XaviGoal/GettyImage

صدق تشافي أم كذب؟! .. معضلة العشب وقوانين الغرباء!

"لن أتوقف عن قول ذلك حتى يصبح هناك معيارًا ثابتًا وواضحًا لطول وشكل العشب ويتم اعتماده على كافة المساحات المعتمدة للملاعب".

"لماذا لا يتم تطبيق هذا الأمر في كرة القدم، من موقعي هنا كمدرب أرى أنه من واجبي أن أشدد على هذا الأمر".

تشافي هيرنانديز المدير الفني لنادي برشلونة هو صاحب الكلمات أعلاه خلال المؤتمر الصحفي الخاص بلقاء أتلتيكو مدريد، مشددًا على أن وضع تلك المعايير والقواعد قد تأخر كثيرًا ولا يجب أن يتأخر أكثر من ذلك.

فهل يملك تشافي الحق في حديثه ذلك؟ ولو كان محقًا في وضع المعايير، من الذي يجب أن يضعها وكيف سيتم تحديدها؟ ذلك ما نتحدث عنه هنا.

رد الخصوم

في البداية فالخصوم لديهم ردهم الواضح والمنطقي للغاية فيما يتعلق بجزئية العشب هنا، ونحن لا نتحدث عن الردود التي تستهدف فئات محددة من المشجعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تحمل الكثير من السخرية أكثر من المنطق.

الردود هنا التي سنتحدث عنها تخص المدير الفني لفريق خيتافي على سبيل المثال، كيكي فلوريس الذي قال: "هم يختارون اللعب على عشب قصير ومبلل، ذلك يناسب طريقة لعبهم، أما نحن فنختار ما يناسبنا".

حديث فلوريس يبدو منطقيًا ولا غبار عليه، لكن هل يعني ذلك أن أحد الفرق التي لا تلعب كرات على الأرض لو أراد تجريف ملعبه سيحق له ذلك؟

قواعد موجودة بالفعل!

في كرة القدم العالمية وضع الاتحاد الدولي عدة معايير لملعب كرة القدم، بالتحديد لأرضه من حيث الحجم والشكل والأبعاد بالإضافة حتى إلى جودة العشب.

بكل تأكيد إجابة السؤال الاستنكاري أعلاه ستكون بالنفي، فلا يحق لأي نادٍ أن يفسد أرض ملعبه متعمدًا، ولو قام بذلك فلن يكون الملعب صالحًا للعب كرة القدم بمعايير الاتحاد الدولي لكرة القدم نفسه.

معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم تنص على أبعاد محددة للملعب من الممكن أن يتم زيادتها أو النقص منها في حدود وضعها الاتحاد الدولي مسبقًا.

كذلك يملك الاتحاد الدولي لكرة القدم مبادئ توجيهية للعشب الطبيعي والصناعي، ودليل لاختبار أرضيات الملاعب ونظام كامل لتقييمها، وكل تلك الوثائق متاحة عبر موقعهم الرسمي بالفعل ويتم تدريسها للمختصين.

@goalar

تشافي والعشب 🫠🌿

♬ original sound - GOAL ARABIA

معايير تشافي وتخصيصات غير عادلة؟!

نجم خط الوسط السابق ومدرب برشلونة الشاب تشافي هيرنانديز وضع بنفسه معايير واضحة في حديثه، وهي أن يكون العشب مبللًا وقصيرًا وهو ما يسمح للكرة بالانتقال بسرعة كبيرة ويفيد طريقة اللعب الخاصة به.

المدير الفني للنادي الكتالوني تجاهل بشكل واضح أن طريقة لعب ناديه ليست هي الطريقة الوحيدة التي تقرها كل الأندية في كافة أنحاء المعمورة.

البعض يفضل أن يلعب الكرات العالية، والبعض الآخر يفضل ألا يستطيع المنافس نقل الكرة بتلك السرعة في مناطقه، ولكل فريق الحق في اختيار المبادرة الخاصة به هجوميًا ودفاعيًا.

وجهة نظر مضادة

لو كنا نتحدث بشكل عام عن التوجه الحالي في كرة القدم وهو أن تكون لعبة سريعة وأن يكون وقت اللعب الفعلي فيها أطول بكثير من الوضع الحالي، ويتم إدخال تغييرات على قواعد اللعبة من أجل تلك الأهداف، فسيكون تشافي محقًا تمامًا.

فمن مثلًا يحب مشاهدة لاعب يسقط على الأرض ويهدر دقيقتين أو ثلاثة؟ من يحب أن يتم تنفيذ رميات التماس بعد ثلاثين ثانية من وقوعها؟ من يفضل أن يجلس أمام التلفاز يشاهد النجوم يتشاجرون ويهدرون وقت المباراة بدلًا من لعب كرة القدم والاستمتاع؟!

الرجل ببساطة يتحدث عن قواعد وتوجيهات تسمح لكرة القدم أن تنتقل بسرعة أكبر وبسلاسة قد تساعد اللعبة على التطور بشكل أوسع مستقبلًا.

قواعد الغرباء

في النهاية كان تشافي محقًا في الحديث عن وجود معايير أكثر دقة في رياضات أخرى مثل الجولف والتنس والرياضات التي تلعب في الصالات.

فعلى سبيل المثال في الجولف وكما ذكر تشافي لا يمكن أن تلعب مباراة في حال كان العشب طويلًا أكثر من اللازم، وفي التنس يتوقف اللعب عند هطول الأمطار.

أما في رياضات الصالات سواء كرة سلة أو يد أو طائرة يجب أن تكون الأرضية جافة تمامًا، ولو سقط أحدهم وترك ولو بقعة بسيطة من العرق على الأرضية لا يتم استئناف اللعب إلا عند التأكد من أنها مُسحت تمامًا.

بيت القصيد

كون تلك المعايير أو تطبيق مثلها في كرة القدم هي ضرورة لابد منها هو أمر لا يمكن أن يتم حسمه بتلك البساطة، فسيبقى هناك معسكرًا يفضل تلك التوجيهات وآخر يرفضها، كما هو الحال في كل قانون يتم استحداثه في كرة القدم.

لذلك وبالتبعية فلا يمكننا أن نحكم على حديث تشافي بالجنون أو بسخرية مطلقة كما هو الحال حاليًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقد نرى فكرة يتم تطبيقه قريبًا على أرض الواقع قريبًا وإن كان لا يعجب البعض.

فلقد رأينا مثل تلك المعارك سابقًا على قوانين أخرى في كرة القدم، ما بين إدخال التكنولوجيا وزيادة الوقت بدل من الضائع والتغييرات التي لا تنتهي في قوانين التسلل، سيبقى هناك معسكرًا يريد شيئًا وآخر يريد النقيض مهما حدث.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0