Diego Simeone Jurgen KloppGetty/Goal

بين سيميوني وكلوب - كيف تنجو من فخ الـ "أندر دوج"؟

قبل انتهاء الشهر الحالي يواجه نادي أتلتيكو مدريد المترنح في الدوري الإسباني نظيره ليفربول متصدر البريميرليج والقريب من حسم البطولة عن أي منافس آخر.

ليفربول بقيادة يورجن كلوب حقق بطولة دوري أبطال أوروبا بعد غياب دام 14 عامًا وعلى بعد جولات قليلة من التتويج بالدوري الإنجليزي بعد 30 عامًا.

التجربة التي قام بها كلوب مع الريدز تعيد الذكريات إلى ما فعله سيميوني حينما تولى تدريب أتلتيكو مدريد، صحيح لم يحقق التشامبيونزليج ولكنّه وصل للنهائي مرتين كما حقق بطولة الدوري الأوروبي مرتين أيضًا والأهم حصد لقب الليجا.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

ولكن لماذا تراجعت تجربة سيميوني ليصبح حلمه حصد مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا في الليجا بينما تطورت تجربة كلوب ليصبح قريبًا من رفع دوري اللاهزيمة.

تعريف الأندردوج

Jurgen Klopp Mohamed Salah Liverpool 2017-18Getty Images

في كرة القدم يستخدم المحللون مصطلح "أندردوج" والذي لا يوجد له معنى مباشر ومقارب في اللغة العربية ولكنّه يحدث للفرق التي تحقق نتائج غير منتظرة.

لا يهم بالضرورة الفوز بالألقاب ولكن مناطحة الكبار، والأسلوب التقليدي الذي تتبعه الفرق التي لا تمتلك المقومات الكافية هي بالدفاع واللعب على المرتدات.

لماذا الدفاع؟ لأن الهجوم في مساحة أكبر أسهل من بناء الهجمة في مساحة أصغر، فبالتالي حينما يتراجع الفريق للخلف يغلق المساحات على المنافس ويعقد مهمته في الوصول للمرمى، بينما في التحول يكون الموقف معاكس والمساحة أكبر.

فرق مثل ولفرهامبتون وبيرنلي في إنجلترا أو خيتافي في إسبانيا أو كالياري في إيطاليا لديهم أسلوبًا متشابهًا، إنّها فرق بإمكانيات قليلة وبطموح أقل وتستخدم سلاح "الأندردوج" لتقديم مواسم إيجابية.

البداية جيدة

Atletico Madrid 2014Social Media

أتلتيكو مدريد اعتمد الأسلوب ذاته في أول مواسمه مع سيميوني وخرج في 2013 متوجًا بالكأس ثم فاجئ الجميع برفع لقب الدوري الإسباني من كامب نو أمام برشلونة موسم 2013-2014.

أما ليفربول، فبدأ يظهر بهذه الطريقة في 2017-2018 مع كلوب، فكان وقتها أفضل الفرق في عملية التحول من الدفاع إلى الهجوم ولذلك تفوق على مانشستر سيتي بقيادة بيب جوارديولا، ولكنّه عانى كثيرًا أمام الفرق التي تدافع بكثافة مثل بيرنلي.

الفرق التي تتخذ هذا المنهج، لا تجد صعوبة في الفوز على الكبار لأنهم يخلفون دائمًا مساحات في الخط الخلفي ولكن حينما يواجه فرق أقل منه في الإمكانيات يعاني مع قلة المساحات وقد ينتهي به الأمر خاسرًا.

التطور

Liverpool Champions League 2018-19 trophy paradeGetty

مرحلة "الأندردوج" لفرق مثل أتلتيكو مدريد وليفربول يجب أن تكون مؤقتة، فحينما أنهى الريدز الموسم محققًا مركزًا مؤهل للأبطال ووصل لنهائي التشامبيونزليج، كان من الطبيعي أن يتجه للمرحلة المقبلة.

الجمهور الآن ينتظر البطولات، ولذلك جاء التعاقد مع أليسون بيكر ومن قبله فيرجيل فان دايك، وتطور فكر كلوب ليصبح في بعض المباريات يسيطر ويمرر ويستحوذ ويضغط المنافس في نصف ملعبه.

ليفربول قرر أن يتجاوز مرحلة الفريق الضعيف المعتمد على التحولات واتجه ليكون الفريق المبادر المسيطر، ونجح.

أما سيميوني فلم يتخط هذه المرحلة، فرغم أنّ أتلتيكو مدريد أصبح الضلع الثالث في إسبانيا بعد برشلونة وريال مدريد، لكنّه لا يزال يلعب وكأنّه فريق "أندردوج" بإمكانيات قليلة.

بين اللاعبين والمدربين | ميسي يتقاضى ضعف رونالدو وسيتين مفاجأة

ربما يستطيع أتلتيكو في هذه الحالة الفوز على برشلونة أو حتى ريال مدريد، ولكن حينما واجه فريقًا مثل إيبار الذي قرر الدفاع وترك المبادرة للروخي بلانكوس خسر بثنائية نظيفة.

الفارق بين كلوب وسيميوني، أنّ الأول اتخذ خطة الدفاع والاعتماد على التحولات كفترة مؤقتة لإعادة ليفربول على خريطة الأندية الكبرى في إنجلترا وأوروبا.

بينما سيميوني خرج من موسم 2013-2014 واستمر حتى 2015-2016 بالمنهج ذاته ولكن بعدها أصبح قراءته سهلة وأصبح من المنطقي أن يفقد العديد من النقاط في الموسم حتى لو خرج بنتائج إيجابية أمام قطبي إسبانيا.

نعم لا يخسر الديربي إلا بصعوبة، ونعم يعقد مهمة برشلونة ولكن حينما يلعب أمام فرق أقل منه في الإمكانيات وتجبره على الهجوم وفتح المساحات يجد نفسه يسقط ويخسر ويفقد النقاط.

كلوب تطور ونجح في إقناع لاعبيه بقدرتهم على أن يكونوا الأفضل على الإطلاق، بينما سيميوني ظل متخفيًا وراء قناع الأضعف حتى أصبح فريقًا بإمكانيات كبيرة ونتائج هزيلة.

إعلان