Valdes De Gea Neuer splitGetty/Goal

فالديس، نوير، والآن دي خيا؟ خريف الحراس قد يبدأ بعد الثلاثين!

ذات مرة، وصف حارس مرمى توتنهام السابق، إريك تورشتفت، اللعب كحارس مرمى بأنه «حياة مميزة».

لكن دافيد دي خيا قد يختلف معه، لا سيما أن نجم حراسة مرمى مانشستر يونايتد ارتكب 3 أخطاء تسببت في أهداف في آخر 4 مباريات، مثلما فعل في أول 123 مباراة له مع النادي، ما جعله يعيش وضعية صعبة حاليًا.

تُظهر الانتقادات التي تلقاها، مدى تغير المشهد الكروي منذ أن حظى حراس كإدوين فان دير سار وأوليفر كان بمسيرة طويلة ولامعة في المستويات الأعلى من كرة القدم.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

لكن هذا لا يُعني أن الانتقادات الموجهة إلى دي خيا هي نتيجة للعبة قاسية، لكن تأتي وفقًا لمعايير أكثر صرامة يتم بموجبها الحكم على مستوى حراس المرمى.

ويقول الحارس الإيطالي الأسطوري، جيانلويجي بوفون، لمجلة فور فور تو «قريبًا لن يكون هناك حارس مرمى بالمعنى التقليدي بسبب الطريقة التي تسير بها كرة القدم الآن. ربما أكون الأخير!».

يتفق مع ما قاله بوفون، تلك الفلسفة المشهورة لتياجو موتا في أكاديمية باريس سان جيرمان - «يعتبر حارس المرمى واحدًا من لاعبي خط الوسط السبعة».

كل هذا جيد للغاية بالنسبة لرومانسيي كرة القدم الذين يرغبون في رؤية الفرق تلعب بأساليب جذابة ومثيرة وهجومية. لكن هل لها تأثير ضار على مسيرة حراس المرمى؟

ويؤكد توني تابالوفيتش، مدرب حراسة المرمى في بايرن ميونيخ، وصاحب الفضل الكبير في ما وصل له مانويل نوير «حارس المرمى النشط هو الأهم بالنسبة لي، يجب أن يكون رشيقًا واللاعب الحادي عشر على أرض الملعب».

على غرار ما يُقدمه نوير، من المتوقع أن يكون حراس المرمى ممتازين من الناحية الفنية -لعب كرة القدم- فضلاً عن امتلاكهم للقدرات الطبيعية للحراس مثل التصدي للتصويبات، الخروج الجيد على الكرات الهوائية.

لكن فيكتور فالديس يعتقد أن ذلك «مرهق ذهنيًا» ويسبب زيادة في الجهد البدني للحراس وبالتالي زيادة فرص الإصابة.

دي خيا 1Goal

متطلبات اللياقة تعني أن حراس المرمى يصلون إلى ذروة مستوياتهم في سن مبكرة، وبالتالي فالإصابات قد تؤثر عليهم وعلى مستوياتهم.

على سبيل المثال لم يكن نوير بنفس مستوياته بعد العودة من الإصابة، وقد أوضح ذلك أسطورة كرة القدم الألمانية، لوثار ماتيوس، حين صرح لشبكة سكاي «لم يستعد نوير بعد مستوياته المعهودة، والاطمئنان الذي كان يمنحه لزملائه قبل ذلك. لم يعد بعد للمستوى الذي جعله أفضل حارس مرمى في العالم 4 مرات».

وابتعد كل من فالديس وإيكر كاسياس عن مستوى نخبة الأندية في أوائل الثلاثينيات من عمرهم، تاركين برشلونة وريال مدريد لأدوار ثانوية على مقاعد مانشستر يونايتد وبورتو على التوالي.

هذه أوقات عصيبة لا ترحم حراس المرمى، حتى الصغار منهم.

إلى جانب دي خيا، تعرض هوجو لوريس هو الآخر لانتقادات لاذعة بسبب أخطائه الأخيرة، حيث كتب لاعب توتنهام السابق، جيرمن جيناس في عموده في موقع بي بي سي «لقد خذل لوريس توتنهام كثيرًا. يمكن بوضوح ملاحظة أن مدافعي توتنهام لم يعودوا يثقون فيه، ويبدو أنهم قلقون بشأن متى سياتي الخطأ التالي!».

في المقابل لم يتم انتقاد دي خيا بسبب الأخطاء الأخيرة فحسب، بل لأنه نسي أساسيات كونه حارس مرمى.

وقال حارس المرمى السابق مات موراي عندما فاز ناديه السابق ولفرهامبتون على مانشستر يونايتد «كان يجب على دي خيا الخروج للكرة، ربما يتعرض للإصابة، لكن كان يجب أن يكون شجاعًا. لقد تخاذل ومرت الكرة منه وسكنت الشباك».

مات موراي عن دي خيا

الأخطاء هي نتيجة لتكليف حراس المرمى بمهام إيقاف التسديدات، وتادية دور الليبرو أو لاعب ميداني، في حين أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت تنشر جميع الأخطاء التي يرتكبها الحارس مرارًا وتكرارًا للجمهور بمختلف أرجاء العالم.

هذا ما جعل دي خيا يتحول بين عشية وضحاها من أفضل حارس في العالم، لحارس يمر بأزمة تحت وطأة الانتقادات.

لخص مدرب آرسنال السابق أرسين فينجر كرة القدم الحديثة عندما قال عن بيتر تشيك «في أسبوع واحد، انتقل من الجحيم إلى الجنة».

قد يعتقد البعض أن دي خيا سيواجه شيئًا مشابهًا في المباريات القادمة.

لكن على الرغم من كل تلك التغييرات، هناك مقتطف واحد من السيرة الذاتية للراحل جوردون بانكس أسطورة كرة القدم الإنجليزية، المنشورة في عام 2002، لايزال قائمًا.

حيث قال بانكس «علامة الحراس الأكفاء هي قلة عدد الانقاذات التي يحتاج للقيام بها في المباراة».

أضاف «الانقاذ المذهل هو الملاذ الأخير للحارس عندما يفشل كل شيء آخر، التمركز، توقع الكرات والدفاع!».

كانت كلمات بانكس ذات مغزى حينها، عندما فاز بكأس العالم في الستينيات وأحبط بيليه في السبعينيات، وذات مغزى مع الاتجاه الجديد لحراسة المرمى في كرة القدم الحديثة.

إعلان