قرار واحد قادر على تغيير مسار حياة أي إنسان .. اختيار وحيد قد يقلب الحياة رأسًا على عقب .. كل قرار واختيار هو رهان، إما ناجح أو خاسر، إذ لا يعلم أحد ما الذي قد يحدث مستقبلًا، لكن المطلوب على الأقل هو دراسة كل الخيارات المتاحة وأخذ العبرة من أحداث سابقة ومماثلة. هذه رسالة إلى سعود عبد الحميد.
أصبح ظهير أيمن الاتحاد والمنتخب السعودي في أن يكون الشيء الوحيد الذي عكر صفو الفريق وموسمه الناجح حتى الآن في الدوري السعودي، وذلك بعدم تجديد عقده الذي ينتهي بنهاية شهر يناير القادم، وانتقاله إلى الهلال.
اقرأ أيضًا | "ذهول ولا بد من نفي" .. كواليس صادمة في "الأخضر" تثير الجدل
مفاوضات الإدارة الاتحادية بقيادة أنمار الحائلي مع عبد الحميد ووكيله "فهد باقديم" بدأت منذ فترة طويلة، وقد تحدثت عنها الصحافة مرارًا وتكرارًا، تارة يتم التأكيد على عدم وجود مشاكل والتوصل لاتفاق، وتارة أخرى يدور الحديث حول خلافات ومشاكل.
الفترة الماضية شهدت ذروة الأحداث باستبعاد اللاعب من مباراة الاتحاد والطائي، وتبادل التصريحات بعد ذلك بين باقديم وحامد البلوي المدير التنفيذي للاتحاد، وكل طرف يُحمل الآخر مسؤولية فشل الجلسة الأخيرة للتوقيع على العقود مع اعترافهم جميعًا أن الاتفاق حُسم بالفعل.
بدأ الحديث مؤخرًا عن إغلاق الحائلي أبواب الاتحاد في وجه اللاعب صاحب الـ22 عامًا، وبدأ الكلام عن مفاوضات باقديم مع أندية أخرى، وهنا نحن نتحدث بالطبع عن الرباعي الكبير .. الهلال والنصر والأهلي والشباب، إذ لن يترك أي لاعب أحد الكبار للانتقال لنادٍ آخر غيرهم مع الاحترام للجميع.
هنا نعود لتجربة سابقة مشابهة لتلك التي يعيشها عبد الحميد حاليًا، هي تجربة المهاجم الشاب عبد الله حمدان الذي كان يعيش موسمًا رائعًا مع الشباب لكنه قرر عدم تجديد عقده والانتقال إلى الهلال في يناير الماضي.
ما الذي حدث للحمدان صاحب الـ22 عامًا؟ اللاعب كان أفضل صناع الأهداف في الدوري السعودي الموسم الماضي برصيد 8 تمريرات حاسمة خلال 16 مباراة سجل بها كذلك هدفين، كان يلعب أساسيًا مع ناديه ومتواجدًا بقوة مع المنتخب السعودي الأول، والجميع يتحدث عنه وأنه النجم في المنتظر في كرة القدم السعودية.
اختار الحمدان ارتداء قميص الهلال، والنتيجة كانت ابتعاده عن اللعب أساسيًا، إذ لم يلعب الموسم الماضي سوى 183 دقيقة وزعت على 8 مباريات، سجل بها هدف واحد ولم يُقدم أي تمريرة حاسمة، وفي الموسم الحالي لعب 5 مباريات بواقع 81 دقيقة في الدوري وعدة دقائق في دوري أبطال آسيا، وهو ما أدى لابتعاده عن الصورة في الأخضر وتقدم آخرين أبرزهم فراس البريكان لخطف الأضواء.
عبد الحميد يلعب أساسيًا مع الاتحاد، يُقدم أداءً رائعًا، يُصنفه العديد بأنه الظهير الأيمن القادم ليخلف محمد البريك وسلطان الغنام في المنتخب، قُدم له عرضًا ممتازًا من الناحية المالية، منسجم مع الفريق ومحبوب من الجماهير .. ما الذي يُريده ليُغامر بكل هذا ويدخل نفق قد يكون منيرًا للغاية وأيضًا مظلمًا جدًا؟
إن تحدثنا بالمنطق .. عبد الحميد من المستحيل أن يلعب حاليًا بشكل أساسي مع الهلال أو النصر، لأنه لن يتفوق على المخضرمين البريك والغنام خاصة مع أدائهما الممتاز هذا الموسم، وفي الشباب هناك فواز الصقور الذي يُقدم أداء جيدًا جدًا ومنسجم مع الفريق.
ما سبق يعني أن خيار الانتقال إلى الهلال رهانًا خاسرًا لسعود عبد الحميد، إلا إن بحث عن أشياء أخرى قد تُعوضه عن النجاح الرياضي!
الاتحاد كان الخيار الأفضل لسعود عبد الحميد، سواء من الناحية الرياضية أو المالية، خاصة مع ملامح الاستقرار الإداري والمالي التي بدأت تظهر بعد العمل الرائع من إدارة الحائلي، وضم الفريق لعدد من النجوم الكبار القادرين على قيادته للنجاح وإعادته لمنصات التتويج.
الأفضل لعبد الحميد كان تجديد عقده ويُواصل رحلته مع العميد، ومن ثم ستكون الفرصة أمامه للتغيير حال أراد في السنوات القادمة، وستكون الظروف متاحة أكثر في الهلال والنصر وربما الأهلي مما يجعل الرحيل خطوة منطقية بعكس ما هي حاليًا .... حاليًا هو يُحاطر بالسير على خطوات عبد الله الحمدان وأن يتحول إلى مجرد لاعب بديل على دكة الهلال بعدما كان أحد أبرز نجوم الدوري السعودي والمنتخب.
