Arab cup 2025AI

فعلتها أمريكا فلماذا لا نفعلها نحن أيضًا؟! حضور "الأجانب" في كأس العرب جدال لا يفسد للود قضية!

يترقب الشعب العربي اليوم الإثنين انطلاق النسخة الجديدة من كأس العرب فيفا 2025، ورغم تحول البطولة إلى رسمية باعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم واحتساب نقاط المباريات ضمن التصنيف الشهري، إلا أن الاهتمام والمتابعة مازالت محصورة في النطاق الإقليمي بعيدًا عن العالمية، وربما الوصول لتلك العالمية هي الهدف القادم للمسؤولين عن كرة القدم العربية، خاصة بعد ثورة الدوري السعودي وصحوة المنتخب المغربي ونتائجه.

الأفكار الهادفة لإضفاء الطابع العالمي على كأس العرب متعددة، لكن ربما يبرز بينها استدعاء منتخبات أجنبية للعب في البطولة، على غرار ما يحدث في كوبا أمريكا وبطولة كأس الكونكاكاف الذهبية، إذ سيضمن حضور منتخبات أجنبية انتشارًا أوسع للبطولة وتغطية عالمية جيدة.

اتحاد أمريكا الجنوبية كان المبادر بتطبيق تلك الفكرة على أرض الواقع، لكن هدفه لم يكن الوصول للعالمية بل زيادة عدد الدول المشاركة في البطولة أولًا والانتشار في دول وأسواق أخرى لأهداف جماهيرية وتجارية ثانيًا، وقد بدأ دعوة المنتخبات الأجنبية في نسخة 1993 ومازال مستمرًا، ووصل عدد الدول الأجنبية المشاركة في كوبا أمريكا إلى 10، هي أمريكا، المكسيك، كندا، كوستاريكا، هاييتي، جامايكا، هندوراس، بنما، اليابان وقطر.

اتحاد أمريكا الشمالية لكرة القدم بدأ دعوة المنتخبات الأجنبية للمشاركة في البطولة عام 1996، وقد توقف لفترة قبل أن يعود من جديد، ووصل عدد الدول الأجنبية التي شاركت في البطولة إلى 8 هي البرازيل، قطر، كوريا الجنوبية، السعودية، الإكوادور، جنوب إفريقيا، كولومبيا وبيرو. ولم يستطع أي من تلك الدول الفوز باللقب.

الأمر كما نرى ليس بدعة أو فكرة منبوذة عالميًا، ولكن ربما طبيعة البطولة العربية تجعل تنفيذها صعبًا نوعًا ما أو غير مقبول من البعض. فالأمر يحمل وجهتي نظر متضادتين.

وجهة النظر الأولى هي المؤيدة لدعوة منتخبات أجنبية، خاصة لو كبيرة وذات سمعة عالمية، للمشاركة في النسخ القادمة من كأس العرب، منتخبات مثل البرازيل أو الأرجنتين أو غيرها، لأن هذا سيعود بالنفع بالتأكيد على البطولة من حيث الجماهيرية والتغطية العالمية وكذلك على الصعيد التجاري والإعلاني، وجود منتخب ذو سمعة عالمية في أي بطولة كانت يفتح مجالات جديدة على صعيد الرعاة والمستثمرين بالتأكيد.

وجهة النظر الثانية هي المعارضة لتلك الفكرة بحجة الحفاظ على الهوية العربية لكأس العرب، فنحن نتحدث عن أمة تتحدث لغة واحدة ويدين جُل سكانها بدين واحد، تجمعهم ثقافة وهوية واحدة، وبالتالي وضعنا مختلف تمامًا عن أمريكا الجنوبية أو الشمالية، حيث لا يجمعهم هناك على الأرجح سوى العامل الجغرافي، ولذا كأس العرب تُمثل تظاهرة رياضية اجتماعية شعبية تجمع شعوب العرب معًا تحت راية واحدة، وهو هدف أسمى من كل الأهداف الرياضية والتجارية.

الاتحاد العربي لكرة القدم سبق أن خاض تلك التجربة في كأس العرب للشباب تحت 20 عامًا عام 2020، بدعوة منتخبي مدغشقر والسنغال لإيصال عدد المنتخبات المشاركة إلى 12، وربما يعلم الجميع ما حدث في النهاية ... تُوج منتخب السنغال باللقب. منتخب السنغال بطلًا للعرب تحت 20 عامًا .. يا له من وقع غريب حين تسمع تلك الجملة! جملة مثيرة للشجون والدهشة، كيف للسنغال أن تكون بطلة للعرب! من أين وكيف ولماذا؟ أسئلة قد يطرحها أي قارئ تصله تلك المعلومة بعد سنوات وسنوات.

دعوة منتخبات أجنبية للعب في كأس العرب لا تبدو بالفكرة المرفوضة من الوهلة الأولى، فالجدال والنقاش بشأنها متاح تمامًا للجميع، وكل شخص لديه الحرية في تبني وجهة النظر الخاصة به لأنها تحمل الكثير من المنطق، فالمؤيد يرغب في وصول الكرة العربية للعالمية والاستفادة التجارية والمالية من النهضة الأخيرة في السعودية والمغرب، والمعارض يود الحفاظ على الهوية العربية ويرفض تمامًا "تلوث" تلك التظاهرة العربية الخالصة بمنتخبات أجنبية ذات هوية وثقافة مختلفة. هي وجهات نظر وخلاف وجدال لا يُفسد للود قضية.

إعلان