"هالاند أسرع ولكن في البقية؟ نتنافس!"، تلك كانت كلمات دوشان فلاهوفيتش في 2021 عندما كان مهاجمًا واعدًا، مثله مثل نجم مانشستر سيتي الحالي إرلينج هالاند، وقتها كان الأول في فيورنتينا قبل أن يدفع يوفنتوس 75 مليون يورو لضمه، والثاني يشق طريقه من سالزبورج نحو بوروسيا دورتموند، ودون توقف وصولًا إلى مانشستر سيتي الآن حيث يحطم الأرقام التهديفية، بينما فلاهوفيتش خلال تلك الرحلة تراجعت مسيرته بشكل ملحوظ.
مسيرة فلاهوفيتش في تلك السنوات القليلة شبيهة بما حدث معه في الأسابيع الماضية، إذ تحول الصربي من مكروه من جمهور يوفنتوس بعد موسم مخيب للآمال سجل فيه فقط 17 هدفًا وكان مادة مفضلة لفيديوهات السخرية والكرات الضائعة، لدرجة أنه أصبح يشتبك مع جماهير ناديه في الوديات بسبب مطالبتها له بالمغادرة وصفيرها على أهدافه الصيف الماضي، تحول الصربي مجددًا إلى هداف بتسجيله 4 مرات حتى الآن في الموسم الجديد في نفس العدد من المباريات، بمعدل هدف كل 111 دقيقة بالدوري، والأهم هو مستواه العام الذي أعاد ذكريات بداياته مع الفيولا.
لماذا نقول تلك الأيام تشبه مسيرته؟ لأن الصربي بنفس سرعة بدايته حين كان يقارن نفسه بهالاند تراجع وأصبح يُصف بالفاشل والصفقة "المقلب" بعد أن كلف خزائن يوفنتوس مبالغ تقارب 150 مليون يورو، بين قيمة انتقال ورواتب، وآخرها ارتفاع صافي راتبه في الموسم الحالي، الأخير في عقده، إلى 12 مليونًا، وهو الذي يرفض من الأساس تمديد عقده مع يوفنتوس، أحد الأسباب التي تضاف إلى قائمة جمهور يوفي في الفترة الأخيرة فيما يخص العداوة مع اللاعب!
التقارير في إيطاليا بدأت تتحدث عن أن صحوة فلاهوفيتش أساسها مسألة العقد، اللاعب بدأ مرحلة "التسويق"، هو لا يلعب ليوفنتوس ولكن من أجل ناديه القادم الذي يريد أن يطمئن أي فلاهوفيتش سيشتري، ذلك الذي ظهر في فيورنتينا في بداياته أم ذلك الخاص بالسنتين الماضيتين في يوفنتوس، وإذا كان الحديث يدور عن أمثال برشلونة، إنتر، مانشستر يونايتد، وأتلتيكو مدريد، فبالتأكيد سيبذل فلاهوفيتش قصاري جهده لتأمين انتقاله إلى أحد هؤلاء!
يملك فلاهوفيتش كل مقومات المهاجم العصري، قوة بدنية، مقدرة على التحضير وبناء اللعب، السرعة، لمسة أخيرة مميزة سواء بقدميه أو رأسه، ولكن السلبيات تكمن في المزاجية والشخصية الضعيفة التي تتأثر بالنقد، وعدم استمرار تطور تلك الإمكانيات ليتحول للاعب ثابت في مقارنات الأفضل في مركزه، ولذا مستوى الأسبوعين الماضيين لا يجب أن يكونوا الحكم فقط لتلك الأندية المهتمة، بل مسيرة اللاعب بأكملها التي شهدت تقلبات بين صعود وهبوط يجعلك لا تعرف أي دوشان فلاهوفيتش هو الحقيقي!
