Messi Maradona KempesPressbox/Getty

ساحر ظلمه مارادونا واسألوا كيمبس.. ميسي يحمل الأرجنتين على كتفه مثل دييجو!

ربما ليس جديدًا أن يتألق ميسي بهذه الصورة، ليس جديدًا أن نرى ليونيل وهو يصول ويجول أمام دفاعات المنافسين، ليس جديدًا أن نراه يحمل الكرة من منتصف الملعب إلى حارس الخصم ويصنع أو يسجل، بكل تأكيد هذا ليس بجديد.

لكن ربما اعتدنا أن نرى هذا الأداء حينما يلعب ليونيل مع برشلونة أو باريس سان جيرمان، لكن مع الأرجنتين؟ وفي كل تلك المواجهات؟ لا، هذا جديد، بالطبع فإن ما يقدمه ميسي في كأس العالم لا علاقة له بأي نسخة سابقة منه في بطولة قارية مجمعة، حتى في كوبا أمريكا الماضية لم يكن بهذا الشكل.

سمعت مرارًا وتكرارًا عن قدرات دييجو مارادونا الهائلة، وسمعت قصة التتويج ببطولة كأس العالم 1986، نعم هو أسطوري بكل تأكيد، ونعم فإن إنجازاته تظلم مسيرة ميسي الدولية، وربما ظلمت كيمبس من قبل.

لا شك في أن مارادونا أسطورة أرجنتينية لا غبار عليها، ولا شك في أنه الاسم الأبرز في تاريخهم، لكن سردية أنه قد حقق كأس العالم بيده، حقق المونديال بأداء فردي استثنائي قاد به بلاده للتتويج، هل يمكننا وضع ميسي في نفس سياقه؟

الآن، يقدم ليونيل أداء خرافيًا واستثنائيًا، ووضع الأرجنتين في نهائي كأس العالم بعد رحلة طويلة كان فيها أهم وأبرز اسم في البطولة كلها، إذا حقق المونديال، هل نقول إن ميسي جلب كأس العالم وحده؟

بالطبع فإن هذه السردية ظالمة لكل اللاعبين المتواجدين في مونديال 1986، وكذلك هو الحال إذا حدث وانتصرت الأرجنتين بكأس العالم الحالي ووضعنا ميسي في السياق بدلًا من مارادونا، لأننا نغفل بذلك بقية القصص الملحمية التي قدمت من بقية الأسماء في الفريق.

السردية ظالمة في المطلق، ولا يمكن تعميمها على لعبة جماعية فيها 11 لاعبًا في المستطيل الأخضر غير البدلاء والجهاز الفني والطبي والإداري، فنحن نتحدث عن منظومة كاملة تعمل لتحقيق هدف واحد.

محبو مارادونا فرضوا هذه السردية لسنوات وسنوات، والآن حان الوقت لمحوها من مصطلحات كرة القدم، لا لاعب يحقق بطولة لوحده، حتى وإن كان خليطًا بين بيليه ودييجو وميسي ورونالدو!

الآن، علينا إدراك أن ميسي استثنائي وخرافي بلا شك، ولكن لنحاول ألا نغفل عن بقية القصص.

فنحن نعلم أن ميسي إذا خسر النهائي، فسوف يرجع من جديد لكي يعامل معاملة المتخاذل الذي فشل في تحقيق كأس العالم لبلاده، نعم ليونيل هو اللاعب الوحيد في العالم الذي يحاسب على فشل المنظومة كلها، ولا يمكنه أخذ الثناء وحده وقت النجاح.

معيار ظالم بكل تأكيد، لكننا لا يمكننا مطالبة الجماهير بالعقلانية، كل ما نستطيع فعله هو التأكيد على جودة ما قدمه ميسي من سحر لم يفعله أحد من قبل في كأس العالم.

Lionel Messi Argentina Croacia Qatar 2022Getty

خسارة النهائي إن حدثت فعلينا التحلي بالعقل والمنطق هذه المرة، علينا إدراك أن ليونيل قدم أفضل أداء للاعب في كأس العالم ربما منذ بداية الألفية، فكيف نحاسبه على فشل جماعي؟

فاز ميسي أو خسر، سيظل أفضل من قدم عروضًا في كأس العالم، سيظل نجم مونديال قطر 2022، والرجل الذي ساهم بصورة ضخمة في وضع الأرجنتين في النهائي، سيظل أسطورة أرجنتينية قدمت العديد والعديد لبلادها رغمًا عن مارادونا ومحبيه، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، إذا كانت كرة القدم لعبة نتائج، فلا نريد متابعتها، إذا كانت الكرة ستظلم ميسي، فلا داعي من مشاهدتها والدخول في تلك النقاشات.

Mario Kempes Celebrate, Netherlands Vs. Argentina World Cup 1978Social

مارادونا أسطورة استثنائية بلا شك، ولكنه لم يحقق أفضل إنجاز للأرجنتين، فلقد سبقه كيمبس يا سادة، وفعل ميسي ما هو أكثر منه.. لا بد من انتهاء تلك المقارنات الظالمة للأبد، لا تظلموا ليونيل!

إعلان
0