يُصنف أندري شيفتشينكو كأحد أفضل المهاجمين في تاريخ كرة القدم، ولا يُنسى له كيف قاد ميلان إلى أمجاد كثيرة في الفترة بين 1999 و2006، عندما سجل 175 هدفًا في 322 مباراة وحقق ألقاب عدة أبرزها دوري أبطال أوروبا 2003.
ربما كانت الانطلاقة لمدرب منتخب أوكرانيا الحالي نحو الشهرة الإعلامية بالشكل الراهن من ملعب كامب نو، معقل برشلونة، بعدما كان نجم الشباك الأول في مباراة فريقه الأسبق دينامو كييف أمام البرسا بدوري الأبطال عام 1997.
بدأ شيفتشينكو مسيرته مع النادي الأكبر في أوكرانيا منذ أن كان في العاشرة من عمره، ووصل إلى الفريق الأول عام 1994، وفي 1997 أرسل رسالة للعالم بأن ثمة أسطورة تُشكل الآن في بلاده، عندما سحق برشلونة بأتم معاني الكلمة.
في تلك النسخة من دوري الأبطال، أسقطت القرعة دينامو كييف جنبًا إلى جنب مع برشلونة في المجموعات ومعهما نيوكاسل وأيندهوفن، وفي مباراة الذهاب بأوكرانيا، فاز زملاء شيفتشينكو بثلاثية نظيفة على النادي الكتالوني.
أتت مباراة الإياب وكل ما يفكر فيه جماهير البرسا هو الثأر من هذه الهزيمة، وفي ذلك التوقيت لم تكن البلوجرانا عمومًا في أفضل فتراتها وعانت من إصابات عدة جعلتها تدخل مباراة دينامو كييف في الجولة الرابعة بأربعة لاعبين فقط على دكة البدلاء.




شاب يبلغ من العمر 21 عامًا كانت الصحافة تلقبه بـ"الطفل المعجزة" وكان من ضمن قائمة المدرب فاليري لوبانوفسكي التي ذهبت إلى كامب نو بكل قوتها، ولقنت كتيبة لويس فان خال درسًا لن تنساه كان بطله الأول، من صار بعد ذلك أهم لاعب كرة قدم في تاريخ أوكرانيا، إنه هذا الطفل المعجزة.
لا أحد يقف أمام ميسي .. سيتيين طرده من غرفة الملابس والآن يرعى الأبقار
انتصر دينامو كييف برباعية نظيفة على برشلونة، ومن أحرز الأهداف؟ إنه هاتريك من شيفتشينكو وهدف من ريبوف، لتخلد هذه المباراة باعتبارها من أهم الهزائم وأقساها على النادي الكتالوني في التاريخ على ملعبه وبحضور 52 ألف متفرج.
تشكيلة البرسا ورغم معاناتها لكنها ضمّت عددًا من اللاعبين الكبار على رأسهم ريفالدو ولويس فيجو، إلا أنهم جميعًا لم يتمكنوا من مضاهاة وإيقاف الطفل المعجزة، الذي بدأ ثلاثيته بهدفٍ في الدقيقة التاسعة من رأسية كررها في الدقيقة 32 متفوقًا على الحارس فيتور بايا ومبرهنًا على ما يمتلكه من قدرات استثنائية.
وواصل شيفتشينكو الإبداع وكسب ركلة جزاء بعد سلسلة من المراوغات انتهت بتدخل عنيف من دفاعات برشلونة، ليضع الثالث من خلالها ويختم الشوط الأول بهاتريك جعله بطل الليلة بدون منازع.
في نهاية المطاف، خرج برشلونة من دور المجموعات بعدما حقق 5 نقاط فقط، وصعد هذا الجيل التاريخي لدينامو كييف إلى الدور الثاني ولكنه عجز عن الذهاب بعيدًا بعدما خرج من ربع النهائي على يد بايرن ميونخ.
وبعد مرور 23 عامًا، يلتقي برشلونة مع دينامو كييف مرة أخرى في دور المجموعات على ملعب كامب نو، إلا أن الأمور تغيرت كثيرًا، صحيح أن البرسا ليس في أفضل أحواله، لكن الجيل الحالي للنادي الأوكراني لا يُضاهي الجيل التاريخي، وبالتأكيد لا يوجد به أندري شيفتشينكو!
