مع تعليق النشاط الكروي في دوريات أوروبا الكبرى وزيادة الشكوك والغموض حول إمكانية استئنافها مرة أخرى هذا الموسم بسبب التفشي المرعب لمرض كورونا، بدأت وسائل الإعلام الرياضية، تعيد فتح "الدفاتر القديمة"، بتحديث قصص وملفات النجوم المحتمل انتقالهم لأندية جديدة في المرحلة القادمة.
واحد من أكثر النجوم الذين بدأت تطاردهم الشائعات والتقارير حول مستقبله بعد نجاة البشرية من الوباء التاجي، هو محمد صلاح، وبغض النظر عن صحة ما يتردد وما سيتردد في قادم المواعيد، فُجل المؤشرات تظهر أن عملية استمراره في "أنفيلد روود" لموسم آخر، تبدو صعبة نوعًا ما.
فلاش باك
Gettyلا شك أبدًا أن أبو مكة، حقق ما ليفربول، ما لم يحققه أي لاعب مصري وربما عربي من قبل، بأرقام وإحصائيات ستبقى عالقة في الأذهان، خصوصًا في موسمه الأول "الأفضل" على المستوى الفردي، بالخروج منه بـ44 هدفًا في كل البطولات، منهم 32 على مستوىالدوري الإنجليزي الممتاز، كأفضل هداف للدوري الأكثر إثارة في العالم باسمه ونظامه الجديدين.




كيف أظهر فيروس كورونا الجانب الإنساني لكرة القدم؟
وقد أثبت الفرعون أنه ليس نجم الموسم الواحد، بمناصفة ساديو ماني وأوباميانج جائزة الهداف، لكن بعشرة أهداف أقل من الموسم الإعجازي، واستمر المنحنى في الانخفاض للموسم الثاني على التوالي، والحديث عن أرقامه هذا الموسم، بتسجيل 16 هدفًا في الدوري وأربعة في ذات الأذنين قبل الخروج المؤلم على يد أتلتيكو مدريد، ما يعكس هبوط أرقامه وتأثيره على النتائج، مقارنة بوضعه الموسمين الماضيين.
صداع من الخارج
Getty Imagesبدأ النجم المصري يدفع فاتورة نجوميته وشعبيته الطاغية التي اكتسبها في السنوات الثلاث الماضية، بتعرضه لما يمكن وصفه "مضايقات" من قبل قدامى ليفربول، آخرهم ستيف نيكول، بانتقاد تراجع أداء ومستوى صلاح هذا الموسم، لاعتقاده بأن النجم الكبير لم يعد يلعب بنفس الروح التي كان عليها في السابق، واصفًا إياه باللاعب الأكثر إحباطًا في صفوف الريدز هذا الموسم.
أيضًا، جيمي كاراجر عنف صلاح العام، وقال عنه "طماع جشع"، كونه لا يفكر سوى في مصلحته بتسجيل الأهداف، وانضم لقائمة المهاجمين للنجم المصري، اللاعب السابق تشارلي آدمز، الذي طلب من الإدارة التخلص منه وشراء كيليان مبابي، وقد شاطره الرأي دارين بينت، مع انحياز واضح لساديو ماني، من باب أنه أفضل من صلاح.
بالإضافة إلى ذلك جلده شبه الدائم من قبل المشجعين، كلما جانبه التوفيق في مباراة، على غرار ما حدث معه بعد السقوط أمام الهنود الحمر، وهذه أمور قد تقوده للرحيل قبل أن تأخذ علاقته بالجماهير منحنى آخر، بعدما ظل عامين النجم الأوحد.
انتهاء الطموح

كثيرًا ما سمعنا صلاح يتحدث عن طموحه مع ليفربول، وأكثر ما كان يتحدث عنه هو لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، معتبرًا الفوز به، بمثابة الإنجاز الكبير، لأنه سينهي عقدة استمرت 30 عامًا، والآن وبعد حسم اللقب بشكل شبه عملي، ربما يتملكه شعور الشبع، خاصة بعد إنجاز 2019 بتحقيق دوري الأبطال، كأس السوبر الأوروبية ومونديال قطر للأندية، ما قد يعجل برحيله بحثًا عن تحدٍ جديد.
منافسة ماني
Gettyلا يخفى على أحد، أنه خارج المستطيل الأخضر هناك منافسة حامية الوطيس بين صلاح وماني على الجوائز الفردية المرموقة في القارة السمراء، فبعد فوز المصري بجائزة "كاف" عامي 2017 و2018، نجح أسد التيرانجا في إيقاف هيمنة زميله على الجائزة، بالتتويج بها من قبل الغردقة، وهذا في حد ذاته، كفيل بخلق صراعات، سيكون يورجن كلوب في غنى عنها المرحلة القادمة، خاصة بعد ظهور المؤشرات الأولى، عندما انفجر ماني اعتراضًا على أنانية صلاح أمام بيرنلي في النصف الأول.
ومن حُسن الحظ أن المدرب الألماني نجح في السيطرة على الأزمة، لكن ماذا سيفعل إذا تكرر المشهد في المستقبل؟، وحتى إن لم يتكرر على الشاشات، ففي عالم كرة القدم من الصعب الإبقاء على اثنين منافسين في خط هجوم واحد، وإلا سيخسر الفريق الكثير من هذا التنافس، بعد تغير وضع ماني، بتحوله من مجرد مهاجم جيد بجانب صلاح لوحش لا سقف لطموحه .. فهل حان وقت رحيل نجمنا المصري؟
