Al Nassr SPL 2021-2022Nassr Twitter

النصر ... بطل في المحاكم وصفر في الملاعب!

امتلأ نصف كوب النصر هذا الموسم، النصف الممتلئ كان الخاص بالمحاكم والقضايا مع عديد الأطراف والفارغ كان في الملعب والنجاح الرياضي على مختلف الأصعدة .. الجماهير سعدت بالتأكيد بالنجاح الإداري لكن الحزن كان أكبر للفشل الرياضي.

لم يحظ النصر بموسم إيجابي رغم الآمال والطموحات الكبيرة جدًا قبل انطلاقه وبعد التعاقد مع كوكبة من النجوم على رأسهم تاليسكا وفينسنت أبو بكر، لكن المشروع انهار قبل أن يبدأ بالخسارة أمام الهلال في نصف نهائي دوري أبطال آسيا، وهو الإقصاء الذي دمر موسم الفريق وجعل النتائج السلبية تتلاحق، سواء بالخروج من الكأس أمام الجار الأزرق أو الانسحاب تدريجيًا من قائمة المتنافسين على لقب الدوري السعودي.

اقرأ أيضًا | ليس النصر .. الصرامي: شئنا أم أبينا .. هذا النادي هو كبير أندية الوطن

أخطاء إدارة مسلي آل معمر كانت عديدة على المستوى الرياضي، البداية بتجديد الثقة بالمدرب السابق مانو مينيزيس رغم العديد من الأصوات المعارضة، ثم الاختيارات الخاطئة للأجانب لدعم الصفوف والسعي لاستعراض العضلات عبر تويتر وأمام الجماهير بدلًا من الحرص على سد خانات النقص والثغرات.

تلك الاختيارات كلفت النصر تخمة كبيرة من النجوم الأجانب والمحليين في خط الهجوم ونقص واضح في الدفاع، حيث ظهرت الحاجة لحارس مرمى وقلب دفاع وظهير أيسر خلال الموسم، والمصيبة أن الإدارة اتجهت للتعاقد مع مهاجم جديد لتعويض رحيل عبد الرزاق حمدالله رغم وجود أبو بكر الذي يلعب مهاجم وتم توظيفه كجناح.

أسباب الصفر الكبير في الملاعب تتضمن ذلك سوء إدارة ملف المدرب واختيار خيارات خاطئة دائمًا، وكذلك التعامل مع قضية حمدالله وظهور تاليسكا للحيدث عن زميله السابق علنًا، وقد رأينا كيف انهار الفريق مجددًا بعدما بدأ يلتقط أنفاسه عقب تلك المقابلة الشهيرة والمخجلة لنجمه البرازيلي.

ولا أحد يستطيع أن يُنكر أن الإصابات وتراجع مستوى بعض النجوم وبعض أخطاء التحكيم ساهمت في الفشل الرياضي للنصر، لكن تبقى تلك الأسباب مشتركة مع عديد الفرق الأخرى، وبشيء من التخطيط النجاح والعمل الإداري والفني المنظم والإيجابي كان يُمكن تجاوزها جميعًا.

النصر على الجانب الآخر حقق نجاحات هائلة في المحاكم وملف القضايا، إذ فاز النادي بقضية محمد كنو المتنازع عليه مع الهلال، ويدور الحديث حاليًا عن سعي الاتحاد للصلح معه فيما يخص قضية حمدالله والتسريبات الصوتية وتحريض النادي له على فسخ عقده مع العالمي، والمتهم فيها بصورة مباشرة حامد البلوي الرئيس التنفيذي للفريق الجداوي.

الإدارة النصراوية أجادت تمامًا التعامل مع تلك الملفات، إداريًا وإعلاميًا وقانونيًا، إذ رتبت أوراقها وقدمت ملفات قوية لجهات الحُكم، ولم تتحدث في الإعلام كثيرًا وكانت تُصر دومًا على أنها واثقة فيما فعلت وأن الرد سيكون في المحاكم وليس الإعلام، وقد صمدت أمام جميع محاولات التخويف والتشكيك من الصديق والعدو.

هذا التعامل الإيجابي من إدارة النصر أسفر عن نجاح النادي ولعبه دور البطولة في المحاكم، حيث هزم الهلال في قضية كنو ويكاد يكون قريبًا من توجيه ضربة قاضية للاتحاد في قضية حمدالله، ولابد من الجميع أن يمنح تلك الإدارة وعلى رأسها آل معمر حقهم الكامل في نسب ذلك النجاح لهم.

ما يتمناه النصراوي الآن أن يمتد هذا النجاح إلى الملاعب الخضراء، أن يتم التخطيط لموسم قادم بطريقة منظمة ومدروسة، خاصة في ملف اختيار المدرب والصفقات الجديدة، لا مزيد من التخبط والمدربين الفاشلين واللاعبين الذين لا يستحقون ارتداء هذا القميص العريق، خاصة أن كل الإمكانيات متوفرة وخاصة المالية بدعم الأمير خالد بن فهد وغيره من أعضاء الشرف الذهبيين.

جمهور تويتر النصراوي ربما سعد واحتفل بانتصارات النادي في الصفقات والقضايا، لكن الجمهور الحقيقي الذي يملأ مدرجات مرسول بارك وغيره من الملاعب ذاق الأمرين من النتائج السلبية ويود الاحتفال بالإنجازات والألقاب وصعود الأصفر على منصات التتويج المحلية والقارية.

إعلان