قطار لا يتوقف عن الفوز في المواجهات الكبيرة، نعم هو العنوان الأبرز والأهم حاليًا في كرة القدم الإيطالية، الروسونيري فريق جاء من التخبطات والفشل إلى القمة.
بطل الدوري وحامل اللقب دخل اللقاء وهو المرشح الأول بكل تأكيد للفوز، وانتصر على يوفنتوس بسهولة وأعلن أنه سيتواجد في المنافسة حتى الرمق الأخير.
مباراة أكد فيها الروسونيري أن الغيابات لن تؤثر على مشواره المحلي مثلما حدث في أوروبا، وعرقل موسم فريق السيدة العجوز أكثر وأكثر.
مع بيولي لا تنتهي الحلول
قبل بداية المباراة كنا نحاول وضع 11 لاعبًا في تشكيل ميلان لمعرفة الأسماء التي يمكن أن يستخدمها المدرب ستيفانو بيولي في مواجهة صعبة مثل هذه مع الغيابات التي تعرض لها.
ميلان يفتقد إلى خدمات الحارس مايك مينيان والظهير الأيمن كالابريا وبديله فلورينزي والجناح الأيمن الأساسي أليكسيس ساليماكيرس.
وظننت أن بيولي سيعاني تكتيكيًا أمام أليجري بسبب فشل تحقيق وضع العناصر الصحيحة بشكل مناسب في خطة 4-2-3-1.
لكنه قرر دخول اللقاء بطريقة 4-3-3، ووضع بوبيجا مع تونالي وبن ناصر، والحقيقة أن هذا التغيير قد ساعد ميلان على أن يصبح أكثر قوة في عملية الضغط وافتكاك الكرة وكذلك المرتدات.
Gettyفكرة أن فريقًا يفقد خدمات جبهة كاملة ولكنه لا يتأثر في مواجهة القمة مثيرة للغاية، الأمر الذي يؤكد أن هناك مدربًا رائعًا للغاية يقف على الخط يعي ما يفعل.
بيولي غير كل شيء في ميلان، تكتيكيًا ونفسيًا وبدنيًا، أتمنى أن ينصف هذا الرجل على كل ما يقدمه، لأن الحقيقة تقول إنه هو الأفضل حاليًا دون أدنى شك في إيطاليا وبفوارق واضحة عن أقرب المنافسين.
الثقة المفتقدة
لسنوات وسنوات عانى ميلان أمام يوفنتوس، أو يمكننا القول إنه كان يعاني أمام الفرق الكبيرة كلها، وبالتالي انخفضت ثقة لاعبي الروسونيري في أنفسهم حينما يتعلق الأمر بالمباريات الكبيرة.
فيما يخص مواجهات الفريق أمام اليوفي استمر هذا الوضع حتى يوم 7\7\2020، وهو الذي انتصر فيه ميلان على البيانكونيري برباعية بعد التأخر بهدفين.
بعدها تغير كل شيء، الفريق أطلق العنان إلى شخصيته الجديدة الأكثر قوة وتماسكًا، بل وتحسن في كافة الجوانب، نعم، فاز بالدوري ولكن هذه ليست قصتنا.
القصة الأهم حاليًا هي أن ميلان استطاع يومها أن يفوز أخيرًا بعد 11 مباراة لم يستطع الانتصار فيها أمام اليوفي.
Gettyالآن نستطيع أن نقول أن ميلان قد وصل أخيرًا إلى وضعيته الطبيعية، الآن يدخل مواجهات إنتر ويوفنتوس وهو مرشح للفوز بل ومرشح أفضل في بعض الأحيان.
هذه الحالة كانت تحتاج إلى سنوات من الفوز والتألق قبل أن نؤكد على تواجدها، لأنه إذا قولنا إنها قد حدثت يوم الفوز برباعية فكنا سنضع الضغوطات على عناصر الفريق.
لكن بعد الاستمرار في الفوز، نستطيع أن ندرك أن التغير في الثقة لم يكن لحظي، ولكنه بات في حالة تزايد.
لا تفقد الأمل!
نعم خسر يوفنتوس وقدم عرضًا متواضعًا، ونعم حقق حتى الآن انطلاقة موسم سيئة للغاية، لكن العودة ليست من وحي الخيال ولكنها مطروحة بصورة طبيعية.
الوقت هو العنصر الأهم في الفترة المقبلة، الفريق لديه عناصر جديدة ويحتاج إلى الصبر حتى الوصول لأفضل شكل ممكن.
Gettyيوفنتوس يمكنه العودة في الموسم، لا نقول إنه سوف يخرج ببطولة لا محالة ولا نبالغ، ولكننا نقول إنه قادر على التحسن والتأقلم على الوضعية الجديدة والسير في مشروع مع أليجري لحين إدراك النجاح.
التعامل على أن كل شيء قد هدم هو هراء، نحن نعلم البيانكونيري ونعلم المكار الذي يتولى مسؤولية الفريق، الضغوطات كبيرة وهذه حقيقة لكنني لا أشك في تحسن الوضع مع الوقت.
أليجري مسؤول؟ بكل تأكيد، هل أخطأ اليوفي بترك ديبالا؟ بلا شك، هل انتهت رحلة البيانكونيري؟ هذا عبث!




