يقترب زين الدين زيدان من التتويج بلقب الدوري الإسباني مع ريال مدريد للمرة الثانية في مسيرته كمدرب، إنجاز لم يحققه كلاعب، إذ تُوج بالليجا مرة واحدة فقط موسم 2002-2003.
التتويج – إن تحقق – سيكون بجمع أقل من 90 نقطة، وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولى مع ريال مدريد منذ موسم 2007-2008، كما أنّه جاء في الوقت الذي يعيش برشلونة ظروفًا سيئة للغاية جعلت الموسم الحالي هو الأسوأ له منذ 12 عامًا.
ورغم أنّ برشلونة المتخبط في مشاكله الإدارية وخلافات اللاعبين والمدرب، لكن ريال مدريد أهدر عدة فرص لتحقيق اللقب بسجل تاريخي.
ورغم كل هذه العقبات، فإنّ زيدان سوف يُحمل على الأعناق ويوصف بعبارات البطولة والعظمة، وكأنّه اكتسح الأخضر واليابس ولم تكن هناك أخطاء واضحة طول الموسم. ولكن هكذا زيدان، فهو اللاعب والمدرب المحتال الذي يظهر ليحصل على اللقطة وقت الإنجازات وينساه الجميع فترة الإخفاقات.
زيدان اللاعب
PIERRE VERDY/AFPحينما نتحدث عن زيدان اللاعب فهو أحد أفضل المواهب في تاريخ كرة القدم، ومن بين العظماء الذين ظهروا في نهاية التسعينيات وأوائل القرن الحالي ولا شك في قيمته كلاعب كرة قدم.
لكنّه – رغم ذلك – يتم وضعه في مكانة أفضل مما كان عليه، فحينما يتم ذكر مسيرة زيدان يتجاهل الجميع عن عمد لحظات إخفاقه والتي كانت أكثر بكثير من لحظات تألقه.
زيدان كان مثل إيسكو حاليًا في ريال مدريد، لاعب يقدم سحرًا في الملعب حينما يكون في أفضل أحواله، ولكن في فترات عديدة يكون وجوده مضرّا لخطط المدرب وأحيانًا يبطء الرتم ويقتل الإيقاع ويتسبب في الخسارة.
في كأس العالم 1998، قدّم بطولة متوسطة، بل وتحصل على بطاقة حمراء في بدايتها ولم يكن نجمًا من نجومها سوى في اللقاء النهائي حينما أبدع وحقق اللقب وظهر في الوقت الذي يحتاجه فريقه ليجعل الجمهور يهتف باسمه رغم أنّ باتريك فييرا – على سبيل المثال – كان أفضل منه طوال المونديال.
ريال مدريد .. الغاية تبرر الوسيلة والعشوائية هي الحل
وحتى في 2006، ورغم تقديمه بطولة عظيمة، لكن طرده في النهائي تحول إلى بطولة وألف البعض الروايات ليجعلوه ضحية رغم أنّه بوضوح أضرّ ببلاده ولم يكن الأول أو الأخير الذي يتعرض للاستفزاز في الملعب.
مسيرة زيدان تضخمت كثيرًا، ربما لأن النجوم وقتها كانوا معتادين على الظهور في بعض البطولات والمباريات بمستويات قوية والغياب عن مباريات أخرى، وربما أيضًا لأصوله العربية واسمه العربي أصبح محبوبًا في الوطن العربي، لكن في الحقيقة لم يكن مستواه ثابتًا بثبات لاعبين يتعرضوا للانتقاد حاليًا
زيدان المدرب
Gettyريال مدريد مع زيدان لم يتطور بأي شكل من الأشكال، الموسم الحالي لا يزال يعتمد على العناصر التي نجحت معه من قبل، والتغييرات كلها جاءت اضطرارية.
فيدي فالفيردي شارك بسبب الإصابات في الوسط، وحتى بعد إبداعه في مركز محدد قرر زيدان وضعه في مركز الجناح منذ استكمال المسابقة ليقدم مباريات سيئة للغاية.
ريال مدريد لا يزال يعتمد على الأطراف بشكل مبالغ فيه، حتى بعد رحيل كريستيانو رونالدو والذي جعل العمق فارغًا، لا يزال يلعب بنفس الطريقة، ولولا ركلات الجزاء في 3 مباريات لم خرج منتصرًا أبدًا.
زيدان فشل في التعامل مع جاريث بيل، بل حتى تصريحاته مع انطلاق الموسم تسببت في عدم رحيل اللاعب، ثم جاءت أزمته مع خاميس رودريجيز بجانب قتله للمهاجمين وعدم منحهم الفرص اللازمة مثل ماريانو دياز ولوكا يوفيتش.
ورغم كل هذه الإخفاقات، إلا أنّه سيصبح البطل المتوج بلقب الدوري وسوف يتم كتابة الأشعار والأبيات حول عبقريته والتي غالبًا تمثلت في طلبه الفريق التسجيل ثم التراجع واستقبال اللعب بصورة متواصلة على أمل لقطة فردية من مدافع أو خطأ من مهاجم الخصم أو تصدي للحارس ينقذه من الخسارة.
زيدان مدرب جيد ولا شك في ذلك، لكنّه أيضًا وُضع في خانة أكبر مما يستحق، والبعض ينتظر له أي لقطة إيجابية ليتم تمجيدها، مع تجاهل تام لكل العيوب والأخطاء والمساوئ.
زيدان شخص ذكي، يستطيع إقناعك بشيء غير موجود ومنح لنفسه فضلًّا غير حقيقي. زيدان ملك اللقطات والظهور في الأوقات الهامة في صورة البطل المغوار رغم أنّه السبب في تعقد الأمور منذ بدايتها.


