انقلاب كبير حدث في نتائج الاتحاد هذا الموسم، حالة تُذكرنا إلى حد كبير بالثورة التي أحدثها ليفربول في الدوري الإنجليزي قبل عامين .. صحيح أن سقف الإنجازات في إنجلترا كان أكبر منه في السعودية وذلك لأسباب واضحة، إلا أن العوامل التي أشعلت تلك الثورة كانت متشابهة إلى حد كبير ويقف خلفها 4 أبطال هم أحمد حجازي ومارسيلو جروهي وفيرجيل فان دايك وأليسون.
اقرأ أيضًا | ضعف هجوم الاتحاد .. مشكلة في استغلال الفرص أم صناعتها؟ الأرقام تُجيب
نستعرض في الأسطر التالية وضع الفريقين المتشابه قبل ضم اللاعبين الأربعة ومدى التغيير الذي صاحب تلك الخطوة على الأداء والنتائج خاصة من حيث القوة الدفاعية.
ليفربول والاتحاد قبل الثورة
أنهى ليفربول موسم 2016-2017 في الدوري الإنجليزي في المركز الرابع، ورغم قوته الهجومية وإحرازه 76 هدفًا إلا أن دفاعه كان نقطة الضعف الواضحة التي كلفته استقبال 42 هدفًا مما جعله صاحب الدفاع الأسوأ في الفرق الستة الأوائل في جدول الترتيب آنذاك.
لم يختلف الوضع كثيرًا في النصف الأول من موسم 2017-2018 وكانت الأخطاء الدفاعية العامل الأكثر لعبًا دورًا سلبيًا في النتائج المخيبة، إذ استقبل مرمى الريدز خلال 23 مباراة 28 هدفًا وهو الرقم الأسوأ بين خماسي الصدارة.
في السعودية، عاش الاتحاد معاناة كبيرة في موسم 2018-2019، وقد قاتل لضمان البقاء في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين السعودي، وكان لضعف دفاعه الدور الأكبر في نتائجه السلبية .. إذ استقبل هذا الموسم 45 هدفًا وأنهاه في المركز العاشر.
التعاقد مع فان دايك وجروهي وبداية التحسن
المشاكل الدفاعية الواضحة ومسؤوليتها المباشرة عن النتائج السلبية والبعد عن المنافسة دفعت الإدارة الإنجليزية لدفع 75 مليون جنيه إسترليني لضم نجم دفاع ساوثامبتون فيرجيل فان دايك في يناير 2018.
وجود المدافع الهولندي أضاف فورًا الكثير من الصلابة لدفاع الريدز، وقد لعب 14 مباراة هذا الموسم لم يخسر منهم سوى 3 وتعادل في مثلهم وفاز في 8 مباريات.
Getty Imagesالأهم أن ليفربول مع فان دايك لم يستقبل سوى 8 أهداف، وقد حافظ على نظافة شباكه في 6 مباريات.
الاتحاد في الجانب الآخر ضم جروهي في يناير 2019، لكنه لم يلعب معه بسبب الإصابة إلا بدءًا من يناير 2020، وقد ساهم تألقه في إنقاذ العميد مرة أخرى من الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى السعودي.
حارس المرمى البرازيلي لعب هذا الموسم 17 مباراة استقبل خلالهم 18 هدفًا وحافظ على نظافة مرماه في 3 مباريات، وقد بدأت نتائج تتحسن بوضوح.
الاتحاد وقبل الزج بجروهي في حراسة مرماه لعب 13 مباراة خسر منهم 8 واستقبلت شباكه 23 هدفًا، فيما تحسنت النتائج بوضوح بعدما قام المدرب فابيو كاريلي بإشراك اللاعب، إذ لعب الاتحاد 17 مباراة بتواجده لم يخسر منهم سوى 5 مباريات، وقد استقبل مرماه 18 هدفًا.
ضم أليسون وحجازي ووصول الثورة الدفاعية إلى الذروة
رغم تحسن دفاع ليفربول الكبير بعد التعاقد مع فان دايك، إلا أن أخطاء حراس المرمى ظلت هاجسًا لدى المدرب يورجن كلوب، ولذا تقدم خطوة أخرى للأمام في طريق تحسين دفاعه وتعاقد صيف 2018 مع البرازيلي أليسون حارس مرمى روما مقابل ما يزيد عن الـ70 مليون يورو ليجعل منه أغلى حارس مرمى في التاريخ آنذاك كما جعل فان دايك المدافع الأغلى.
