أعلن النصر أخيرًا اسم مدربه الجديد وهو الأرجنتيني ميجيل روسو الذي سبق وقاد بوكا جونيورز لتحقيق لقب كأس ليبرتادوريس، وسيخلف البرتغالي بيدرو إيمانويل الذي لم يستمر مع الفريق أكثر من شهر بسبب عدم الرضا عن الأداء والنتائج تحت قيادته.
إيمانويل لم يكن المدرب الأول في موسم النصر الحالي، إذ كان الثاني بعد مانو مينيزيس، وروسو سيكون الرابع بعد المؤقت مارسيلو سالازار الذي أعاد العالمي لطريق الانتصارات بالفوز على الأهلي في الدوري السعودي بعد فقدان 8 نقاط متتالية عقب الخسارة أمام الهلال والخروج من دوري أبطال آسيا.
روسو أو مهما كان اسم المدرب الجديد للنصر بحاجة لامتلاك 3 أمور أساسية حتى يستطيع تفادي مصير سابقيه في النادي السعودي، 3 خطوات إن قام بها سيقود الفريق للنجاح لأنه يمتلك بالفعل مقومات النجاح من حيث اللاعبين المحليين والأجانب والجماهير الداعمة والإدارة المستقرة والدعم المالي.
نستعرض معًا تلك الخطوات الثلاثة التي إن لم يُطبقها روسو سينضم لقائمة "الفاشلين" مع النصر في موسم 2021-2022:
1- الصرامة والحزم والعدل في غرفة تغيير الملابس
انتصارات أي فريق ونجاحه في أرض الملعب لا يبدأ من لحظة إطلاق الحكم لصافرة البداية، بل قبل ذلك بكثير .. يبدأ من غرفة الملايس ومدى ارتياح اللاعبين جميعًا بها، وعدم وجود أي ضغينة أو مشاكل بين اللاعبين معًا أو بين أحدهم والمدرب.
الصرامة والحزم والعدل أساس خلق غرفة ملابس سليمة وصلبة، إذ لا يجب من روسو التهاون أبدًا من تخاذل أي لاعب في تأدية المطلوب منه، ولا يجب عليه أن يُجامل لاعب على حساب آخر، حتى لو طُلب منه ذلك بواسطة الإدارة أو أحد المسؤولين، عليه أن يُحافظ على روح جميع اللاعبين في أفضل حالاتها وهذا بالعدل بينهم وتقييمهم على أساس جهدهم وأدائهم فقط لا غير، دون النظر إلى الأسماء أو الجنسيات.
Goal ARالنصر عانى في السنوات الأخيرة من غياب الصرامة والعدل في غرفة ملابسه وهذا أدى لحالة من الفلتان لدى اللاعبين وشيء من السخط لدى لاعبين آخرين، روسو عليه أن يتجنب صناعة "عبد الرزاق حمدالله" آخر في غرفة الملابس وإلا سيتواصل الفشل مهما كانت جودته وجودة لاعبيه.
2- التنظيم الدفاعي الصلب
فنيًا، مشكلة النصر الكبيرة في منظومته الدفاعية، فالفريق يمتلك خط هجومي قوي لكنه يدفع دومًا ثمن أخطاء مدافعيه الفردية والجماعية.
النصر استقبل هذا الموسم في الدوري السعودي 14 هدفًا، وهو ثاني أسوأ دفاع من بين الفرق الـ7 الأولى، لا يتفوق عليه سوى الرائد الذي تلقى 20 هدفًا ولعب مباراتين إضافيتين ... المتصدر الاتحاد لم يتلق سوى 8 أهداف ولعب مباراة أكثر من الفريق العاصمي.
الفريق لديه ثغرة مهمة في الجانب الأيسر من الدفاع، إذ فشلت كل الخيارات ولم تؤد الدور المطلوب منها، ولذا على روسو إيجاد الحل المناسب لتلك المشكلة، بجانب زيادة صلابة عمق الدفاع واستغلال الأدوات المتاحة لذلك وإن كانت جودتها أقل من المطلوب.
صلابة الدفاع أصبحت في العقدين الأخيرين السبيل لتحقيق النجاح في كرة القدم، بنظرة سريعة إلى أبطال العقدين الأخيرين سنجد أنهم جميعًا امتلكوا دفاعًا قويًا صلبًا، منهم من أمتع بهجوم ساحق ومنهم من اكتفى بالقوة الدفاعية.
3- السلاسة وعدم الفلسفة هجوميًا
منظومة النصر الهجومية على صعيد الأفراد هي الأفضل في الدوري السعودي، لاعبو الفريق المحليين والأجانب يمتلكون كل الخيارات الممكنة للوصول لمرمى الخصم ... التسديد من بعيد والتمريرات العرضية والهجمات الجماعية والمراوغات الفردية والانطلاقات السريعة، اللعب من العمق والهجوم من الأطراف، الكرات الثابتة واللعب المفتوح .. كل ما تُريده لتهاجم موجود في النصر فرديًا.
أين المشكلة؟ المشكلة في إيجاد القالب الجماعي السلس البسيط لتلك الخيارات الفردية، أي ببساطة أن تضع كل لاعب في مكانه المناسب وتطلب منه دوره المناسب الذي يستطيع تأديته .. فقط لا غير.
تاليسكا مهاجم متحرك أو جناح أيمن .. لا تستخدمه كصانع لعب، فينسنت أبو بكر مهاجم .. لا تضعه في الجناح، عبد الفتاح عسيري جناح .. لا تستخدمه كصانع لعب، عبد المجيد الصليهم لاعب وسط يُجيد الأدوار الهجومية .. لا تطلب منه أدوارًا دفاعية كبيرة!
الفلسفة الهجومية أحيانًا من بعض المدربين تُفسد الكثير من جودة الفريق ولاعبيه، وهذا كان موجودًا في النصر مع مينيزيس وبيدرو .. ربما هي أفكارهما الخاصة، وربما هي أفكار غيرهما ونفذاها رغمًا عنهما! وسواء هذا أو هذا هما من يتحملا المسؤولية كاملة.
روسو بحاجة لاستخدام كل لاعب بالطريقة التي تُخرج منه أفضل ما لديه لصالحه فرديًا وصالح النصر جماعيًا، لأن اللاعبين يمتلكون المهارة والجودة التي تجعلهم قادرين على تأدية المطلوب وإحراز الأهداف وجلب النقاط والانتصارات.


