هل حكم ليونيل ميسي على نفسه بالنهاية؟ وهل النجم الذي أختفى في ظله أعظم المواهب أصبح ظلًا لكيليان مبابي؟، بكل تأكيد لكل بداية نهاية خاصة في عالم كرة القدم، الذي تشبه دائرة الحياة لكن ميسي لم يتعامل معه معجبيه كبشري فهو الفضائي الذي نزل لينشر سحره بالكرة على كوكب الأرض بالنسبة لجماهيره.
الأرجنتيني المتوج بالكرة الذهبية 7 مرات وصل إلى نادي باريس سان جيرمان في بداية الموسم المنقضى بعد 20 سنة بقميص برشلونة، سنوات بدأت مجيدة بجوار العديد من النجوم أمثال رونالدينيو وتشافي وإنيستا وجيل ذهبي بقيادة بيب جوارديولا أكل الأخضر واليابس وجفف المحيطات، ونهاية خجولة وفريق ينخر فيه الأبقار المقدسة ويتحمل ميسي فيه عبء النادي بمفرده، ليقرر الاتجاه إلى مدينة النور بحثًا عن تحدى جديد.
تحدى جديد بدأ بالبحث عن مدرسة للأطفال وعدم التكيف، والعديد من الإصابات بجانب عدوى كورونا، وانتهي بصافرات استهجان الجماهير.
خلال سنة أولى بقميص باريس قدم ليونيل ميسي موسم مخيب للآمال موسمًا هو الأسوأ له منذ حوالى 15 سنة، لكن بنظرة صغيرة على إحصائيته ستكون الأرقام التى أمامك على شاشتك أرقام جيدة منطقيًا بعد ما مر به ميسي خلال العام.
حسنًا نحن نتكلم عن موسم هو الأسوأ للأرجنتيني حيث ساهم بـ 26 هدفًا في 34 مشاركة، رقميًا هذا ليس موسم سيئ للعديد من لاعبي كرة القدم لكنه سيئ إذا كان صاحب هذه الأرقام لاعب يسمى "ليونيل أندريس ميسي كوتشيتيني".
وبنظرة رقمية أخرى كريستيانو رونالدو الغريم الأزلي لميسي والذي شارك باستمرارية أكثر وفي نادي ودوري يعرفهم جيدًا ساهم بـ 27 هدفًا مع فريقه أيضًا لكن في 39 مباراة.
ميسي إنسان ويحتاج إلى التكيف مع باريس
Getty Images"إنه أفضل لاعب في العالم لكنه لا يزال إنساناً مثل أي شخص آخر ويحتاج للتكيف مع فريقه الجديد والثقافة الجديدة والبلد الجديد، ميسي قضى مع برشلونة 20 عاماً ومل شيء هنا جديد بالنسبة له ومع مرور الوقت ليس لدي أدنى شك في أن الأمور ستسير معه على ما يرام وسنحقق معا النجاح". ماوريسيو بوتشيتينيو مدرب باريس سان جيرمان في المؤتمر الصحفي الذي يسبق لقاء مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا
بدأ ميسي موسمه نادي العاصمة الفرنسية بالتدريج حيث ظهر بديلًا لمدة 24 دقيقة في انتصار فريقه على ستاد ريمس بهدفين دون رد، ثم خرج من القائمة في المباراة الثانية لعدم الجاهزية الفنية في حدث فريد من نوعه حينها على اللاعب خلال مسيرته الكروية، لكن ما لبس أن عاد ميسي للظهور هذه المرة جاءت في دوري الأبطال - الهدف الأسمى الذي انضم ليو بسببه إلى باريس - لكنه خلال 90 دقيقة لم يقدم أي شيء على الاطلاق في تعادل باريس مع كلوب بروج 1/1.
بداية كانت حلقة متواصلة خلال الموسم بأكمله، ما بين استبعاد من القائمة لتكرار الإصابة، ومشاركات معدودة ثم انقطاع جديد بسبب عدوى كورونا التى صرح ميسي إنها أثرت على رئتيه بالسلب لمدة شهر ونصف لم يتمكن فيهم من الركض على حد قوله.
”كان مؤلماً للغاية بالنسبة لي أن أغادر برشلونة بعد كل هذه السنوات الطويلة تركت الأسرة المنزل وقمنا بتغيير كل شئ رأسا على عقب خلال الفترة الأخيرة”. ميسي عن رحيله من برشلونة
أين يلعب ميسي؟
Getty/GOAL"ألعبك فين يا ميسي مش لاقي حته اللعبك فيها؟" ليس إفيه فيلم "القرموطي" بل وكأنه كان حال لسان بوتشيتينيو خلال اختياره لتشكيل كل مباراة من أجل إشراك كافة نجوم الفريق
ليو خلال سنته الأولى في حديقة الأمراء مر على جميع مراكز الهجوم دون ثابت لأكثر من ثلاث مباريات في مركز واحد منهم، حيث لعب ميسي كرأس حربة صريح في تسع مباريات، مقابل 19 مرة كجناح أيمن، أربع مرات في مركز المهاجم الوهمي، ومرتين كصانع ألعاب.
