أعلن برشلونة الإسباني عن إتمام اتفاقه مع بايرن ميونيخ الألماني، بشأن انتقال لاعب الوسط التشيلي أرتورو فيدال، بعقد مدته 3 مواسم، في صفقة قدرت التقارير الصحفية قيمتها بـ20 مليون يورو.
بطبيعة الحال هناك بعض المخاوف حيال عمره المتقدم (31 عاماً)، ولكنه يوفر العديد من المزايا أولها نوعية لاعب الوسط الصلب، الأمر الذي يبدو لأول وهلة دخيل على برشلونة في الأعوام الأخيرة، ولكن علينا أن نتفق أولاً بأن برشلونة قد فقد العديد من ثوابت كرته التي اعتدناها، خاصةً في الموسم الأخير تحت قيادة إرنستو فالفيردي.
رسميا - فيدال لاعبا لبرشلونة حتى 2021
في حقيقة الأمر يعد فيدال من أكثر المقاربات المنطقية بين فلسفة الاستحواذ والتمرير واللعب البدني أو الذي يولي أهمية أكبر للدفاع، فهو -على النقيض من باولينيو مثلاً- ممرر جيد للغاية، قادر على الاحتفاظ بالكرة، يجيد التصويب من مسافات بعيدة، ويضيف إلى الجانب الآخر قوة دفاعية جبارة في المساندة والتدخلات والصراعات الهوائية.
بناءً عليه، إن صرفنا النظر عن حقيقة تقدمه في العمر فهو يُعد نموذجاً للاعب الوسط الأقرب للتكامل من حيث تنوع القدرات وجودتها، إضافةً لحقيقة لعبه موسم 2015-2016 تحت قيادة بيب جوارديولا في بافاريا، أي أنه على دراية بما يتطلبه الأمر للعب هذا النوع من الكرة، وإن كنا نعلم أن فالفيردي لا يحب تلك الأمور كثيراً في ضوء موسمه الأول مع البلوجرانا.
بالنظر للخيارات على أرض الملعب، يبدو موقع فيدال واضحاً للغاية لأول وهلة إلى جوار سيرجيو بوسكيتس حال استمرار 4-4-2 الحالية، ولكن خط وسط برشلونة في اللحظة التي نتحدث بها الآن، يضم وراءهم آرثر وراكيتيتش ورافينيا وأندريه جوميز ودينيس سواريز بالإضافة لسيرجي روبرتو المنتظر تحريره يوماً ما من الظهير الأيمن ليعود لقواعده الأصلية.
تزداد تلك الفوضى عمقاً بالانتقال لنجمين إضافيين هما عثمان ديمبليه وفيليبي كوتينيو، رجلي الـ250 مليون يورو الذان لم يتضح إلى يومنا هذا كيف يفترض بهم اللعب وإبراز كل ما لديهم على جناحي الـ4-4-2، ناهيك عن تفريغ الفكرة نفسها من مضمونها، فكوتينيو تحديداً لم يكن جناح خط في يوم من الأيام، وأي من الجانبين الدفاعي والبدني لم يكن أبداً من نقاط قوته.
المهرب المُقترح لجمع شتات تلك المجموعة هو مشتق من الـ4-3-3، قريب لما كان يفعله لويس إنريكي في موسمه الأول مع برشلونة، بثلاثي وسط مكون من بوسكيتس وفيدال وكوتينيو، وهنا سيسهل المخاطرة بعيوب كوتينيو في الوسط في ظل وجود دعم بدني قوي من جانب فيدال. أمامهم ميسي كصانع ألعاب يتحرك أينما شاء كعادته، مع حرية الهجوم من الجانب الأيمن الذي يفضله، لينتقل ديمبيليه إلى اليسار كجناح على الورق في ثوب مهاجم إضافي بجوار لويس سواريز.
وجود فيدال الذي يوحي لأول وهلة بأن هناك نية لاستقدامه بثمن بخس ثم بيعه بمبلغ مربح للدوري الصيني في العام التالي، قد يفيد برشلونة على أكمل وجه ولو لعام وحيد. وسط قوي وصلب يجيد تدوير الكرة ونقلها إلى مواقع الخطورة، ثلاثي من المراوغين المهرة يتقدمه ميسي ويكمله كوتينيو وديمبيليه، حلول إضافية مثل التصويب من بعيد يتولاها فيدال وكوتينيو وميسي، تًرى ما الذي قد يحتاجه فالفيردي أكثر من ذلك ليقدم كرة أفضل؟