Deportivo AC Milan UCL 2003-04Getty

ريمونتادا القرن.. هل يكرر فالنسيا معجزة ديبورتيفو؟

يستضيف فالنسيا غريمه أتالانتا مساء الغد على ملعب ميستايا، وذلك في إياب دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا، في مباراة أثارت الكثير من الجدل حول لعبها بدون جماهير بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا.

وخسر فالنسيا لقاء الذهاب في إيطاليا بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، وهي نتيجة تجعل إمكانية التعويض في لقاء الإياب بعيدة إلى حد ما، ذلك بالحسابات النظرية فقط بالطبع، إيمانًا بأن كرة القدم لا تعرف المستحيل، وإن كانت تلك الكلمات تبدو مجرد شعارات يرددها مجاذيب اللعبة، فالسنوات الأخيرة شهدت على أكثر من واقعة تؤكد أنها ليست مجرد شعارات.

فالنسيا سيدخل اللقاء محرومًا من جماهيره، مما سيجعله يفقد جزءًا من حظوظه التي فقد أغلبها بالخسارة ذهابًا برباعية، ولكن ماذا عن التاريخ؟

يشهد التاريخ على واقعة تبدلت فيها أسماء الأندية فقط، حيث كانت بين فريق إسباني وآخر إيطالي، واستطاع الإسبان قلب الطاولة في الإياب بسيناريو مشابه، ما يجعل جماهير الخفافيش تتمسك بالأمل الأخير، ذلك الذي تقرّه الكرة التي لا تعرف المستحيل.

الحديث هنا عن موسم 2004، والذي لم يكن أحد قبله قد شاهد عودة تاريخية بهذا الشكل، فنحن هنا نتحدث عن مباراة ميلان الإيطالي أمام ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني، مع التذكير بأن الأخير كان قد خسر ذهاباً بنتيجة 4/1.

قبل مباراة العودة كانت الصحف والجماهير تحتفل بميلان الذي ضمن الوصول إلى نصف نهائي أعرق الكؤوس الأوروبية، قبل الذهاب حتى إلى إسبانيا، لكن ما حدث كان ضربًا من الجنون في ذلك الوقت لكل متابع لكرة القدم الأوروبية.

فقد نجح لاعبي لاكورونيا في هزيمة ميلان بتشكيلته المدججة بالنجوم بنتيجة 4/0 لتكون هذه المباراة هي الأساس الراسخ لكل المدربين عند تحفيز لاعبيهم في العودة بالنتيجة.

ميلان وقتها كان بطلًا لأوروبا في الموسم الذي انتهى قبلها بأشهر، مع كتيبة كارلو أنشيلوتي التي سيطرت على المشهد الأوروبي وظهرت في النهائي 3 مرات في 5 سنوات فازت ببطولتين منهم، أمام ديبورتيفو الذي يعيش فقط على الأحلام بعد الطفرة التي حدثت له في بداية الألفية.

لا أحد كان ينتظر من هذا الفريق الإسباني أن يفعل ما فعله قبل المباراة، حيث أن الأمور مستحيلة بكل النظريات حتى المتفائل منها، وفقًا لما يقوله المنطق والفارق بين الناديين والنتيجة الكبيرة ذهابًا والأداء المهتز من لاعبي الفريق الإسباني في لقاء الذهاب.

ولكن مع حجيم الرياثور تفاجأ الجميع بدرس كروي يقدمه لاعبو ديبورتيفو أمام عجز واستسلام كتيبة نجوم ميلان الذين كانوا مجرد أشباح ليلتها، ولم يستطع أحدهم إيقاف المد الهجومي والزحف الذي قام به لاعبو ديبورتيفو من أجل قلب الطاولة وتحقيق أبرز معجزات كرة القدم في ذلك الوقت.

يحكي أندريا بيرلو في كتابه "أنا أفكر إذًا أنا ألعب" أن ما حدث في هذه المباراة لم يكن يخطر على بال أحد، حيث شبه احتمالية الخسارة إيابًا باحتمالية حصول جينارو جاتوزو على شهادة جامعية في الأدب. تشبيه ساخر من جاتوزو كعادة بيرلو، ولكنه يعكس حجم الاطمئنان الموجود في المعسكر الميلاني وقتها.

بالنظر إلى ما حدث في 2004 ومقارنته بالوضع اليوم فكل شيء وارد، حيث أن الفارق بين فالنسيا وأتالانتا لا يقارن إطلاقًا بالفارق بين ميلان وديبورتيفو، كما أن دفاعات فريق بيرجامو التي تعاني من مشاكل تحت الضغط وخاصة في المباريات الأوروبية تنبئ بأن شيء ما من الممكن أن يحدث.

أفضل المباريات التي شهدت عودة تاريخية في نتيجتها بدوري أبطال أوروبا

هذه المقاربات قد تتحقق وقد تظهر كمجرد رؤية حالمة لكرة القدم، إلا أن الحقيقة التي لا يمكنها أن تتغير هي أن كل شيء وارد بالفعل، بغض النظر عما سيحدث في ميستايا مساء الثلاثاء.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0