zidane-valencia(C)Getty Images

زيدان العائد إلى ريال مدريد .. هيا نكرر تجربة الفشل مع مورينيو!

وافق زين الدين زيدان على العودة إلى ريال مدريد، تسعة أشهر فقط في منزله شهدت خروج الملكي من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا بعد الفوز باللقب ثلاث مرات متتالية وانتهاء موسم الفريق عمليًا في مارس!

عاد زيدان في منتصف موسم 2018-2019 ولكن عمليًا كانت العودة لأجل موسم 2019-2020 وما تلاه، فماذا حدث؟ حقق لقب الدوري الإسباني وخرج مبكرًا من الأبطال كما خسر من قادش وشاختار ويواجه خطر التوديع المبكر من دور المجموعات لبطولته المفضلة.

فكرة عودة مدرب نجح مع الفريق إليه حدثت كثيرًا، بعضها كان مبشرًا وناجحًا ويفتح الباب للتكرار مثلما حدث مع يوب هاينكس مع بايرن ميونخ – على سبيل المثال – ومنها ما كان مخيبًا ومدمرًا للذكرى السعيدة التي خلّفها المدرب في فترته الأولى.

هل عودة المدرب لتدريب فريق سبق ونجح معه أمر جيد؟ وما هي العواقب؟

تجربة زيدان أم مورينيو

Zinedine Zidane y Jose Mourinho, Real Madrid y TottenhamGetty

حينما قرر مورينيو الرحيل عن ريال مدريد في 2013 – أو أجبر على الرحيل – وجد أبواب تشيلسي مفتوحة للعودة مرة أخرى، في موسمه الأول لم يحقق شيئًا لكن في 2015 فاز بالدوري الإنجليزي وأثبت أنّه عاد منتصرًا.

لكن في موسمه الأخير تدمر كل شيء، الفريق بدأ بأسوأ صورة ممكنة ووصل إلى مراكز بعيدة تمامًا عن القمة، والخلافات بينه وبين اللاعبين تجاوزت الحدود حتى قال مورينيو "أشعر بخيانة عملي" ثم إقالة في منتصف الموسم.

مورينيو ربما لعب دورًا في هذه النهاية، فالمدرب المعروف عنه التصادم مع اللاعبين عادة وجد نفسه غير محبوب في غرفة خلع الملابس ولن يستطيع تصحيح الأوضاع.

زيدان مختلف، فعلاقته جيدة مع اللاعبين ولا تزال جيدة، إلا أنّ هذا السبب وراء أزمات الفترة الثانية، فإيمانه بلاعبين تراجع مستواهم ولم يعودوا يقدموا ما قدموه منذ سنوات أدى إلى خسارة العديد من النجوم الشابة وتذبذب الأداء والنتائج.

الأرقام والاحصائيات وحتى عين المشاهد تؤكد أنّ عودة زيدان كان محاولة لإعادة الماضي، وإن قلت للزمن ارجع فلن يعد بل ستصبح أنت خارج إطار الزمن تحاول التباكي على الماضي دون فائدة للمستقبل.

الإصابات تضرب برشلونة .. كومان يضطر للخروج من الصندوق!

متى تكون العودة إيجابية؟

Jupp Heynckes Bayern Munchen Champions League 2012 ChelseaGetty Images

زيدان رحل عن ريال مدريد وجلس في منزله لعدة أشهر دون أن يخوض أي تجربة جديدة أو مختلفة، وبالتالي بعد عودته لم يكن تعلم شيئًا أو تطور أسلوبه، بل هو ذات المدرب بذات الأفكار والفلسفة.

مورينيو مثل رحل عن تشيلسي وذهب إلى إنتر ثم ريال مدريد وفي رحلته تعلم وتحسن وتطور وعاد للبلوز ليقدم موسمين جيدين قبل الانهيار في الموسم الثالث.

جوارديولا لو عاد إلى برشلونة فلن يكون ذات الشخص الذي غادر في 2012، فتجاربه مع بايرن ميونخ ثم مانشستر سيتي طورت في أفكاره وفلسفته التدريبية دون شك، كما أنّ الفريق الذي تركه لم يعد متبقي منه سوى عدد محدود من اللاعبين، أي أنّه سيعود لفريق مختلف تمامًا فقط الشعار هو المتشابه!

لو كان زيدان ذهب لتدريب مانشستر يونايتد أو يوفنتوس ثم استمر عدة سنوات لتعلم شيئًا جديدًا وأثقل من قدراته التدريبية وعاد ليجد أسماء قليلة متبقية من فريق أحلامه وبالتالي سيكون الوضع مختلفًا.

أزمة الفشل في التجربة الثانية

Zidane, Real MadridGetty

أسوأ شيء قد يواجه المدرب حال فشل في تجربته الثانية أنّ الجمهور قد ينسى كل نجاحاته الأولى، لأن الانطباعات الأخيرة تدوم أطول.

مورينيو تعرض للعديد من الانتقادات مع تشيلسي رغم أنّه من أسس الفريق في حقبة رومان أبراموفيتش، لكن فشله في آخر مواسمه مع البلوز هزّ الصورة العظيمة التي صنعها.

ما يفعله زيدان حاليًا مع ريال مدريد جعل البعض ينتقده ككل، بل وهناك من جمهور الملكي من بدأ في التشكيك في إنجازاته خلال الفترة الأولى واعتبار الحظ والتوفيق السبب الرئيسي وراء هذه البطولات.

زيدان قد يخسر ما بناه مع ريال مدريد، أو على الأقل يفقد جزءً كبيرًا من محبيه من جماهير الملكي حال فشل في رحلته خلال الفترة الثانية، ومع المستوى الذي يظهر في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا فإنّ معدلات الفشل تتصاعد والكارثة قد تكبر.

قبل أن يقرر المدرب العودة إلى فريق نجح معه عليه في البداية معرفة ما الذي تغير منذ رحيله؟ هل تطور هو على الصعيد التدريبي؟ هل تحسنت قائمة الفريق؟ هل هناك جديد؟ أم أنّ العودة بمثابة حفر مقبرته بيده؟

إعلان