دفاع ليفربول أصبح قويًا ومرماه أصبح حصنًا صعب المنال بفضل الثنائي أليسون وفان دايك، والنتيجة كانت تتويج الريدز بدوري أبطال أوروبا 2018-2019 بعدما خسر النهائي في الموسم السابق، وقد خسر الدوري الإنجليزي بعد صراع شرس جدًا مع مانشستر سيتي.
لم يفلت لقب الدوري الإنجليزي من ليفربول في الموسم الثالث من بدء الثورة الدفاعية، إذ ساهم دفاعه القوي بقيادة فان دايك وأليسون وهجومه الجبار بقيادة محمد صلاح وساديو ماني على الفوز باللقب بتفوق ساحق على جميع أندية الدوري الإنجليزي.
الأمر ذاته ينطبق على الاتحاد في جدة، إذ أن الاعتماد على جروهي ساهم في تحسن النتائج بتطوير المنظومة الدفاعية لكن الأمر كان يحتاج للمزيد، ولذا تحركت الإدارة وتعاقدت مع أحمد حجازي في آخر أيام سوق الانتقالات الصيفي 2020.
حجازي لم يحتج الكثير من الوقت ليؤكد أنه صفقة قوية وممتازة، وأنه اللاعب الذي كان ينقص دفاع الاتحاد ليُصبح منيعًا ويُصبح مرماه عصيًا على المنافسين، وقد شهد له الخصوم قبل العشاق أنه المدافع الأفضل في الدوري السعودي هذا الموسم وأفضل صفقاته.
النتيجة كانت واضحة على نتائج العميد، إذ يتواجد حاليًا في المركز الرابع من جدول ترتيب الدوري السعودي بفارق 9 نقاط عن الصدارة، ولم يستقبل الفريق سوى 21 هدفًا وهو الدفاع الثالث الأفضل في الدوري بعد الهلال والتعاون.
الأرقام تتحدث عن قيمة فان دايك وأليسون وحجازي وجروهي
استقبل ليفربول موسم 2016-2017 وهو آخر مواسمه قبل ضم المدافع الهولندي 42 هدفًا، وفي الموسم التالي تراجع الرقم بفضل التعاقد مع فان دايك إلى 38 هدفًا، وتراجع أكثر بعد ضم أليسون موسم 2018-2019 إلى 22 هدفًا.
وخرج ليفربول في موسم التتويج بالدوري الإنجليزي 2019-2020 بـ33 هدفًا في مرماه وكان صاحب الدفاع الأقوى في البطولة، وقد أكد جميع المحللين والنقاد أن قوته الدفاعية لعبت الدور الأكبر في حصده للقب بعد غياب 30 عامًا.
al ittihad twitterفي السعودية، استقبل الاتحاد 45 هدفًا موسم 2017-2018، ثم 41 هدفًا في الموسم التالي الذي تواجد جروهي في نصفه، وحتى الآن وبعد مرور 20 جولة لم يستقبل سوى 21 هدفًا ويتواجد رابعًا في جدول الترتيب.
لماذا الاختلاف في الإنجاز؟
إنجاز ليفربول هو الأقوى بالطبع، إذ تُوج الفريق بدوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي، فيما اكتفى الاتحاد بالنجاة من الهبوط وتحسن واضح في النتائج والحلول رابعًا حتى الآن في الدوري السعودي.
العوامل المؤثرة في هذا التحسن واحدة وهي دعم المنظومة الدفاعية بحارس مرمى ممتاز ومدافع قائد صاحب جودة فنية وبدنية رائعة وشخصية قوية وعقلية قيادية انتصارية، لكن النهاية كانت مختلفة لأن الفريق ليس دفاع فقط بل وسط وهجوم أيضًا.
القوة الهجومية للريدز ساحقة وقد ساهمت في حصد نتائج قوية محليًا وخارجيًا ضمنت للفريق الفوز بالألقاب، فيما القوة الهجومية في الاتحاد مازالت ضعيفة وتحتاج إلى دعم كبير، وعند وصول هذا الدعم سيتقدم الفريق خطوات في المنافسة ويُصبح قادرًا على الفوز بالألقاب.