Steven Gerrard Rangers 2019-20Getty Images

تتويج وتألق أوروبي .. هل يجهز رينجرز جيرارد للعودة إلى ليفربول؟

عندما حقق ليفربول أخيراً لقب البريميرليج الموسم الماضي بعد طول غياب طالب البعض من جماهيره بتسجيل مدرب رينجرز الحالي ستيفن جيرارد كلاعب من أجل أن يحصل أخيراً على ميداليته بطلاً للمسابقة بعد سنوات من المعاناة والمحاولات الفاشلة كقائد للريدز.

وإذا كان الجمهور أراد تكريماً معنوياً لقائدهم الأسبق، فيبدو أنه يملك خطة مختلفة من أجل التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي تمنع عليه طوال مشواره الحافل مع ليفربول.

منذ تولي "ستيفي" مهمة تدريب رينجرز في اسكتلندا عام 2018 ونجح في خلق طفرة نوعية في مستوى العملاق النائم والغائب عن البطولات منذ 2011، والذي أصبح يعاني من هيمنة جاره وعدوه اللدود سيلتك الذي احتكر كل البطولات في ظل تراجع الزرق الكبير.

رغم غياب الخبرات، ولكن وجد جيرارد بيئة خصبة للعمل وصقل مهاراته كمدرب في فريق قرر المغامرة عليه من أجل إعادته للقمة من جديد على الرغم أن تاريخه لا يضم إلا رفضه لميلتون دونس وتجربة صغيرة في قطاع الشباب بليفربول.

رهان ستيفي والنادي أثبت صحة قراره بعد أن تُوج رسمياً بلقب الدوري الممتاز وكسر صيام رينجرز المستمر لتسع سنوات عجاف عانى فيها الفريق، ولكن انفجرت الأفراح أخيراً بفضل فريق جيرارد المميز.

Steven Gerrard Rangers 2019-20Getty Images

البدايات

مباشرة عمل المدير الفني على رفع الروح المعنوية وإعادة زرع الثقة في لاعبيه، واعتمد أسلوب لعب هجومي قاد الفريق لتسجيل 115 هدفاً بكل البطولات، ولكن مرة أخرى اصطدم بزعامة سلتيك المطلقة، وإن كان يحسب له نجاحه في تحقيق الانتصار الأول لرينجرز عليه منذ 2012 في ديسمبر 2018 بنتيجة 1-0، ثم كرر الأمر بنهاية الموسم بهدفين نظيفين، ليثبت أنه قادم لينافس عكس السنوات الماضية.

في موسمه الثاني استمر رينجرز في الاندفاع الهجومي وسجل 110 هدف، وشهد تطوراً في النتائج خصوصاً على الصعيد القاري بعدما بلغ دور الستة عشر للدوري الأوروبي بعد عروض مميزة أمام بورتو، براجا، وفينورد، ولكن استمر ثانياً خلف سلتيك محلياً، وإن فاز عليه في مناسبة وحيدة 2-1 خارج أرضه.

موسم النضوج والتتويج

الموسم الحالي، والذي بدأه الفريق وهو لم يختم بعد الماضي بسبب تأجيل مباراته بالدوري الأوروبي، رفع فيه شعار النضوج، فوز آخر على سلتيك خارج الأرض وصدارة مريحة بفارق تسع نقاط مبكراً، كما أنه تصدر مجموعته بالدوري الأوروبي على حساب بنفيكا، وليخ بوزنان، وستاندرلييج، ويملك حظوظاً قوية بالعبور لربع النهائي على حساب سلافيا براج.

الصدارة المبكرة والفارق المريح تحولت لتتويج بفضل قطار رينجرز الذي لا يتوقف وعثرات سلتيك المتكررة وغير المعهودة، والتي كلفته إقالة مدربه، وسخرية أن يكون هو من يُتوج غريمه الأزلي بعد تعادله الجولة الماضية وفوز رينجرز، ولكن على الأقل تفادى أن يكون التتويج في مباراة الديربي المقبلة!

بعد 32 مباراة يملك رينجرز 88 نقطة، بفارق 20 نقطة كاملة عن ملاحقه، انتصار مستحق ورسالة مضمونها أن فريق جيرارد تفوقه لم يكن من فراغ، ولكن نتاج عمل ومشروع بدأ منذ يومه الأول مع النادي.

Connor Goldson Rangers Celtic 2020-21Getty

أرقام مذهلة للكتيبة الزرقاء

قوة الفريق الهجومية تستمر ككلمة السر، حتى الآن في 32 مباراة هز الفريق الشباك 77 مرة، والفضل للثلاثي الهجومي القوي بقيادة المشاغب ألفريدو موريلوس الذي رغم مشاكله مع البطاقات ولكن أهدافه تبقى حاسمة للفريق، والجامايكي القادم من أندرلخت كيمار روفي، بالإضافة للمتألق ريان كينت الذي طالب البعض باستدعائه للمنتخب الإنجليزي، مع عدم نسيان هداف الفريق والمفاجأة السارة جيمس تافيرنيير.

القائد تافيرنيير الذي يشغل مركز الظهير الأيمن حالة خاصة هذا الموسم، إذ أنه الأول على صعيد تسجيل الأهداف برصيد 11 هدفاً، وهو أيضاً الأكثر تقديماً للتمريرات الحاسمة بعشر تمريرات في الدوري، بينما بكل المسابقات بلغ مجموع 17 هدفاً و15 تمريرة حاسمة، كل ذلك من مركزه بالدفاع!

James Tavernier Rangers 2019-20Getty Images

دفاعياً أيضاً الفريق تحسن بشكل مبهر عن الماضي، فقط تسعة أهداف في تلك المباريات هزت شباكه، لتثبت رؤية جيرارد الثاقبة في ضم  النيجيري الدولي ليون بالوجون الصيف الماضي والإضافة التي قدمها بما يملك من خبرات واسعة في ألمانيا وإنجلترا.

جيرارد حرص أيضاً أن يمتلك فريقه احتياطياً على أعلى مستوى في ظل ضغط الموسم، ونظرة على الدكة سترى أنه يملك المخضرم جيريمان ديفو، الموهبة يانيس حاجي، والجنوب إفريقي القادم من أميان بونجاني زونجو، وأسماء أخرى مميزة.

اقرأ أيضاً .. ميلان باروش .. أن تعيش على سرعة 271 كم/ساعة!

ماذا بعد يا جيرارد؟

هدف رينجرز وجيرارد هذا الموسم واضح المعالم، العودة لمنصات التتويج وكسر هيمنة سلتيك، وخصوصاً في الدوري، الأمر الذي تحقق، وبالتالي قد يفتح الباب لرحيله نحو تجربة أكبر، غالباً في البريميرليج، في المستقبل البعيد أو القريب.

البعض يتحدث عن جيرارد في ليفربول، ولكن مع وجود يورجن كلوب ونجاحاته المطلقة السنوات الماضية، رغم التراجع حالياً، يبدو أمراً غير منطقياً في المستقبل القريب، ربما نعم كخليفة له بعد انتهاء عقده الحالي، لأن الأكيد هو أن رينجرز لن يفرط بسهولة في قائد ثورته الذي أعاده لمنصات التتويج.

غامر فرانك لامبارد وبدأ مشواره مباشرة من بوابة ناديه الأصلي تشيلسي، في تجربة تسببت في حرقه مبكراً، ولكن جيرارد كان أكثر ذكاءاً من زميله السابق في المنتخب وهاجر شمالاً، القرار الذي حتى الآن يجني ثمار نجاحه ويثبت صحته.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0