"إذا لم يلعب أمام مانشستر سيتي الأربعاء فعليه حزم حقائبه والمغادرة"، ذلك كان تعليق الصحفي الهولندي فالنتين دريسين في عاموده الأسبوعي بجريدة "تيليجراف" على وضعية مواطنه دوني فان دي بيك في مانشستر يونايتد.
أولي جونار سولشاير، مدرب مانشستر يونايتد، لم يخيب توقعات دريسين، فان دي بيك كان بديلاً في لقاء نصف نهائي كأس كاراباو الذي خسره الفريق، وشارك في الدقيقة 88 عندما كان فريقه متأخراً بهدفين نظيفين.
نجم خط الوسط الشاب يعد من ألمع نجوم الجيل الحالي في بلاده، وسنواته الماضية مع أياكس أبرزته كأحد أفضل اللاعبين الصاعدين في العالم أجمع، ولكن الوضع الذي يعيشه في مانشستر لا يعكس ذلك.
Getty Images
انتقال فان دي بيك إلى مانشستر يونايتد الصيف الماضي كان غريباً، اللاعب يوجد بالفعل في مركزه نجمين في صورة برونو فيرنانديش وبول بوجبا، ولذا انضمام ثالث لهما كان ينذر بعواقب غير حميدة.
وقد كان، حتى الآن فقط 249 دقيقة في البريميرليج وإجمالي 760 في كل المسابقات هي حصيلة اللاعب مع يونايتد الموسم الحالي قبل لقاء سيتي الأربعاء، ودكة البدلاء كانت موقعه في معظم المباريات، إذ كان واضحاً أنه لا يدخل في الحسابات الأساسية لأولي جونار سولشاير.
وضعية فان دي بيك الحالية تشبه نفس ما مر ويمر به كريستيان إريكسن مع إنتر، اللاعب منذ اليوم الأول لا يوجد له مكاناً واضحاً في خطط أنطونيو كونتي، والنتيجة أنه انتهى به المطاف بعد أقل من عام خارج الحسابات ومعروضاً للبيع رغم قيمته الفنية الكبيرة.
Getty Images / Miguel Medinaالهولندي الشاب من الصعب أن يلعب أساسياً في ظل تألق فيرنانديش ومكانة بوجبا في خط وسط يونايتد، وقناعات سولشاير بخصوص الأمر تبدو ثابتة وواضحة، على الأقل فيما يخص الموسم الجاري، نعم بوجبا قد يرحل الصيف القادم ولكن موسم كامل كبديل قد يضر فان دي بيك كثيراً.
قدوم أمم أوروبا الصيف المقبل يعقد الوضع الحالي، خصوصاً أنه مع رونالد كومان، المدرب السابق، لم يكن أساسياً، ولكن المدير الفني الجديد فرانك دي بور يثق فيه واعتمد عليه أساسياً في مبارياته الأولى، ولكن الأكيد يريد لاعبين جاهزين وأساسيين في فرقهم لخوض غمار اليورو الصيف المقبل
Goal Ar / Gettyفي سن الثالثة والعشرين يبدو المستقبل بأكمله أمام فان دي بيك بعد، ونصف موسم ليست كافية للحكم على مشواره مع يونايتد بالفشل، ولكن المؤشرات الحالية لا تبدو في صالح النجم الشاب، ومغامرة الرحيل بعد شهور قليلة قد تكون حلاً مرضياً لكل الأطراف إذا كان حقاً خارج حسابات ناديه ومدربه.
سيكون صعباً إيجاد من يدفع المبلغ الذي سيطلبه مانشستر في يناير في ظل الصعوبات الاقتصادية، ولكن في حال تواجدت الفرصة فقد تكون الحل الأمثل، أما إذا استمر في يونايتد فسيكون فان دي بيك أمام منعطف هام في مسيرته، ما بين البحث عن فرصة للعب والتألق، أو الدعاء للتواجد في تشكيل هولندا باليورو حيث يمكنه إعادة إثبات نفسه لفريقه الحالي، ولما لا المستقبلي.