يعود زين الدين زيدان مع ريال مدريد إلى الأدوار الإقصائية في دوري أبطال أوروبا مواجهًا مانشستر سيتي في "سانتياجو برنابيو" مساء اليوم، الأربعاء.
ريال مدريد لا يريد التفريط في دوري أبطال أوروبا بعد خسارة صدارة الدوري الإسباني لصالح برشلونة عقب تعادل وهزيمة في جولتين على التوالي في الليجا.
كما أنّ مواجهة السيتزنز تسبق لقاء الفريق المصيري أمام برشلونة في الكلاسيكو والذي قد يحسم بصورة كبيرة موسم النادي الملكي، وبالتالي سيدخل الأسبوع الحالي بهدف القتال على كل شيء في الموسم.
كتيبة بيب جوارديولا لا تعيش أيضًا أفضل فتراتها الحالية، فالفريق بعيد عن صدارة البريميرليج بفارق كبير لصالح ليفربول ونظريًا خسر المنافسة على اللقب ولم يعد له فرصة للفوز بلقب كبير سوى التشامبيونزليج.
كما أنّ العقوبة التي تلقاها فريق مانشستر بالحرمان من المشاركة في الأبطال لموسمين على التوالي تجعل النسخة الحالية أكثر أهمية، إذ قد تكون الفرصة الأخيرة لعدد من اللاعبين بجانب المدرب.




فكيف يلعب زيدان المباراة؟
التشكيل المحتمل
Getty Imagesاستعد زيدان للمواجهة في أفضل أحواله بعد عودة أهم صفقة في الصيف الماضي، إيدين هازارد، وربما بدأت ملامح التشكيل تتضح ولكن إصابة اللاعب أمام ليفانتي أفسدت كل خطط الفرنسي.
صحيح مانشستر سيتي يعاني من غياب رحيم سترلينج وكذلك ليوري ساني، ولكن الخطط البديلة لزيدان تجبره إما على الاعتماد على جاريث بيل غير المضمون أو المواهب الشابة أمثال فينيسيوس جونيور أو رودريجو جوس.
زيدان قد يبدأ المباراة بالاعتماد على رباعي في الخلف بقيادة سيرخيو راموس ورافائيل فاران بينما يتواجد فيرلاند ميندي على الجهة اليسرى حتى لا يستفيد السيتزنز من تقدم مارسيلو المبالغ فيه أحيانًا، بجانب وجود داني كارفاخال على الرواق الأيمن.
خط الوسط بالطبع سيتضمن كاسيميرو وفريدريكو فالفيردي، فالثنائي أصبحا جزءًا رئيسيًا من قوام النادي الملكي الذي لا غنى عنه خلال الموسم الجاري، وقد ينضم لهما توني كروس وربما بدرجة أقل لوكا مودريتش.
كريم بنزيما هو الوحيد الذي يضمن مركزه في الهجوم، بينما فينيسيوس هو الأقرب للعب مكان هازارد وربما بيل أو لوكاس فاسكيز على الجهة اليمنى، أو يعتمد على إيسكو بمهام نصف وسط نصف جناح كما فعل أمام باريس سان جيرمان.
أزمة مدريد
Getty Imagesيستطيع أي مشجع للنادي الملكي أن يخرج الموسم الحالي ويقول إن ريال مدريد يعاني كثيرًا بسبب رحيل كريستيانو رونالدو، صحيح صاروخ ماديرا كان يهدر العديد من الفرص لكنّه على الأقل كان قادرًا على إحراز متوسط 50 هدفًا أو أكثر في الموسم.
ريال مدريد هو خامس فريق في الدوريات الكبرى، والأول في إسبانيا من حيث صناعة الفرص، إذ صنع 487 فرصة في جميع مباريات الموسم الجاري، ولكن مانشستر سيتي هو الأفضل في الدوريات الأوروبية الكبرى بواقع 612 فرصة بجميع المنافسات.
ورغم كثرة عدد الفرص المصنوعة، ريال مدريد لم يسجل سوى 73 هدفًا فقط، بمعدل تحويل وصل إلى 13.56% فقط مقارنة بـ 105 هدفًا لكتيبة جوارديولا بمعدل وصل 18.76%.
مقارنة ببرشلونة، فالفريق الكتالوني صنع 352 فرصة فقط خلال الموسم، أي أقل من ريال مدريد بأكثر من 100 فرصة، ولكن سجل 80 هدفًا بنسبة تحويل بلغت 22.78%.
كثرة إهدار الفرص هي أزمة كبيرة تواجه زيدان، وربما يكون الحل في لوكا يوفيتش والاعتماد على خطة 4-4-2 ويقوم بنزيما بدوره المفضل في فتح المساحات للصربي ومنحه أفضلية لتحويل الفرص لأهداف.
ولكن هل يمكن الاعتماد على يوفيتش في وقت مصيري بعد أن أصبح حبيس الدكة في أغلب المناسبات خلال الموسم الحالي؟
العرضيات القاتلة
Gettyأو التي كانت قاتلة، ريال مدريد يعتمد بصورة كبيرة على الكرات العرضية ولكنّ النادي الملكي لم يعد قادرًا على تنفيذها بالدقة الكافية كما كان الحال في السابق.
في الليجا على سبيل المثال، لم يسجل البلانكوس سوى 3 أهداف فقط من ضربات ركنية (خيتافي الأفضل بواقع 7) و4 أهداف من كرات ثابتة، مانشستر سيتي يتفوق في هذا الأمر على ريال مدريد، فكتيبة جواريولا سجلت من 5 ركنيات و4 كرات ثابتة منها اثنين مباشرة في البريميرليج.
مانشستر سيتي استقبل 4 أهداف فقط من ركنيات وهدفين من كرات ثابتة واحدة مباشرة والأخرى من مخالفة.
ريال مدريد قد يجد صعوبة كبيرة وخاصة على الأطراف من جانب مانشستر سيتي وقد يكون الحل الأفضل بالنسبة لزيدان هو التراجع الدفاعي ومحاولة ضرب السيتزنز بالمرتدات وهي نقطة الضعف الأبرز.
ما يحتاجه ريال مدريد حقًا في اللقاء هو استعادة الروح الجماعي للفريق والقتال بكل ما لديهم من قوة لأجل تقديم نسخة أفضل ليستعيد الثقة ويخرج من أرضه بأفضل نتيجة إيجابية.
