ما إن يأتي السؤال حول ذلك الظهير الشاب سعود عبد الحميد، القادم من المملكة ليخوض تجربته الأوروبية، حتى يتم إعطاء رد موحد، وكأنه متفق عليه، بأنه لاعب موهوب يمتلك الجودة، ويُنتظر الكثير منه في المستقبل، وها هي المواجهة السادسة التي يكتفي سعود بمشاهدتها على مقاعد البدلاء، ليصبح الحلم التاريخي قريبًا منه ولا يستطيع معانقته، بأن يصبح أول سعودي يلعب في الدوري الإيطالي.
وحقق إنتر، حامل اللقب، فوزًا خارج ملعبه، على روما بنتيجة (1-0)، في الأولمبيكو، والذي احتضن قمة الجولة الثامنة، ووقع لاوتارو مارتينيز على الهدف في الدقيقة 60، ليرفع النيراتزوري رصيده إلى 17 نقطة، ويصعد إلى وصافة الكالتشيو، بفارق نقطتين عن نابولي المتصدر، بينما تجمد رصيد ذئاب العاصمة، عند 10 نقاط، في المركز العاشر.
ورغم حديث المدير الرياضي لروما، فلوران جيسولفو، عن عبد الحميد، قبل المباراة، بأنه لاعب شاب وموهوب ويمتلك الكثير من الجودة، فضلًا عن كونه مرحًا للغاية، ويُنتظر منه الكثير، إلا أن تعامل المدير الفني الكرواتي إيفان يوريتش مع الظهير السعودي، باستبعاده من الكالتشيو، والاستعانة به فقط في منافسات الدوري الأوروبي، جعل غيابه عن قمة حساسة أمام الإنتر، أمرًا متوقعًا.
السؤال هو: هل يعاني سعود عبد الحميد من "الازدواجية" في روما؟ فإن حديث المسؤولين يشعرك بأن مشاركة اللاعب السعودي مسألة وقت في الدوري الإيطالي، وأن بقاءه على مقاعد البدلاء ظاهرة صحية، فسرها الناقد المصري أحمد حسام ميدو، بأن اللاعب يحتاج لفترة حتى ينسجم مع روما ويدخل في أجواء المباريات، ثم يخرج موقع "كالتشيو ميركاتو" الشهير، بخبر صادم بأن الجيالوروسي يستهدف ضم ظهير أيمن جديد في الفترة الشتوية، بالتعاقد مع نجم سيلتا فيجو، أوسكار مينجيزا، في ظل عدم الاقتناع بسعود.
الجانب الإيجابي في غياب سعود
يمكن القول إن الجانب الإيجابي الوحيد في عدم مشاركة سعود عبد الحميد أمام إنتر، هو "حماية" اللاعب من الإصابة في قمة عنيفة، توقفت لأكثر من مرة، بسبب الالتحامات العنيفة، والتي أسفرت عن إصابة اثنين من لاعبي نيراتزوري قبل أولى نصف ساعة، وهما هاكان تشالهان أوغلو وفرانشيسكو أتشيربي، الأمر الذي ساهم في تراجع أداء الإنتر وتفوق روما خلال الشوط الأول.
هذه هي النقطة التي تمنح ضوءًا باهتًا في نفق سعود "المظلم" مع روما حتى الآن، وكأن يوريتش، الذي كثر الحديث أيضًا بشأن إمكانية إقالته قريبًا بسبب كثرة التعثرات، قرر تخصيص عبد الحميد فقط للمهام الأوروبية، وعدم الاعتماد عليه محليًا.
بديل سعود يرتكب خطأ كارثيًا
واعتمد يوريتش على خطة اللعب 3-4-2-1، ودفع بالظهير التركي زكي تشيليك في منطقة الوسط، بغية الانطلاق إلى الأمام وصنع كرات عرضية، مع الاعتماد على جيانلوكا مانشيني في التغطية الدفاعية، بجوار إيفان نديكا وأنخيلينو على الجبهة اليسرى، مع إمكانية العودة إلى الخلف، حال استقبال انطلاقة مرتدة من قِبل لاعبي إنتر.
ورغم محاولات تشيليك، واعتماده على سلاح التمريرات التي بلغت نسبة دقتها 91%، وصنع فرصة في الدقيقة 45+3 بكرة عرضية من أنخيلينو، ليستقبلها الظهير التركي بكرة رأسية مرت بجوار القائم الأيمن، إلا أنه يُعاب على تشيليك بطء العودة إلى الخلف، ما سمح بشن انطلاقة مرتدة للاعبي النيراتزوري من الجبهة اليسرى، فيما قدم تشيليك لقطة رائعة في الدقيقة 65، بعد إنقاذ فريقه من كرة عرضية من ماركوس تورام، كادت أن تفتح المجال لدي ماركو لتسديد كرة من داخل منطقة الجزاء، قبل أن ينجح زكي في تشتيت الكرة بالوقت المناسب.
وارتكب تشيليك أيضًا خطأ فادحًا في الدقيقة 60، بفشله في استخلاص الكرة قبل وصولها إلى لاوتارو مارتينيز، والذي لم يفوت الفرصة وسجل هدفًا رائعًا، ليصبح أفضل هداف غير إيطالي في تاريخ إنتر، برصيد 133 هدف، معادلًا رقم الأسطورة ستيفانو نيرس.