حسم شباب الأهلي مباراة قمة نهاية مرحلة الذهاب في دوري الخليج العربي الإماراتي أمام مطارده الشارقة لصالحه بنتيجة 3-2، وقد جاء اللقاء ممتعًا ومثيرًا بين الطرفين، امتاز بحضور قوي للمهارات الهجومية الفردية وعدد كبير من الأخطاء الدفاعية الفردية والجماعية.
شباب الأهلي عزز صدارته لجدول ترتيب الدوري الإماراتي ووسع الفارق مع مطارديه إلى 8 نقاط، فيما ابتعد الشارقة عن صراع الصدارة وانضم لمجموعة المتنافسين على المقاعد المؤهلة لدوري أبطال آسيا وقد يتفوق أحدهم في مرحلة الإياب ويُنافس الفرسان الحُمر على لقب البطولة.
الشوط الأول من اللقاء جاء قويًا وذو ندية كبيرة بين الطرفين لكن مع أفضلية واضحة لشباب الأهلي من حيث الرغبة في الهجوم والوصول لمرمى المنافس، مع طغيان للمهارات الفردية الهجومية مقابل الكثير من الأخطاء الدفاعية في التمركز والتغطية بجانب الهفوات الفردية من اللاعبين.
نهاية الشوط كانت بهدف رائع من كارتابيا بتسديدة متقنة من ركلة ثابتة لصالح شباب الأهلي، وقد كان تقدمًا مستحقًا رغم الفرص الجيدة التي سنحت للملك.
بداية الشوط الثاني كانت قوية من جانب أصحاب الملعب رغم أنهم الفريق المتقدم، إذ يبدو أن الهدف منحهم ثقة كبيرة بجانب أن حديث المدرب رودولفو أروابارينا بين الشوطين كان بمواصلة الهجوم وعدم التراجع للدفاع ومنح الشارقة فرصة التقدم بخطوطه والاستحواذ على الكرة.
اللقاء كان يسير في صالح شباب الأهلي تمامًا وسط غياب تام للشارقة عن المشهد الهجومي، حتى حدث الخطأ الساذج من عيد خميس لاعب وسط شباب الأهلي ومنح منافسه فرصة إدراك التعادل بواسطة ريان منديز، وإن كان الخطأ الفردي من خميس مؤثر جدًا لكن كذلك هناك عدة أخطاء في التمركز والانتشار الدفاعي لدى شباب الأهلي.
الهدف صدم شباب الأهلي وأثر سلبًا على أدائهم داخل الملعب، وكانت تلك فرصة الشارقة لتقديم دقائق جيدة جدًا توجها بالهدف الثاني بواسطة ريان منديز بعد 12 دقيقة من هدفه الأول، وانقلب الحال لصالح الفريق.
لاشك أن تغييرات أروابارينا كانت ممتازة لدعم الشق الهجومي في الفريق خاصة مشاركة مارياني بدلًا من عيد خميس، فقد منحت الفريق صانع لعب من الخلف يُدير المنظومة الهجومية جيدًا، لكن عودة الفريق الحقيقية في اللقاء كانت بخطأ ساذج آخر من محمد عبد الباسط لاعب وسط الشارقة الذي ارتكب خطأين ساذجين في ظرف 3 دقائق جعلته يُغادر بالبطاقة الحمراء ويترك فريقه يلعب منقوصًا لربع ساعة في ظروف صعبة.
الخطأ منح شباب الأهلي فرصة العودة في المباراة، ولم يُفوت الفريق ومدربه تلك الفرصة ونجحوا بالفعل في قلب الأمور لصالحهم والخروج بانتصار ثمين جدًا ومستحق تمامًا.
ملاحظت سريعة
باعتقادي أن عبد العزيز العنبري أخطأ وفشل في مغامرته الدفع بكايو لوكاس في هذا اللقاء الصعب بعد أيام قليلة من انضمامه للفريق، بدا تمامًا أنه غير جاهز للعب ولم ينسجم بعد مع الفريق واللاعبين وأفكار العنبري، كان الأفضل إعداده بهدوء للمباريات القادمة.
على العكس تمامًا، نجحت مغامرة أروابارينا في الدفع بالوافد الجديد بيدرو كوندي وقد لعب مباراة جيدة جدًا، إذ رغم أن أرقامه الهجومية لم تكن جيدة خلال اللقاء إلا أنه أزعج كثيرًا دفاع الشارقة وساعد زملائه القادمين من الخلف في خلق المساحات وخلخلة دفاع الشارقة، وهذا طبيعي ومنطقي للغاية نسبة لأن كوندي موجود في الدوري الإماراتي وكان يُقدم أداءً رائعًا مع بني ياس بعكس كايو العائد من أجواء الكرة الأوروبية مع بنفيكا.
الحكم أدار المباراة بشكل ممتاز، وقد بدا واضحًا شخصيته العسكرية وعمله في القوات المسلحة الإماراتية على أدائه وقراراته الحاسمة والصارمة والتي ربما تُوصف بالقاسية أحيانًا، إذ لا يحتسب الحكام جميعًا ركلة الجزاء الثانية التي منحها لأحمد خليل.
أروابارينا مدرب ذو شخصية وأفكار هجومية جريئة، وقد انطبع هذا على الفريق وأداء اللاعبين .. تغييراته اليوم كانت ممتازة وساعدت شباب الأهلي لاستعادة السيطرة على الملعب وتعزيز قوته الهجومية، إذ أخرج محوري الارتكاز أصحاب النزعات الدفاعية ودفع بلاعبين قادرين على تقديم أداء هجومي أفضل هما الحمادي ومارياني، بجانب أحمد خليل الذي يعيش أيامًا رائعة.
Twitterالعنبري في المقابل يبدو أنه وصل لمرحلة من الاقتناع بأن الشارقة من الصعب له أن يُقارع شباب الأهلي ويتفوق عليه، ولذا كان واضحًا أنه قانع جدًا بالتعادل ولم يعمل جيدًا للفوز وهذا الأمر رأيناه واضحًا في أداء اللاعبين كذلك وخوفهم من الهجوم وترك المساحات في المناطق الخلفية.
المباراة اليوم أظهرت قوة جيدة جدًا للمنظومة الهجومية للفريقين مع تفوق لشباب الأهلي الذي بدا أكثر انسجامًا وجماعية، لكن المشكلة الكبرى في الفريقين كانت المنظومة الدفاعية التي امتلأت بالأخطاء الفردية والجماعية وهو ما منح المهاجمين فرصة الاستعراض أحيانًا! هذا الأمر سيكون له أثرًا سلبيًا كبيرًا في دوري أبطال آسيا، وقد يُعاني الفريقان من قوة المنافسين الهجومية خاصة الفرق السعودية والقطرية.
ريان مينديز لعب مباراة ممتازة اليوم وكان أفضل لاعبي فريقه فرديًا ورغبة في الهجوم والتقدم، وقد استغل مهاراته بشكل ممتاز لإحراز هدفيه، فيما كارتابيا لعب مباراة رائعة من جانب شباب الأهلي سواء تكتيكيًا أو فرديًا وقد لعب الدور الأقوى في النتيجة بإحراز هدف والحصول بذكاء شديد على ركلة جزاء في توقيت مناسب جدًا، مع الإشارة بالطبع لجهد أحمد خليل وكوندي ومحمد عبد الباسط قبل طرده.


