بات الكثيرون يبحثون اليوم عن كرة القدم الأكثر شجاعة، تلك الصورة التي كانت غائبة عن مشهد كرة القدم بالنظر إلى السنوات الأخيرة.
الهجوم يجلب لك المباريات ولكن الدفاع يجلب لك البطولات؛ جملة تسمعها في 90% من استوديوهات التحليل مع نبرة حادة من قائلها، ثقة منه في جملة منسوبة للسير أليكس فيرجسون أحد عرابي اللعبة.
بلا شك كان ظهور بيب جوارديولا وفلسفة برشلونة تمهيدًا لبحث الأندية عن الأساليب المضادة لذلك، ما أدى إلى انتشار التوجه الدفاعي مقارنة بنظيره الأكثر تحررًا وهجومية.
في الموسم الماضي، فاز ريال مدريد بلقب الدوري الإسباني وفاز بايرن ميونخ في المقابل بدوري أبطال أوروبا، توجه الفريق الملكي نحو الدفاع وكان البافاري مجنونًا فيما يخص كشف خطوطه والضغط الانتحاري.
هذه الفلسفة لم تتطلب أن يتراجع ريال مدريد إلى مناطقه ليلعب على المرتدات، بل منحته الصلابة الدفاعية وهو بحوزته الكرة، وقللت من احتمالية تعرضه للمرتدات والكرات الطولية في ظهر دفاعاته، وتلك الأشياء التي تضطر راموس للخروج من مكانه ليلعب الخصم على المساحة التي يفرغها.
لم يكن زيدان كذلك، حيث اعتمد على الشكل الهجومي بصورة أكبر في بداية مسيرته، ولكن فلسفته أخدت تتطور وتتشكل مع الوقت، وهكذا حدث مع العديد من المدربين الذين يريدون محاكاة أسلوب بايرن ميونخ.
بايرن ميونخ نجح في التفوق على الجميع، الفوز على برشلونة بنتيجة 8-2 وقتل المباراة في نصف ساعة، واكتساح ليون وحصد لقب دوري أبطال أوروبا ثم بدء الموسم الجديد بالفوز على شالكه بثمانية نظيفة.
نتائج بايرن ميونخ وأسلوبه الهجومي القوي والانتصارات التاريخية جعلت بعض الفرق تقلد فلسفة فليك بالهجوم المتقدم والضغط بأكبر عدد ممكن من اللاعبين مهما كلّف الأمر، وعلى رأس هذه الفرق كان ليفربول
المشكلة أن بايرن ميونخ نفسه سقط بخمسة أهداف مقابل هدف واحد أمام هوفنهايم ثم تعادل بـ 4 أهداف لمثلها في المباراة التي تليها، كل ذلك وهو بطل أوروبا.
هذا الأسلوب يجعلك معرضًا لتلقي خسارة كبيرة في حال أفلتت الأمور من بين يديك أو كشف الخصم خط دفاعك من خلال ضرب مصيدة التسلل أو أي من الاحتمالات الأخرى.
ورغم نجاح ذلك في عدد من المباريات، لكن حتى الفرق التي خسرت بنتائج كبيرة مثل برشلونة أو ليون كشفت عيوبًا في هذه الطريقة ألا وهي أنّه بمجرد كسر الخط الأول للضغط يصبح التسجيل أسهل.
هزيمة بايرن ميونخ بالخمسة وليفربول بالسبعة بينهما نفس الرابط الذي يعتمد على طريقة اللعب أو بالأحرى طريقة الضغط ومدى تقديم الخطوط.
انتهاء التجربة سريعًا؟ .. فضائح بايرن ميونخ وليفربول تفسد فلسفة فليك!
الخلاصة أن طريقة اللعب تلك تحتاج إلى أن تصبح أقل حدة كما كان الحال مع كل الطرق التي اجتاحت العالم لفترات، كما مال زيدان للدفاع والاستحواذ في آن واحد.
