يشعر جمهور نادي برشلونة بحالة من الرعب بعد المستوى الباهت الذي ظهر عليه البولندي روبرت ليفاندوفسكي نجم هجوم الفريق خلال أول جولتين من موسم 2023-2024 في الدوري الإسباني.
ليفاندوفسكي لعب دورًا محوريًا في فوز برشلونة بلقبي الدوري الإسباني وكأس السوبر الإسباني خلال موسمه الأول مع الفريق، ولعل تسجيله 33 هدفًا في 46 مباراة كان حاسمًا في عودة "البلوجرانا" القوية إلى منصات التتويج.
صحيح أن ليفاندوفسكي سجل 13 هدفًا في النصف الأول من الدوري الإسباني، وتحديدًا قبل التوجه مع منتخب بولندا لخوض بطولة كأس العالم 2022، لكن النصف الثاني من موسمه كان مخيبًا إلى حد بعيد، مع غيابه لأكثر من مباراة بسبب الإيقاف، وتراجع قدراته التهديفية، والإصابات الطفيفة التي لحقت به.
ليفاندوفسكي تمكن من إضافة 10 أهداف أخرى فقط في النصف الثاني من "لا ليجا" خلال الموسم الماضي مما أثار بعض القلق لدى عشاق النادي الكتالوني، وهو ما يتواصل مع بداية الموسم الحالي.
بداية كارثية
سجل برشلونة هدفين في أول مباراتين له في الدوري الإسباني لموسم 2023-2024، لكن ليفاندوفسكي لم يسجل أيًا منهما.
المهاجم البولندي المخضرم سدد الكرة 7 مرات فقط خلال أول جولتين من "لا ليجا"، من بينها 3 تسديدات فقط على المرمى، لم تعرف أيها طريق الشباك.
وإلى جانب المستوى المقلق هجوميًا، فإن توزيع تمريرات ليفاندوفسكي لم يكن أفضل حالًا، حيث قدم 30 تمريرة صحيحة في المباراتين من أصل 42 محاولة تمرير، بنسبة دقة بلغت 71.4%، لكن المقلق أكثر هو نسبة دقة التمريرات الصحيحة في نصف ملعب المنافس، والتي بلغت 65.8% فقط.
أجراس الإنذار تدق بالفعل في برشلونة من مستوى هداف الدوري الإسباني في الموسم الماضي، وسط خوف من أن يستمر هذا المستوى المتدني والغياب التهديفي للمهاجم البولندي.
التهديد يلاحق ليفاندوفسكي
برشلونة تعاقد بالفعل مع البرازيلي فيتور روكي مهاجم نادي أتلتيكو باراناينسي، لكن المهاجم البرازيلي سيصل إلى النادي الكتالوني في يناير 2024، بعد الاتفاق بين الناديين.
روكي، البالغ من العمر 18 عامًا، يعيش أفضل أوقاته حاليًا مع ناديه، بعدما تمكن من تسجيل 18 هدفًا في 39 مباراة خلال الموسم الحالي، كما قدم 8 تمريرات حاسمة حتى الآن.
المؤكد أن فيتور روكي سيضع ليفاندوفسكي تحت ضغط المنافسة عند وصوله إلى الفريق مطلع العام المقبل.
إدارة برشلونة كذلك كان عليها إقناع أتلتيكو باراناينسي بترك فيتور روكي يصل إلى الفريق في الصيف الحالي، بدلًا من تأجيل وصوله حتى يناير، مما كان سيضع بعض الضغط على ليفاندوفسكي، ويعمل على إراحته عندما يحتاج ذلك.
وإلى جانب ذلك، فإن البرازيلي الشاب يحتاج إلى الاندماج في أجواء برشلونة، ووصوله في منتصف الموسم قد يكون حجر عثرة في محاولته للتأقلم.
بايرن ميونخ الفائز الأكبر؟
ربما يكون بايرن ميونخ الفائز الأكبر من رحيل ليفاندوفسكي الصيف الماضي، بعدما تمكن من بيعه مقابل 45 مليون يورو وهو في الرابعة والثلاثين من العمر.
معاناة برشلونة الاقتصادية كان يجب أن تدفع النادي إلى التفكير في خيارات أصغر في العمر، صحيح أن ليفاندوفسكي هداف لا يشق له غبار، وأثبت ذلك مع بوروسيا دورتموند وبايرن ميونخ، لكن التقدم في العمر عامل مؤثر في مسيرة أي لاعب.
بايرن ميونخ لعب بذكاء مع ليفاندوفسكي، حيث حصل عليه بالمجان في صيف 2014، ليقدم البولندي 8 مواسم خرافية بألوان البافاري، ورحل وعمره 34 عامًا مقابل 45 مليون يورو.
واستغل بايرن ميونخ حاجة برشلونة إلى مهاجم ونجم يقود مشروع الفريق أفضل استغلال، ليحصل على قيمة مالية جيدة للغاية، ويتخلص من راتب ليفاندوفسكي، ويعيد بناء مشروعه الخاص.
تضحيات ولكن!
لا يمكن بالطبع إنكار ما قدمه ليفاندوفسكي لبرشلونة منذ إصراره في الصيف الماضي على تحدي إدارة بايرن ميونخ الألماني، ناديه السابق، لإتمام الانتقال إلى ملعب "كامب نو"، ثم تخفيض راتبه من أجل إتمام الصفقة.
كما أن سجل ليفاندوفسكي التهديفي في الموسم الماضي يتحدث عن نفسه بوضوح، وهو عامل رئيسي في نجاحات النادي وعودته إلى منصات التتويج.
لكن الواقع، ومع عيد ميلاد ليفاندوفسكي الخامس والثلاثين، هو أن برشلونة لن يستفيد كثيرًا من البولندي، وسيكون عليه إيجاد البديل المناسب، وربما أقرب كثيرًا مما كان متوقعًا.