير من التساؤلات التي دارت في أذهان جميع المشجعين طوال المباراة.
الحقيقة المنتخب الأردني قدم مباراة أكثر من رائعة، وكان قريبًا من الانتصار خلال الشوط الأول، لولا تألق الحارس محمد الشناوي، وتماسك اللاعبين في الدقائق الأخيرة من الشوط.
بالتأكيد كرة القدم لعبة جماعية والشناوي قام بدوره على أكمل وجه، ولكن هناك قصور دفاعية واضحة، والأمر استغرق وقتًا حتى أيقن كيروش بأنه لابد وأن يتدخل فنيًا للحد من تلك الخطورة.
ولكن علينا أن نشكر القدر على أن المنتخب المصري استطاع الخروج من المباراة بالانتصار، بالرغم من الـ"عك" الكروي الذي قام به كيروش خلال تلك المباراة، خاصة خلال الشوط الأول.
مصر تتأهل إلى نصف نهائي كأس العرب بفوز صعب على الأردن
وفي الشوط الثاني توقع الجميع بأن كيروش سيقوم بتعديل الأمور، ولكن واصل البرتغالي أخطائه حينما قام بإخراج حسين فيصل وإشراك محمد شريف في مركز الجناح الأيسر "المركز الذي لا يجيده".
واستمر المنتخب المصري يحاول الضغط الهجومي على الأردن، وسط عدم وجود خطورة كبيرة بسبب هبوط المستوى البدني للمهاجم مروان حمدي، وعدم لعب محمد شريف في مركزه، ليقوم كيروش بإشراك محمد مجدي أفشة في منتصف الشوط، ليقدم الإضافة الهجومية الكبيرة.
المنتخب المصري اجتاز الأردن في سيناريو غير متوقع، في ظل تألق النشامى بشكل كبير، والذين نجحوا في تقديم مستوى أكثر من رائع، ولكن إصرار الفراعنة على الفوز كان له الكلمة العليا، بالإضافة للقدر الذي خدم كيروش كثيرًا.


