هذه المرة قد تكون فترة غياب مؤقتة تجريبية لما قبل الغياب الأبدي، نعم هذا يتعلق بمانشستر سيتي وكيفين دي بروينه الذي لم يعد مستقبله مضمونًا داخل النادي وفي الوقت ذاته هو أحد أهم لاعبي الفريق إن لم يكن أهمهم.
منذ أقل من أسبوع تلقى بيب جوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، نبأ تعيسًا للغاية، عندما حدد الجهاز الطبي للنادي الإنجليزي فترة غياب كيفين دي بروينه المبدئية عن الملاعب، والتي يبدو أنها ستطول بعض الشيء.
دي بروينه خرج مصابًا خلال مباراة مانشستر سيتي أمام أستون فيلا، وقد أثبتت التقارير الطبية إصابته في أوتار الركبة بحسب تأكيدات النادي الرسمية بالساعات الماضية.
بالطبع لم يشعر أحد بالصدمة حتى الآن أليس كذلك؟ فهذه الأنباء لا بد أنك قرأتها كثيرًا من قبل ولم يكمل دي بروينه موسمًا أو نصف موسم حتى دون أن يتعرض لإصابة تبعده لفترة طويلة عن الملاعب وهو في أوج تألقه.
صحيفة "ميرور" في تقرير لها كشفت تفاصيل مدة غياب الدولي البلجيكي عن الملاعب، إذ أن المدة المبدئية ستكون بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، مع توقعات بأن تزيد عن هذا على الأغلب،
أوه، 3 أسابيع فقط؟ هذه لا تعد إصابات بالنسبة لدي بروينه الذي كان يغيب عن نصف الموسم أو ربما أكثر أو أقل بقليل، الحدث مكرر ولكنه في هذه المرة سيكون بأبعاد مختلفة بعض الشيء.
مهلًا، الزيادة ستكون بسبب رغبة النادي في عدم التعجل بإعادة دي بروينه للملاعب وبالتبعية المخاطرة بفقدانه لفترة أطول إذا ما عاد إلى الملاعب بينما لم تلتئم جراحه بعد، ولكن تذكر، الأمور هذه المرة مختلفة.
لأول مرة يكون كيفين دي بروينه قريبًا من الرحيل عن صفوف مانشستر سيتي، لذلك فإن إصابته من الممكن أن تكون فترة تجريبية بالنسبة لبيب جوارديولا على اللعب بدونه والذي سيضطر له بداية من الموسم المقبل.
فريق بيب جوارديولا عرف دوماً كيف يحافظ على نجومه وإقناعهم بالتمديد بعرض رواتب ضخمة كما حدث في الماضي مع سيرخيو أجويرو، كايل ووكر، فيرناندينيو، وآخرون، ولكن الوضع مختلف حتى الآن مع دي بروينه.
دي بروينه يطالب براتب كبير فوق طاقة احتمال مانشستر سيتي ويرفض التجديد ويبدأ في البحث عن عروض أخرى، لذلك رغم أهميته فإن الفريق على الأرجح عليه البحث عن حلول بديلة في الموسم المقبل.
البعض من وسائل الإعلام أشار إلى أن سبب رفض دي بروينه الأساسي هو ليونيل ميسي ومساعي ناديه لضمه، والتي كانت السبب في تخفيض الراتب المعروض عليه للتجديد، بينما ذهب البعض الآخر إلى الإشارة إلى أن اللاعب نفسه ربما لا يستبعد فرضية خوض تجربة جديدة.
جوارديولا يدافع عن ميندي بعد فضيحة رأس السنة
كان هذا فيما يخص المستقبل، ولكن بالنسبة للموسم الحالي كيف يمكن أن يعوض بيب جوارديولا غياب كيفين دي بروينه خاصة وأنه لاعب لا غنى عنه في تشكيل الفريق بالنسبة لكل فترة يكون فيها متاحًا.
بداية لن يكون الأمر معقدًا نظرًا لأن بيب جوارديولا اضطر في كثير من المرات في أوقات سابقة لمواجهة هذا الموقف وكان يستطيع إيجاد الحل له نظرًا لتوفر العديد من الأسماء على دكة البدلاء.
جوارديولا لديه أكثر من لاعب متعدد المراكز وقابل للتوظيف في أكثر من مركز فيما يتعلق بالمثلث الأمامي، فيل فودين على سبيل المثال وبرناردو سيلفا والوافد الجديد فيران توريس فضلًا عن رحيم ستيرلينج نفسه ورياض محرز.
وبتفنيد تلك الخيارات، تجد العديد من المميزات المدفونة إن جاز التعبير، أبرزها بالطبع تألق رياض محرز كلما غاب دي بروينه ومُنح الدولي الجزائري حريته بالدخول إلى العمق.
برناردو سيلفا كان يلعب دورًا مماثلًا في أكثر مواسمه انفجارًا مع السيتي وفي الموسم الحالي بات هناك فيران توريس بما أن الشريك دافيد سيلفا قد رحل.
في الوقت الذي يرغب فيه بيب جوارديولا في الاعتماد الدائم على رحيم ستيرلينج على الطرف ويتألق فيه محرز كلما دخل إلى أنصاف الفراغات، يبدو أنه سيكون معوضًا مثاليًا لدي بروينه في هذه الحقبة.
وجود فيل فودين في مستوى مميز هذا الموسم وكلاعب جوكر بالنسبة لجوارديولا سيعزز هذه الفرضية أكثر ويمنح المزيد من الحلول للمدرب الإسباني وفقًا لاختلاف ما يحتاجه من كل مباراة ولنوعية الخصوم التي يواجههم.
إذًا في المحور يوجد جواندوان ورودري، ماذا عن البقية؟ برناردو سيلفا وستيرلينج وجيسوس ومحرز، وماذا عن فيران توريس وفودين؟ ثنائية من أجل المداورة أثبتت كفاءتها كثيرًا من قبل في هذه النقطة.
كل هذه الأسماء سيجد من خلالها جوارديولا الخطة "ب" لحين عودة دي بروينه، أو ربما الخطة "ب" التي ستتحول إلى الخطة الرئيسية بداية من الموسم المقبل الذي قد يكون الأول بدون النجم البلجيكي.


