Jurrasic Park gfxAI

عن كأس العرب وكرة القدم عمومًا سنتحدث .. لماذا نحب جوراسيك بارك؟!

إذا كنت من مواليد الثمانينات وما قبل، أو حتى بداية التسعينات، سيكون لعالم سلسلة "جوراسيك بارك" الشهيرة معنى وعلاقة خاصة، سواء كنت تحب الديناصورات أو تكرها، سيجذبك العالم الخيالي الذي صنعه ستيفن سبيلبرج في 1993 في كل مرة يصدر إصدار جديد من السلسلة التي بلغت الجزء السابع في 2025، وإن كان الأمر أصبح مملًا بعد عشرين عامًا من "حلب" القصة الشهيرة، ولكن لا تُنكر أن رؤية تلك الكائنات المنقرضة وسماع تلك الموسيقى التصويرية الشهيرة يعيدك إلى "نوستالجيا" فريدة من نوعها، أو على الأقل هو الأمر بالنسبة لي!

الآن القاريء يتساءل ما هذا الذي أقرأه، هل "الألجوريثم" الخاص بجووجل أخطأ مجددًا وأخذني للموقع الخطأ، أم أن كاتب هذه السطور فقد عقله، وبدلًأ من الكتابة في كرة القدم تحول للسينما وحكاوي الذكريات عن فيلمه المفضل؟ لا تقلق عزيزي القاريء، أنت في المكان الصحيح..

في قطر، وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، عشنا وجبة كروية دسمة كعرب، وحتى لو كنت مجرد محب لكرة القدم محظوظ بمشاهدة مباريات كأس العرب في نسخة 2025، بطولة كانت ناجحة بكل المقاييس، سواء على المستوى التنظيمي المبهر من قطر التي استضافتها بالتوازي مع كأس العالم للقارات للأندية، وبعد أيام من مونديال تحت 17 عامًا، أو على المستوى الجماهيري بحضور المشاهدين من كل البلدان العربية المشاركة والغير مشاركة بالبطولة، وأخيرًا وليس آخرًا، على المستوى الفني كرويًا، حيث لُعبت مباريات على قدر كبير من الإثارة والمتعة، كما كان الحال في نسخة 2021 في قطر أيضًا.

السؤال الآن، لماذا تنجح بطولة كأس العرب؟ هي بطولة لم تكن رسمية قبل 2021، ولكن منذ احتضنتها قطر وأصبحت تُلعب تحت مظلة الفيفا تحولت 360 درجة إلى أحد أمتع البطولات المجمعة، وتلك الجملة ليس من باب المبالغة أو المجاملة للهوية العربية، ولكن اعترافًا بالنجاح المبهر لتلك البطولة.

تنجح كأس العرب لأنها تحتوي على كل العناصر الأساسية لنجاح بطولة لكرة القدم، تجمع بين مجموعة من البلدان تجمعها حدود وثقافات مشتركة وتفرقها صراعات كروية ساخنة ومتأصلة تاريخيًا، تلعب كل 4 سنوات ما يعطي فرصة للشحن المعنوي وعدم تعود تلك الأجواء والمشاعر، وحضور 16 فريقًا بمستويات متقاربة يزيد من قوة المنافسة، ولعبها في قطر التي تضم جاليات من كل البلدان العربية تقريبًأ، وقرب المسافة لجميع تلك البلدان وسهولة الحضور إليها، وإذاعة المباريات مجانًا دون اشتراكات أو مبالغ إضافية جعل الجمهور حتى في منازله يتابع ويشاهد، حتى لو كان بعضًا من فرقه "الرديف" أو "الثاني" لأن المهم أن هناك كرة قدم "مجانية" وممتعة متاحة.

هل تتذكر عزيزي المشاهد متى كانت آخر مرة شاهدنا بطولة مجمعة بتلك العناصر؟ أمم إفريقيا 2010 مثلًا قبل التوسع من 16 إلى 24 وظهور منتخبات دون المستوى ووجود كل الكبار بنجوم ومستويات قوية، أو أمم أوروبا في نسخ الألفينات مثل 2004 و2000 بحضور مجموعة تضم إنجلترا، ألمانيا، والبرتغال سويًا و16 فريقًا من صفوة القارة العجوز، أو مونديال 2006 وما قبل بحضور 32 منتخبًا هم صفوة العالم وليس تجمع ترويجي بالمقام الأول وحدث تجاري كما تحول كأس العالم، وكل البطولات الكروية الكبرى برعاية الاتحادات القارية والدولي في السنوات الأخيرة، وإن كان مونديال قطر خالف تلك العادة، والفضل يعود بالأساس للبلد المنظم وما سخر من إمكانيات لتقديم تجربة كروية فريدة.

كأس العرب هي دينصورات كرة القدم، بمجرد أن تبدأ يعود ذلك الشعور المحبب للبطولات المجمعة للمنتخبات، تلك التي كنا ننتظرها على أحر من جمر في الماضي، ونتسمر أمام التلفاز حتى مع اختلاف التوقيت إذا حدث لمتابعة كل صغيرة وكبيرة قبل عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعية، فيفا في كأس العرب نجح في تقديم منتج ناجح عكس تيار إنتاجه في السنوات الأخيرة وخالف سياساته من الجري فقط وراء الأرباح، وتذكر أن الهدف الأساسي من تنظيم البطولات هو لعب الكرة وإمتاع الجماهير، ولذا لنأمل أن تستمر كأس العرب ممتعة ومجانية وكل 4 سنوات، ولا تتحول إلى "فرانشايز" جديد من فيفا كما حولت هوليوود دينصورات العالم الجوراسي!

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0