ضبابية كبيرة تحوم حول موقف كريستيانو رونالدو مع يوفنتوس الموسم المقبل، فما بين أنباء تفيد بأن اللاعب استقر على البقاء في البيانكونيري، وأخرى تزعم أنه يرغب في الرحيل بشتى السبل عن مدينة تورينو.
عاش رونالدو مع يوفنتوس ثلاثة مواسم حتى الآن، لم ينجح خلالها في تحقيق الهدف الأبرز والأهم لاستقدامه إلى العملاق الإيطالي، وهو التتويج بدرع دوري أبطال أوروبا.
بعض كارهي الدون ذهبوا للقول أن حتى خسارة يوفنتوس للهيمنة المحلية في الموسم الماضي لصالح إنتر كانت بسبب الدون، حيث لم يتمكن النادي من إبرام صفقات ودعم المدرب أندريا بيرلو بسبب راتب البرتغالي الضخم، والبالغ 30 مليون يورو سنويًا.
مبابي وفيرنانديش وجنابري.. لاعبون مخيبون للآمال في يورو 2020
حقبة جديدة سوف تبدأ في يوفنتوس مع المدرب الجديد القديم ماسيميليانو أليجري، فما هو الاختيار الأفضل لرونالدو؟
عاشق التحديات
Gettyدائمًا ما نُعت رونالدو بأنه عاشق ومتيّم بفكرة التحديات الصعبة، وفي الواقع فإن مسيرة الدون كلها كانت كسر لكل شيء قيل يومًا أنه عقبة في طريقه.
يبقى السؤال هنا، هل هناك في عالم كرة القدم تحدٍ يبدو أكثر أو أصعب من التحدي الراهن ليوفنتوس بالتتويج الأوروبي؟ الإجابة بالقطع لا.
تحقيق باريس سان جيرمان لذات الأذنين مثلًا إن رحل لهم الدون لن يكون مفاجئًا ولن يكون إنجازًا يحسب لرونالدو، بل للكتيبة الهائلة الموجودة في النادي الفرنسي.
على العكس، ماذا إن نجح رونالدو في انتشال اليوفي من القاع إلى القمة وإعادتهم إلى المجد الغائب منذ عقود؟ أليس هذا يتناسب بصورة أكبر مع شخصية البرتغالي الطامحة في الهيمنة الفردية والجماعية على كل شيء؟
العلاقة مع أليجري
Gettyتظهر أزمة كبيرة متوقعة لرونالدو في يوفنتوس، يتعلق الأمر هنا بصورة أساسية بعلاقته مع مدربه الجديد القديم ماسيميليانو أليجري، والذي قيل أن رحيله في 2018 كان بناءً على رغبة صاحب الـ36 عامًا.
صحيح أن أليجري يفضل الدفاع عن الهجوم، ولكن من الغريب عجز رونالدو عن التأقلم معه في الوقت الذي يصنف فيه هذا الإيطالي بأنه من أفضل المتعاملين نفسيًا مع اللاعبين.
إن نجح رونالدو في تحسين علاقته بأليجري، فهو سيكون أكثر المستفيدين لا المدرب المخضرم، فسواءً أن لعب أليجري بطريقة هجومية أو دفاعية، لديه القدرة التكتيكية على منح الدون التألق وما يحتاجه.
الخيارات الأخرى، هل هي أفضل؟
Gettyالسؤال الهام ما هي الخيارات المطروحة لرونالدو؟ العودة إلى ريال مدريد مستحيلة، يبقى أمامه فقط باريس سان جيرمان (حال رحيل كيليان مبابي) وكذلك ناديه القديم مانشستر يونايتد.
في باريس، الهدف هو التتويج بالأبطال، ولكن هل حقًا سيلقى رونالدو ما يحتاجه في وجود نجوم آخرين كنيمار سينازعوه الهيمنة؟
أما في مانشستر يونايتد ورغم الحالة البدنية العظيمة لرونالدو التي تؤهله للعب في إنجلترا، أليس من الأفضل التواجد في تحدٍ "جديد" عوضًا عن محاولة تحقيق البريميرليج مجددًا للمانيو؟
صحيح أن كتيبة أولي جونار سولشاير لم تحقق اللقب منذ عشر سنوات، لكن الإنجاز الأوروبي مع يوفنتوس وحتى تحقيق أرقام فردية هناك أكبر قيمة وربما أصعب من فعل ذلك مع الشياطين الحمر.
وبالنظر إلى العامل المادي، يبدو أن رونالدو سيكون عليه تخفيض راتبه كثيرًا سواءً لو رحل إلى المانيو أو باريس، فيما يستطيع تقاضي راتبه كاملًا مع اليوفي ثم تخفيضه نوعًا ما إن قرر التجديد العام المقبل.
على أي حال، التحدي في يوفنتوس يبدو أفضل لرونالدو من خارج البيانكونيري، ويتوقف نجاحه على قدرته على التأقلم مع أليجري وكسبه في صفه، أما إن رحل إلى تحدٍ في فرنسا أو إنجلترا، فقيمة ما سيحققه لن تعادل مجد جلب دوري الأبطال للطليان خصوصًا بعد ما تعرض له من تقليل في آخر ثلاث سنوات.


