كالأسد يمشي ملكًا، يخطو كل خطوة وخطوة ثابتًا، لا يهتز، رغم الضربات من حوله من كل جانب، ورغم محاولات إسقاطه عنوة، وكأنه محتل جاء لاختطاف المنتخب السعودي تحت 23 عامًا، إنه سعد الشهري..
اليوم الثلاثاء، أضاف الشهري إنجازًا جديدًا لإنجازاته، بقيادة المنتخب الأولمبي للتتويج بطلًا لغرب آسيا، متفوقًا على المنتخب القطري الأولمبي بثلاثية مقابل هدف وحيد.
أدرك تمامًا أن الشهري لو كان قد سقط الليلة، لانهالت عليه الضربات من الكثيرين، مطالبين اتحاد القدم بإقالته، لكنه ورغم الضربات السابقة، ينهض أقوى من ذي قبل.
وصافة كأس آسيا تحت 19 عامًا في 2016، التأهل لكأس العالم تحت 20 عامًا في 2017، وصافة كأس آسيا تحت 23 عامًا في 2020، التأهل لأولمبياد طوكيو 2020، وصافة كأس غرب آسيا تحت 23 عامًا في 2021، بطل كأس آسيا تحت 23 عامًا في 2022، وصافة دورة ألعاب التضامن الإسلامي تحت 23 عامًا في 2022، وأخيرًا وليس آخرًا إنجاز الليلة.
قالوا عنه "المدرب السمسار"، وقالوا "نصراوي متعصب لا يصلح لتولي مهمة وطنية"، "ليس هو المدرب الأنسب لمنتخبنا"، والكثير من الانتقادات ومطالب الإقالة، خرجت تطارد الشهري بين الحين والآخر.
لكن كانت التهمة الأكبر بالنسبة لمعارضيه هي كونه نصراويًا، بحكم لعبه ثمانية أشهر مع العالمي، بجانب تغريداته التي دعم من خلالها النصر في مختلف المناسبات، وكأن النصراويون ليسوا سعوديين!، لكن لو كان كافة النصراويين على شاكلة سعد الشهري، فليت كافة مدربي المملكة من المنتمين للعالمي!
"الانتقادات طبيعة بشرية، لا يمكن أن نرضي الجميع مهما فعلنا، لكن للأمانة المهم بالنسبة لي والجهاز المعاون هو أننا نعمل لمصلحة البلد والمنظومة، ليس لدينا أهداف أخرى"، هكذا علق ببساطة الشهري على الانتقادات التي يتعرض لها، في المرات القليلة التي يخرج للتحدث، فهو رجل أفعال، لا أقوال، لم يخرج عن صوابه، ولم يخلع عباءته، بحجة الضغوطات الموضوعة عليه من قبل الجماهير، فقط يحقق الإنجازات.
هنيئًا لسعد الشهري هذه الكتيبة، وهنيئًا لهذا الجيل مدرب بقدر العبقري الشهري، وهنيئًا للمملكة مدرب سعودي من ضمن قلة أو ربما هو الوحيد الذي فرض نفسه بقوة وسط سيطرة الأجانب على كل شيء في الكرة السعودية، وفي انتظار المزيد من النجاحات من هذا الجيل، وفي انتظاره في كأس العالم 2026.
.jpg?auto=webp&format=pjpg&width=3840&quality=60)