"قول للزمان .. ارجع يا زمان" مقطع من رائعة كوكب الشرق أم كلثوم "فات الميعاد"، قالتها في عتاب حبيبها لها على الفراق، لكن نقولها نحن اليوم اشتياقًا لليلة الـ22 من نوفمبر 2022..
ظُهر تلك الليلة التي مر عليها كام كامل اليوم، وتحديدًا من الساعة الواحد ظهرًا وحتى الثالثة عصرًا، كان المنتخب السعودي يكتب التاريخ بانتصار تاريخي أمام الأرجنتين 2-1، في افتتاح مشواره بالمشاركة السادسة له في تاريخ نهائيات كأس العالم قطر 2022.
وقتها اهتز العالم بأكمله بهتاف "ميسي وينه .. كسرنا عينه"، حتى الجاليات الأجنبية الأوروبية واللاتينية المنافسة للتانجو في الدوحة كانت تردد الهتاف نفسه إلى أن راج العالم بأكمله.
"بعد عشرين عامًا، ربما يقوم شخص ما في الشارع، بالإشارة إليك، والقول (نعم أتذكر تلك المباراة، لقد كانت رائعة)، لتعرف أنها غيرت حياتك" كلمات قالها الفرنسي هيرفي رينارد؛ المدير الفني للأخضر آنذاك، للاعبين بين الشوطين، والتي كانت كلمة السر في تحويل النتيجة من 1-0 في الشوط الأول إلى 2-1 في أول ثماني دقائق فقط من الشوط الثاني، وها نحن الآن نحتفل بالعام الأول من بين العشرين التي ذكرها الفرنسي.
لكن تظن أن هذه الليلة من الممكن أن تتكرر من جديد؟ يمكنني أن أقول لك من الليلة نعم!، قد نعيشها مجددًا..
شهدت الأراضي القطرية العربية الملحمة السعودية الكبرى، فلا يزال ليونيل ميسي يتحدث عن مرارة هذه الخسارة، وكيف كانت بمثابة استفاقة له ولرفاقه، كي يحققوا اللقب في النهاية.
وبعدها بأشهر قليلة، كتب الهلال السعودي ملحمة جديدة على أراضي جديدة في شمال إفريقيا حيث المملكة المغربية، بوصوله لنهائي كأس العالم للأندية وحصد الميدالية الفضية بعد الهزيمة أمام ريال مدريد الإسباني.
تبدو الأراضي العربية عاشقة للأخضر وأنديته، فلك أن تتخيل ما يمكن أن يحدث عندما تستضيف السعودية كأس العالم نسخة عام 2034، من الآن نرى ملحمة للكتيبة الخضراء ولعلها تحدث المفاجأة كما فعلت المغرب في الدوحة بوصولها لنصف نهائي المونديال!
وربما يحمل لنا القدر ما هو أكثر من ذلك، فقبلها هناك نسخة في المغرب، حيث عام 2030، ننتظر صفحات جديدة من تاريخ المنتخب السعودي الملحمي، فيا كاتب التاريخ لا تغلق صفحات ملاحم الأخضر بعد..