“الاختيار الصحيح" .. هكذا صرّح عبد الرحمن سفياني، الذي أعلن نادي النصر عن تجديد عقده رسميًا لمدة 3 مواسم مُقبلة.
وبحسب التقارير، فإن سفياني كان حلقة في صراع جديد بين النصر، من أجل الحفاظ على موهبته، والهلال الذي كان يرغب في انتزاع صفقة حرة، في يناير.
هناك الكثير من الكواليس، حول هذه الصفقة، والبداية مع الإعلامي دباس الدوسري، رئيس نادي الكوكب سابقًا، وحديثه عن تفريط الهلال في ضم عبد الرحمن سفياني، بعدما أراد فهد المفرج، المدير التنفيذي لفريق الكرة حينها، ضم اللاعب مجانًا دون تقديم عروض قبل انتقاله للنصر، ومن ثم وصف مسلي آل معمر، رئيس النادي آنذاك، بأنه سيكون أسطورته المُقبلة.
مؤخرًا، كان الهلال قريبًا من ضم سفياني، إلا أن النصر حقق المطلوب، أنقذ موهبة كبرى للمستقبل، بفضل تدخل خالد المالك، العضو الذهبي، وتحدث سعد الحارثي، نجم العالمي السابق، مع اللاعب لإقناعه بالتجديد.
السؤال هو: "وماذا بعد؟"، هل يتوقف النصر عند تجديد عقد سفياني، كانتصار على غريمه التقليدي، في صراع الصفقات؟ أم يجد سفياني متنفسه للمشاركة مع الفريق الأول؟
الحديث هنا عن سفياني، خريج أكاديمية مهد، الذي قدم بطولة رائعة مع منتخب السعودية في كأس الخليج تحت 17 عامًا، واختتم البطولة باللقب، وجائزتي أفضل لاعب والهداف "مناصفة" مع وليد النور.
ولمّا كان الحديث المتكرر من قِبل هيرفي رينارد، عن "قلة" دقائق مشاركة اللاعبين المحليين في دوري روشن السعودي، وتأثيره على المنتخب الأول، فإن الأزمة تكمن في معاناة المواهب الشابة مع الأندية الكبرى، منهم عبد العزيز العليوة وعبد الله رديف وهمام الهمامي، ثم عبد الرحمن سفياني.
تجربة جيسوس في الآسيوية
ويمكن القول إن جورج جيسوس، المدير الفني للنصر، قد تعامل بشكل مثالي مع بطولة دوري أبطال آسيا 2، من أجل تجربة العناصر التي لا تشارك بصورة منتظمة مع الأصفر، فصرنا نشاهد نسخة جديدة من عبد الرحمن غريب، وجدت فرصتها لإثبات الذات في الآسيوية، ومشاركة هارون كمارا ومحمد مران، في ظل صعوبة الاستعانة بهما بشكل أساسي في وجود الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو.
هنا، يصبح عبد الرحمن سفياني في مفترق طرق؛ إما البحث عن الفرصة "الصعبة" للمشاركة في الفريق الأول، أو اتخاذ الطريق المعتاد في الإعارة لأحد أندية الوسط.
لا أرسم طريقًا محددًا لسفياني، ولكني أستشهد بتجربة عبد العزيز العليوة الذي انتقل إلى نادي الخلود، والدعم الذي يجده بشكل مستمر، من قِبل مالك النادي، بن هاربورج، في ظل الاعتماد على صاحب الـ21 عامًا، بصورة أساسية، والذي تكلل باستدعائه لمنتخب الشباب، وتحقيق لإنجاز تاريخي مع ممثل الرسّ، بالتأهل إلى نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.
ملخص القول: مبارك للنصر تجديد عقد سفياني، ولكن، جورج جيسوس قد يكون بحاجة لخطوة ثورية، بأن يمنح الفرصة للمواهب الشابة بالتواجد مع الفريق الأول، حتى لا يصبح مجرد انتصار زائف، بإنقاذ صفقة من الرحيل، ثم حرمانه من الفرصة، خاصة وأن المنتخب السعودي الأول، قد يشهد تغيير الحرس القديم، وسيكون بحاجة إلى مواهب المستقبل، فهل سنشاهد الفرصة لسفياني وأمثاله من المواهب، أم تكون الإعارة هي الحل؟




