غريب عالم الجلد المدوّر، بمقارنته وحقباته وأزماته وانتماءاته ولاعبيه، لكُم/نّ أن تتخايلوا/ن أنه منذ أيام قليلة كان اسم برشلونة مقروناً بسؤال فيه قدر من العظمة لدرجة أنه لم يُطرح بتاتاً في تاريخ اللعبة: أي فريق كان أفضل الذي حقق سداسية برشلونة أو الذي حقق سداسية البايرن.
أيام فقط واطرح عليكم/ن السؤال: أي الفضائح أكثر إيلاماً في تاريخ برشلونة الحديث؟
إقرأ ايضاً حلم الأبطال وثلاثية جديدة .. أسباب تدفع ميسي للانتقال إلى باريس سان جيرمان
فن الاعتياد على الفضائح
صحيح أن "دوام الحال من المُحال" ومن غير الطبيعي أو الممكن أن يبقى برشلونة معتلي القمّة، لكن أن ينشأ لدى النادي نمط من الكوارث؟ ما نشهده اليوم ليس بمحض الصدفة، هو ثمار انهيار لا بد منه لسوء إدارة وتخطيط ونفوذ أكبر من الأشخاص.
الفضيحة لم تبدأ في روما، رغم فداحة ما حصل في الأولمبيكو، بل بدأت من باريس حين تلقّى برشلونة هزيمته برباعية، النمط بدأ حينها وعوارضه كانت واضحة، لكن "الكثير من لويس انريكي" كان كفيلاً بستر العيوب، فلولا تلك الريمونتادا، التي لا تتكرر إلا 0.01 مرة بالعمر كان الكثير من الحديث اختلف عن "حقبة الانهيار"، لأن ما لحق هذه المباراة تحديداً هو ثلاثية من يوفنتوس وإقصاء.




يقول البعض أن جمهور برشلونة بات لديه "مناعة ضد الهزائم الكبيرة"، وهذه بحد ذاتها آفة، وأن أردتم/ن الصراحة المطلقة، هي ترف للأرشيف الرياضي الغريب، أن تُفاضل بين المصائب على أشدها.
في خسارة روما كان هناك فريق حقق الفوز في مرحلة الذهاب 4-1 وهُزم 3-0 لاحقاً، في مصيبة الانفيلد حصل الأمر نفسه "كوبي بيست" (كان مزيجاً من تروما الأولمبيكو أو عامل تكرار الصدمة) وبين الوقوف عند عدم حل تبعات فضيحة الموسم الذي سبقه.
نأتي إلى الفضيحة الأشهر في التاريخ الرياضي الحديث، الثمانية من بايرن ميونخ في ليشبونة، فن السقوط الحر، حيث اعتقد النادي بلاعبيه وأدارييه ومشجعيه أن "لا قاع بعد هذا"، ثمانية، أي فريق يخسر ثمانية؟ لكنه خسرها خارج أرضه وكانت للحقيقة متوقعة، مهما قيل أن النتيجة عريضة فكانت متوقعة نظراً لظروف الفريقين حينها محليا وأوروبياً.
باريس أكثر إيلاماً من بايرن ميونخ
نأتي إلى ما قبل خاتمة الفضائح، هزيمة باريس، هنا السؤال لماذا هي أكثر إيلاماً على برشلونة؟ هنا الخسارة في الأقليم، على الملعب "الذي يصلح لأسلوب لعبهم" هنا الخسارة أتت من مرحلة الذهاب على الكامب نو، حيث نيمار في المقلب الآخر من الريمونتادا، أتت الهزيمة بعد "بدء مرحلة التغيير والبناء"، من سلسلة انتصارات في الدوري الإسباني و"أمل" لميسي بأنه يمكن أن يستمر (عكس رغبته، لكنه أيضاً اعتاد-مثلنا- على الفضائح)، أتت في أكثر وقت حساسيةً على الفريق، "مجهودكم ما زال غير كافياً، ما زالت مجموعتكم لا تكفي للتأهل حقاً للأبطال".
هناك فارق بين أن تكون ضمن من حجز مقعداً أوروبياً وبين أن تستحق أن تلعب مع كبار أوروبا فعلاً، برشلونة غير مؤهل بعناصره أن يكون في أوروبا وهذه هي الحقيقة.
لم اتكلّم عن فنيات هذه المباراة، ولم أدخل في سوء توظيف أو توزيع في الملعب، رحم الله امرأً عرف قدر نفسه فوقف عنده، عندما يُلام كومان على إشراك بيكيه وديست غير الجاهزين، اتساءل عن الحلول الأخرى فلا أجدها، اتحدث عن إمكانيات لهذا الفريق، عن نتيجة مشروع سيواجه باريس سان جيرمان في باريس مع نيمار بعد أسابيع وفي ذاكرته أنه "اعتاد الفضائح.. فهل من يزيد؟"
