Lionel Messi Barcelona 2018-19Getty Images

على خطى رونالدو.. هل يخضع ميسي للرقم 9؟


يوسف حمدي تابعوه على تويتر


منذ 11 عامًا فاز رونالدو بالكرة الذهبية لأول مرة، وبعدها بعام واحد أي منذ 10 سنوات، رد عليه ليونيل ميسي ليشعل فتيل المنافسة بينهما، هل سمعت من قبل عن منافسة تمتد لأحد عشر عامًا؟ ألا يقودنا ذلك إلى أن النهاية قد اقتربت؟

اليوم نحن أمام كريستيانو رونالدو الذي سيكمل عامه الخامس والثلاثين في فبراير المقبل، وميسي الذي أكمل عامه الثان والثلاثين الشهر الماضي، وإن أخبروك بأن العمر مجرد رقم فلا تصدقهم، أو لا تصدق الرسالة التي يودون إرسالها إليك بالأحرى من خلال كلمات كتلك، العمر ليس إلا انعكاسًا لكل شيء، تعطيل تأثيره نسبيًا بفضل العمل الشاق لا يدوم، ولا يستمر طويلًا حتى.

في 2016 ظهر رونالدو بكتلة عضلية ضخمة، ومع إصرار على لعب دور الجناح الذي اعتاده، أدى ذلك إلى أحد أضعف مواسمه على مستوى التأثير الفردي بغض النظر عما أحرز من بطولات في النهاية، نتج عنه أيضًا إصابات وإرهاق جعله يقرر تغيير كل ذلك بالاستعانة بنظرية زيدان في العام التالي.

رونالدو قام بتقليل الكتلة العضلية بما يتناسب مع عمره، وهو ما يقوم به كل الرياضيين تقريبًا في تلك المرحلة العمرية، واقتنع أيضًا بضرورة تحوله إلى رأس حربة صريح بحيث يقلل من المجهود البدني المبذول من ناحية، ويزيد من فاعلية اللمسة الأخيرة الحاسمة لديه داخل منطقة الجزاء وحولها، في استثمار صحي وحيوي لما تبقى من مسيرة الدون.

ليس ذلك فقط، بل أن زيدان أقنع رونالدو بضرورة ألا يلعب كل المباريات، وأن يدخر جهده للمباريات الكبيرة الحاسمة في دوري أبطال أوروبا تحديدًا، وذلك عن طريق الجلوس على مقاعد البدلاء خلال بعض مباريات الدوري والكأس، وأنت تعلم ماذا حدث في دوري الأبطال نهاية عام 2017 الذي نتحدث عنه، ذلك الذي كان نتيجة لتغيير الاستراتيجية تلك.

ليونيل ميسي قام بالعكس كليًا، أُجبر على العكس بالأحرى، في وقت ذهب فيه تشافي وإنييستا ولم يعوضهما شخص بنصف أو ربع رؤيتهما وقدرتهما على الاستلام والخروج بالكرة من الخلف، في الوقت الذي بات هذا الدور عبئًا على بوسكيتس وحده الذي حتى لم يعد يعرف كيف يؤديه، بات ميسي مطالبًا بالنزول تحت الدائرة للاستلام والضغط على وسط ملعب الخصم والتدرج بالكرة وبناء الهجمات وصناعة الفرص وصناعة اللعب وتسجيل الأهداف، كل هذه المهمات يجيدها ميسي بل وهو أفضل من يجيدها، وسيظل كذلك حتى السبعين من عمره، الأزمة فقط في الجهد البدني الذي تتطلبه كل هذه العمليات، تلك التي لا تتناسب إطلاقًا مع رجل بدأ للتو رحلته نحو الثالثة والثلاثين من عمره.

ميسي لم يعد قادرًا على هذا الجهد البدني، وبهذا المعدل لن يستطيع ميسي المكوث طويلًا، بالمؤشرات الأولية فليو يمتلك القدرة على أن يظل في أفضل مستوياته حتى السابعة والثلاثين من عمره، بعدها يبدأ الانحدار تدريجيًا حتى يترك أفضل مستوياته، ولكنه سيظل قادرًا على الاستمرار، كل ذلك يحتاج إلى ادخار من تبقى من جهد حتى لا يفنى سريعًا، البدنيات أصبحت هي الأزمة الوحيدة الآن.

Lionel Messi Barcelona 2018-19Getty Images

مع تعاقد برشلونة مع فرينكي دي يونج وفي الوقت الذي يوجد فيه آرثر ميلو، من الممكن أن تتقلص أدوار ميسي فيما يتعلق باتسلام الكرة من المنتصف والتدرج بها، ومن الأفضل أن تنتهي تمامًا، مع وجود لاعب مثل جريزمان وآخر مثل ديمبلي مميزان في التحولات، ذلك يتيح لميسي فرصة أن يعود كرقم 10، نظرًا لأنه غير مناسب لأداء أدوار رونالدو المهاجم، سيصبح ميسي رقم 9 ولكن بتوظيفه هو، مهاجم متأخر يصنف كرقم 10 من قبل مشجعي الكرة، غير ملزم بأداء أي واجبات خلف منطقة ما بين الوسط والهجوم، حينها ستحصل على التأثير الأكبر لميسي دون أن تنهكه بدنيًا، وهو الحل الذي بات فرضًا في الوقت الحالي.

الرابع سجله أوريجي | لحظات أحيت مسيرة لاعبين

ربما يحتاج برشلونة لمدرب غير فالفيردي ليدرك هذه النقطة، ولكنها على ما يبدو أبسط بكثير من أن تحتاج إلى مدرب أصلًا لكي تُدرك.  

إعلان