البداية كانت مثالية ومقنعة تماماً لجماهير برشلونة مع رونالد كومان، انتصار مبهر وأداء مميز ضد فياريال، ليخرج البعض ويعلنها صريحة .. برشلونة عاد من جديد.
رباعية فياريال، جاءت بعدها ثلاثية أخرى في شباك سيلتا فيجو، قبل أن يعود الجمهور لأرض الواقع من جديد بالتعادل مع إشبيلية.
الأمور ذهبت لما هو أسوأ بالخسارة أمام خيتافي، ثم الهزيمة الموجعة أمام ريال مدريد في الكلاسيكو، لتظهر العيوب وتبدأ الشكوك حول كومان.
المدرب الهولندي تعرض لحملة قوية للانتقادات خاصة بعد السقوط في الكلاسيكو، فهل يستحقها؟
قناعات غريبة
Gettyرغم النهاية المميزة له الموسم الماضي مع برشلونة، واعتباره أحد أفضل اللاعبين بعد ليونيل ميسي نجم الفريق الأول، إلا أن كومان طالب برحيل ريكي بوتش.
الجماهير كان تطمح في مساهمة النجم الشاب في حل أزمة خط الوسط بالفريق الكتالوني، ولكن كومان أراد الإطاحة به خارج كامب نو.
الأمور انتهت ببقاء اللاعب وعدم ذهابه إلى أي فريق آخر في الصيف، ليقرر الاستمرار والقتال على مركزه مع برشلونة.
بعد تراجع بوسكيتس .. هل حان الوقت للإفراج عن بيانيتش في برشلونة؟
والنتيجة كانت التهميش التام، حيث ظهر اللاعب لمدة 3 دقائق فقط في الدوري الإسباني خلال الخسارة أمام خيتافي.
الإصرار على سيرجيو بوسكيتس رغم هبوط مستواه كذلك من أهم أخطاء كومان، رغم وجود ميراليم بيانيتش على دكة البدلاء.
الحالة الدفاعية كذلك تبدو في أسوأ حالاتها، وهو ما ظهر في الكلاسيكو، بسبب رعونة جيرارد بيكيه وتهور كليمون لونجليه، لتظهر علامات الاستفهام بسبب عدم التعاقد مع مدافع جديد في الصيف.
أزمة جريزمان
Gettyمشكلة المهاجم الفرنسي ليست وليدة اللحظة، حيث عانى بشكل كبير منذ قدومه للفريق الكتالوني سواء مع إرنستو فالفيردي أو كيكي سيتيين.
جريزمان يتألق في عمق الملعب مع منتخب فرنسا، الأمر الذي تسبب في معركة التصريحات التي دخل فيها أمام كومان الفترة الماضية.
المدرب الهولندي يتجه للعناد في معاملته مع جريزمان، بدلاً من محاولة توظيفه بأفضل طريقة ممكنة للاستفادة من قدراته.
فكرة اللعب بجريزمان في العمق وميسي على الجناح الأيسر، ربما لها بعض العيوب لعدم قدرة المهاجم الأرجنتيني على المساهمة في الدفاع، ولكن كيف يتم الخروج من هذه المعضلة إلا من خلال التجربة؟
الاستفادة من جريزمان ستؤثر بشكل كبير في مستوى برشلونة الهجومي، نظراً للقدرات الكبيرة التي يمتلكها اللاعب، وهو الملف الذي فشل فيه كومان ببداية مسيرته في كامب نو.
حالة ميسي
Gettyبكل إنصاف يجب الاعتراف أن مشكلة ليونيل ميسي لا يتحمل مسؤوليتها كومان، لأنها ببساطة بدأت قبل قدومه للفريق من الأساس، ولكن يبدو أن الهولندي لا يجيد استخدامه.
ميسي سجل مرة واحدة فقط في الدوري الإسباني من 5 مباريات بالبطولة، وهو ما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول تعامل كومان مع النجم الأرجنتيني.
يحسب لكومان المستوى المميز لأنسو فاتي وبيدري، نظراً لتميز مدرب هولندا السابق في استغلال العناصر الشابة، لكنه حتى الآن لا يجيد التعامل مع النجوم والاستفادة منهم بأقصى صورة ممكنة.
الانتقالات
Gettyكومان رحب بالتخلي عن لويس سواريز لصالح أتلتيكو مدريد، ولكنه لم يتعاقد مع البديل المناسب، بل خرج برشلونة من السوق دون التعاقد مع أي صفقة هجومية.
الهولندي يتحمل مسؤولية هذا التصرف بالمشاركة مع إدارة جوسيب بارتوميو بكل تأكيد، بعد الفشل في ضم ممفيس ديباي ولاوتارو مارتينيز.
دخول برشلونة الموسم بدون مهاجم صريح، يقلل كثيراً من قوة الفريق بعد رحيل سواريز، ويجعل بقاء الأوروجوياني بمستواه المتخبط أفضل بكثير من رحيله.
بارتوميو يستقيل من رئاسة برشلونة
أيضاً خط الدفاع، وعدم التعاقد مع لاعب آخر بهذا المركز، بعد الفشل في ضم إريك جارسيا، وقبوله دخول الموسم بهذا النقص لا يقف في صفه حتى لو لم يتحمل المسؤولية الكاملة، مع تخبط الإدارة وظهور أزمة كورونا التي تسببت في نقص الموارد المالية.
الفرصة مازالت سانحة أمام الهولندي لتصحيح الأوضاع، لكن المؤشرات الحالية لا تبشر بذلك، إلا لو تغيرت الأمور بعد استقاله جوسيب بارتوميو ومجلس إدارته.
مواجهة يوفنتوس الليلة في دوري أبطال أوروبا ستؤثر كذلك على نظرة الجماهير لكومان، إما العودة للمسار الصحيح أو السير على خطى فالفيردي وسيتيين.




