"ما أراه حاليًا مختلف تمامًا عما قيل لي عن وضع الأهلي، أنا الآن أنفذ استراتيجية النادي وليست استراتيجيتي، الوضع الحالي غير طبيعي، ولا أعتقد أنه طبيعي لأي مدرب، يجب أن يأتي اللاعبون للتدريبات وهم راغبون في اللعب وسعيدون بذلك، لكن هناك شيء ما خطأ، وإذا لم تنتهي المشاكل بنهاية الموسم الحالي، فأنا لست متفائلًا بالموسم المقبل"، هكذا صرح الصربي فلادان ميلويفيتش، في أغسطس 2020.
ومرت الأيام وبعدها بستة أشهر، وتحديدًا في الأول من فبراير 2021، خرج قائلًا: "أنا متعب كثيرًا، ما يحدث حاليًا بالأهلي صعب عليّ، لكنني لن أحمل المسؤولية لأحد، سأستمر مع الأهلي وسأقاتل أنا واللاعبون، حتى نؤدي عملنا على أكمل وجه، فقط أتمنى من الجمهور دعم اللاعبين والوقوف بجانب النادي في المرحلة المقبلة".
اقرأ أيضًا | قتلوا طموحه وأكثر من ظلمه الأهلي .. ردود أفعال إقالة فلادان ميلويفيتش
عقب كل مباراة يخرج فلادان محذرًا إدارة النادي الأهلي برئاسة عبد الإله مؤمنة، من وضع الفريق، فريق بلا رواتب، بلا مكافآت، بلا صفقات ضرورية، كانت النتيجة حتمًا ستوصلنا إلى ما نحن عليه الآن، مدرب فقد الطموح والشغف، نجم الفريق لم يعد يعبأ بالهزائم، فيخرج للتسلية والتنافس في الألعاب الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أمام الجماهير، دون مراعاة أي شيء، هذه النتيجة كانت حتمية، وقرأها المدرب الصربي مبكرًا منذ الموسم الماضي، لكن لم يستمع له أحد، وكأن المسؤولون على رؤوسهم الطير!
هناك من يلومه ويحمله مسؤولية خسارة نقاط سهلة في الموسم الجاري، لكن فلنصمت قليلًا ونجعل الأرقام تتحدث عن ميلويفيتش..
بالموسم الماضي، وصل الراقي إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا، وإلى نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، والمركز الثالث في جدول الترتيب.
أما بالموسم الجاري، وداع كأس الملك من دور الـ16 على يد العين، وتسجيل أسوأ سلسلة هزائم في تاريخ الراقي بدوري المحترفين، إذ تلقى خمس هزائم متتالية!
هل اتضح لكم الآن الفارق الكبير؟
إدارة فرطت في دجانيني تافاريس، يوسف بلايلي وعبد الفتاح عسيري، وبماذا عوضت؟، يعاني الفريق في مركز الدفاع؟ إذًا فلنتعاقد مع المهاجم نيانج!!!، طوال الشتاء الحديث لا يتوقف عن المفاوضات مع عدد من المدافعين بالدوري المحلي وبالدوريات الأخرى، وفي الأخير كانت الصفقة في الهجوم!، تمخض الجبل فولد فأرًا!
al ahli twitterلنترك قليلًا الحديث عما فعلته الإدارة بمدرب كان بإمكانه أن يصنع الفارق، إذا تهيأت له الظروف الطبيعية وبيئة العمل المناسبة لأي مدرب، ونسير مع تيار الإدارة بأن المشكلة فلادان ولا بد من رحيله، لماذا الانتظار لحين تلقي خمس هزائم، وضياع المنافسة على اللقب؟ أين كنتم عندما كان يخسر الفريق نقاطًا من المفترض أنها في المتناول؟ لماذا لم يتم التدخل مبكرًا للحفاظ على مسيرة الفريق المنافسة على اللقب، خاصةً وأن شكل المنافسة بالموسم الجاري ربما لن يتكرر مع تراجع أداء الهلال والنصر؟!
حتمًا تعلم الإدارة أن المشكلة ليست فلادان، لكنها أرادت أن تسجل مجرد حضور أمام السلسلة الأسوأ في تاريخ النادي، فكانت الحيطة الأضعف هي المدرب، لكنها تناست أن جمهور الأهلي أذكى من أن يُضحك عليه، يعلم الجمهور تمامًا أن المشكلة في الإدارة نفسها وفي أعضاء شرف النادي، الذين تركوه يغرق في ديونه، وتركوا لاعبيه دون رواتب ومكافآت، إذا أخذت جولة في ردود أفعال الجماهير على إقالة فلادان، فلن تجد سوى ندمًا ولومًا على إدارة مؤمنة.
على كلٍ رحل فلادان، فلنرى ماذا سيحدث في الست جولات المتبقية من الموسم، هل سيحل يوسف عنبر شيئًا في ظل الروح الضائعة من اللاعبين والتشتت الإداري وغياب الرواتب؟ لنرى!


