مر المهاجم الإيطالي فابيو كوالياريلا صاحب ال 36 عاماً بموسم استثنائي، تسجيل 21 هدف في الدوري حتى لحظة كتابة هذه السطور ومنافسة شرسة مع البرتغالي كريستيانو رونالدو، تجعل فابيو محل دهشة وبهجة لمحبي الكرة الإيطالية.
حلم طفولي والسعي وراء الولادة في جنوب إيطاليا تحديداً في حواري مدينة نابولي، احتراف لعب كرة القدم، من الطبيعي فيى تلك الظروف أن يكون نادي نابولي هو النادي المفضل لديك، تفكر داخلك بارتداء الألوان السماوية للنادي والتسجيل، هذا هو فابيو كوالياريلا.
"هذا ما أتخيله دائماً، الدخول كبديل، لا يتبقى الكثير من الوقت، وتسجيل هدف حاسم، ثم أركض وأحتفل مع الجماهير، هدف لا يمكن سوى لدييجو مارادونا تسجيله، ويجن جنون الجمهور في لحظات حاسمة"، تلك كانت كلمات فابيو عند سؤاله على حلم تمثيل نادي نابولي. الحلم تحقق في عام 2009، الانتقال من أودينيزي لنابولي، في سن ال26، بعد أن قضى 4 مواسم في الدوري الإيطالي الدرجة الأولى.
تبخر الحلم سريعاً، الشهرة لم تجعل فابيو شخص مختلف، ظل يذهب لبيت عائلته هناك في قريته كاستيلاماري، يحتفظ بغرفة طفولته، لايهتم في أوقات فراغه بالذهاب لأماكن فارهة، وظل يتواصل مع أصدقاء طفولته، وكان أحد هؤلاء هو جوليو دي ريزو، الذي كان يملك متجر لبيع مستلزمات التليفون المحمول.
عطلة فابيو لأعياد الميلاد سنة 2006 قضاها في تلك البلدة، وكان يتحدث مع جوليو عن مشكلة تواجه، حيث أكتشف اللاعب أن أحد الأشخاص قد أخترق حسابه الشخصي، ونصحه دي ريزو باللجوء لشرطي مختص في تلك الجرائم الإلكترونية، وكانت هنا بداية الكوابيس في حياة فابيو، عندما التقى رافاييلي بيكولو الشرطي. عاش كوالياريلا خمس سنوات وصفهم "الجحيم" كما وصفها هو، خطابات مجهولة، تهديدات بالزج باللاعب في صفقات مشبوهة للمافيا في مدينة نابولي، تم تهديد اللاعب بتفجير منزله، وقتل والده، أخبروه في الرسائل اتهامه بالترويج لصور جنسية للأطفال. فكر اللاعب في كيفية حل تلك المشاكل، لم يجد سوى الحديث لرافاييلي الشرطي الذي حل مشكلته في السابق، عرض عليه المشكلة ورسائل التهديد، وظل يذهب لبيت فابيو والحديث مع العائلة، وجمع الأدلة والحصول على البصمات.
قال فابيو عن تلك الفترة "كنت متوجس، تصرفات الناس جميعاً صارت تخيفني، كل شخص أراه خطر، أسير في الشوارع وألتفت يميناً ويساراً، لأرى إن كان أحدهم يراقبني ويحاول التخلص مني". فقد كوالياريلا تركيزه مع نابولي بسبب المشاكل، قررت الإدارة بيعه، وتم ذلك عندما ذهب للعب في صفوف يوفيتوس، غضب جمهور النادي من بيع فتاهم المدلل، تحدث فابيو عن تلك اللحظة:" ظنوا أن انتقالي كان سببه المال، شعروا بخيانتي لهم، تم وصفي بالقائد المستقبلي، لكن لم يعلموا ما كنت أمر به في تلك الفترة".
بمرور خمس سنوات على المشكلة والابتزازات، اكتشف والد اللاعب الحقيقة، حين كان يجلس الشرطي في منزل فابيو، أبلغ والده أن المجرم قد علم أنه هو المحقق الذي يبحث في القضية، وقام بتهديده برسائل، وحين طالب والد فابيو أن يرى تلك الرسائل قال له الشرطي أنه قام بمسحها.
قال فابيو:" بدأ والدي بالشك حول تصرفات الشرطي الغريبة، لماذا يقوم بمسح دليلاً مهماً قادر على حل القضية؟، ذهب والدي لقسم الشرطة وسألهم عن ملف القضية، وكانت المفاجأة عدم وجود ملف ولا أقوال شهود ولا أدلة، حينها أتصل بي وقال"فابيو لقد عرفته، إنه الشرطي الحقير".
Getty Imagesتم الحكم في القضية منذ سنتين، وعقاب الشرطي بالسجن لمدة زادت عن 4 سنوات، واكتشفت المحكمة أن كل ما حدث بتدبير من رافاييلي، في النهاية تخلص فابيو من كوابيس التهديد، ربما خسر كوالياريلا حلمه للعب في ناديه المفضل، لكنه لم يخسر شغفه بالكرة، استفاق اللاعب في المواسم الأخيرة وعاد لحاسته التهديفية العالية، وتحول من "مطارد" يخشى الموت إلى هداف يخشاه الخصوم.