بايرن ميونخ على موعد مع التاريخ، تحطيم السجل الذي لم يتوقع أحد أن يتحطم، وحرمان برشلونة من لقب "النادي الوحيد الذي حقق السداسية في التاريخ" ليجعله فقط أول من يفعلها.
برشلونة نجح في 2009 في حصد لقب الدوري الإسباني وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا ليكون أول فريق إسبانيا يحقق الثلاثية – حتى الآن هو الأوحد – ثم فاز بالسوبر المحلي والسوبر الأوروبي واختتم العام بحصد لقب كأس العالم للأندية في الإمارات.
صحيح بايرن ميونخ لن يحقق السداسية في عام ميلادي واحد نظرًا لأنّه جلب البطولات الخمس في 2020 وفرصته للفوز بمونديال الأندية ستكون في 2021، إلا أنّ سبب تغيير توقيت البطولة يعود لجائحة كورونا وهي أزمة خارج نطاق سيطرة الفريق الألماني.
ولأن بطولة العالم للأندية تذهب لحامل لقب دوري أبطال أوروبا في كل عام منذ تتويج بايرن ميونخ بها في 2013، فإن بايرن ميونخ لا يزال المرشح الأكبر لتحقيقها. فماذا لو حدث؟ هل تتساوى سداسية 2020 بسداسية 2009؟ هل إنجاز برشلونة يشبه إنجاز بايرن ميونخ؟
أن تكون الأول

بالطبع يُحسب لبرشلونة أنّه أول فريق حقق السداسية في التاريخ، وهو الأول الذي حقق الثلاثية مرتين، وبايرن ميونخ كرر الإنجازين.
قبل برشلونة كان فكرة الفوز بالثلاثية أمر نادر الحدوث ويتكرر كل فترة زمنية طويلة فما بالك بالسداسية، لكن بعد إنجاز 2009، حاولت فرق مثل إنتر في 2010 وخرج محققًا 5 ألقاب.
بايرن ميونخ اقترب أيضًا في 2013 لكن خسر السوبر الألماني ثم حاول برشلونة نفسه تكرار الإنجاز في 2015 ولكن لم يحصد السوبر الإسباني لتأتي الفرصة مجددًا إلى البافاري في 2020.
ومع انتهاء فكرة خوض كأس العالم بشكل سنوي والانتقال إلى نظام الأربع سنوات، لن يصبح الأمر سهلًا على أي فريق تحقيق هذا الإنجاز.
جدول مباريات كأس العالم للأندية 2021 والقنوات الناقلة
ما بعد الإنجاز
Gettyولكن لو تجاهلنا كل ذلك فيجب وضع مقارنة بسيطة بين برشلونة في 2009 وبايرن ميونخ في 2020.
برشلونة قبل بيب جوارديولا كان يعاني كثيرًا واستمر لموسمين دون بطولة واحدة، بل جاء فوزه بدوري أبطال أوروبا في 2006 بمثابة اللعنة ليخسر بعدها السوبرين الإسباني والأوروبي وكذلك كأس العالم للأندية.
ولكن مع انطلاق موسم 2008-2009 تحسنت الأوضاع بشكل كبير، واستطاع برشلونة قلب المعطيات والفوز بكل الألقاب.
الأهم أنّ عام 2009 شهد انطلاقة جيل مرعب لبرشلونة حقق بعدها 8 بطولات بجانب سداسية 2009 ليحصد في 4 سنوات فقط مع جوارديولا 14 لقبًا.
وحتى بعد مغادرة بيب. صحيح عانى برشلونة في 2013 و2014 لكن عاد بعدها مع لويس إنريكي ليحقق الخماسية في 2015 ثم حصد 4 ألقاب أخرى في موسمين.
أما بالنسبة لبايرن ميونخ الحالي، فالفريق لم يكن يعاني كثيرًا في السنوات الماضية، صحيح ابتعد عن دوري أبطال أوروبا لمدة 7 سنوات، لكنّه سيطر على الكرة الألمانية وجلب الثنائية المحلية في عدد المناسبات وكان ندًا قويًا في التشامبيونزليج لفترة طويلة.
وبالنظر إلى مستوى الفريق في الموسم الجاري نجده يعاني كثيرًا على الصعيد الدفاعي ويستقبل العديد من الأهداف، ورغم تصدره الدوري الألماني وتسجيله 57 هدفًا لكنّه استقبل 26 هدفًا دفعة واحدة ولم يخرج دون استقبل أهداف سوى 4 مرات فقط في 19 لقاء بالبوندسليجا.
كما ودّع الفريق مبكرًا من كأس ألمانيا على يد منافس من الدرجة الثانية.
بايرن ميونخ لم يُظهر حتى الآن أنّه قادر على السيطرة على الألقاب لسنوات طويلة، وحتى النجوم التي يعتمد عليها باستمرار مثل مانويل نوير وليفاندوفسكي ومولر بأعمار كبيرة نوعًا ما ومساحة التطور لديهم أقل.
هناك مواهب شابة تتواجد في الفريق البافاري وقادرة على صناعة الحدث بالتأكيد، وهناك صفقات مطلوبة في الخط الخلفي بالتحديد لتصحيح الأوضاع الدفاعية، ولا يمكن الجزم بأنّ هذا الفريق سوف يكون نواة لسيطرة مستقبلية.
وإلى أن تأتي هذه اللحظة ويمر على الأقل 4 أو 5 سنوات ونشعر أن 2020 كان الانطلاقة الحقيقية لهذا الجيل من بايرن ميونخ، فإنّ إنجاز 2009 لا يزال الأفضل تاريخيًا.