بالطبع ميسي يُجيد في كل هذه الأدوار، لكن فنيًا دون الحصول على تكيف نفسي أو تكيف في حياتك الشخصية خارج الملعب، ثم عدم وجود تكيف خططي وفني مع لاعبين تلعب بجوارهم لأول مرة فمن الطبيعي أن تقدم موسم غير مرضى.
بصراحة على المستوى الفني فأنا لم استقر بعد، لأنني أشارك في كل شهر تقريباً مع المنتخب الوطني هذا يجعل الأمور صعبة بعض الشيء للاستقرار، شيئاً فشيء أنا استقر ولكن بعد مرور شهرين فأنا لم أشارك في العديد من المباريات مازلت اعتاد على الأمور. ميسي متحدثًا عن بدايته مع باريس سان جيرمان
الفرنسي غير الإسباني
اختلاف طريقة اللعب بين الدوري الإسباني الذي يعتمد على الكرة القصيرة والتدخلات البدنية القليلة واللعب المفتوح والدوري الفرنسي الذي يعتمد على القوة البدنية والتدخلات القوية والمساحات المغلقة كان عامل آخر في ظهور ميسي بصورة باهتة.
"الدوري الفرنسي هو دوري بدني أكثر من الدوري الإسباني، في الدوري الفرنسي تبدو الفرق أقوى بالنسبة لي والمباريات قريبة جداً، مع القليل من المساحات" ميسي متحدثًا عن الفارق بين الدوري الفرنسي والإسباني
ليو سجل خلال 26 مباراة في الدوري الفرنسي ست أهداف فقط بأقل ثلاث أهداف مما كان متوقع له، في المقابل سجل خمسة أهداف في سبع مباريات بدوري أبطال أوروبا بمعدل متوقع خمسة أهداف.
ظل مبابي
(C)Getty Imagesالانتقال لفريق يعج بالنجوم ولست نجمه الأوحد قد يكون عامل رائع لتخفيف الأعباء والمهام عليك، ويساعدك على تحقيق البطولات لكن يبدو أن ميسي دفع ثمنًا لذلك خفت نجمه وبريقه.
وجود ميسي مع كيليان مبابي ونيمار وإيكاردي ودي ماريا لم يصعب مهمة بوتشيتينيو في اختيار التشكيل الأساسي وحسب بل رسخ فكرة نهاية حقبة ميسي الذي جاء خلف مبابي بعدما كان الراجل الأول والأوحد في برشلونة.
ميسي منطقيًا خلال الموسم المنقضى دخل في ظل كيليان مبابي من حيث الأداء والأرقام بتوفيق كبير للشاب الفرنسي.
"قبل 10 سنوات كان ميسي يتسلسل وينطلق خلف المدافعين، الآن أصبح يمرر كثيرًا، لذا مواجهته أسهل بالنسبة للمدافعين لأن باستطاعتهم انتظار ما سيفعل لا أعتقد أنه قادر على التمويه بسرعة مثلما كان يفعل" عادل رامي مدافع تروا الفرنسي ولاعب فالنسيا السابق
يبدو أن عامل العمر ساهم بصورة كبيرة في إختفاء ميسي داخل ظل مبابي، الذي مازال في سن 23 عامًا، بينما ميسي وصل إلى عامه الـ 34.
العيال دي صحتها حلوة أوي يا رزق مشهد من فيلم الحريف
هل يبعث ميسي من جديد؟
Gettyالبداية كانت بأسئلة والنهاية ستكون بسؤال "وأنت هتراهن على الحريف القديم ولا الجديد؟".
أبن مدينة روساريو أكد على جودته في الفترة خلال فترة التوقف الدولي، حيث قاد منتخب الأرجنتين للتويج ببطولة كأس أوروبا أمريكا الجنوبية "فيناليسيما" على حساب إيطاليا، بصناعته لهدفين من ثلاثية التانجو في شباك الطليان، ثم سجل خماسية خلال مباراة ودية ضد إستونيا ليبرهن أنه مازال قادرًا على العطاء والعودة من جديد
“لقد كان عامًا صعبًا، لم يكن من السهل التكيف، بعد أن كنت في نفس المكان طوال حياتي، لم يكن الأمر سهلاً مع تقدمي في السن، إنه شيء واحد أن تفعل ذلك عندما تكون أصغر سنًا وتريد ذلك، لكن في ذلك الوقت لم أرغب في ذلك، لم أتخيل ذلك ولم أفكر فيه، لكني متأكد من أنني سأحظى بموسم أفضل في فرنسا العام المقبل، أفكر في ذلك من الآن”. ميسي في حوار صحفي.
لكن الحكم النهائي على ميسي سيكون في موسمه الثاني في حديقة الأمراء بقيادة فنية جديدة بعد اقتراب رحيل مواطنه بوتشيتينيو من منصب المدير الفني، ووعود من النادي بتحسين جودة الفريق خلال سوق الانتقالات الصيفية.
مفيش إلا حريف واحد يا أبو رجل خشب..النهاية.


