أخيرًا نجح ريال مدريد في اجتياز معاناته الأوروبية هذا الموسم، بتحقيق الفوز على نظيره الإيطالي إنتر بثلاثة أهداف مقابل هدفين، بالجولة الثالثة لدور المجموعات من دوري أبطال أوروبا.
الأمور كانت تبدو سهلة في البداية، بثنائية سجلها الفرنسي كريم بنزيما، والإسباني سيرخيو راموس في منتصف الشوط الأول.
ولكن إنتر رفض الاستسلام عن طريق ثنائية لاوتارو مارتينيز وإيفان بيريشيتش، قبل أن يسجل البديل رودريجو الهدف الثالث، ليطلق رصاصة الرحمة على الضيوف.
غياب مؤثر
Gettyرغم التسجيل مرتين إلا أن غياب روميلو لوكاكو عن إنتر، تسبب في فقدان الفريق الكثير من قوته الهجومية، رغم محاولات أنطونيو كونتي لمعالجة الموقف.
المدرب الإيطالي قرر اللعب بطريقة 3/5/2، ليعتمد على خط الوسط والأطراف في صناعة الفرص، ولكنه لم يشكل الخطورة المطلوبة على دفاع ريال.
إقرأ أيضًا .. ريال مدريد يقهر عناد إنتر وينتزع الفوز الأول بدوري الأبطال
كونتي قرر اللجوء إلى الهجمات المرتدة، وترك الاستحواذ لريال خاصة في الشوط الأول، الخطة التي كانت ستنجح بوجود محطة هجومية قوية مثل لوكاكو.
الضغط الذي حاول فرضه إنتر في بداية كل هجمة لريال، لم ينجح كذلك، حيث كان يخرج الفريق الإسباني بالكرة بكل سهولة، مما أجبر أرتورو فيدال على ارتكاب الكثير من الأخطاء والتدخلات العنيفة.
مستوى حكيمي
Gettyالمدافع المغربي أشرف حكيمي، عاد في هذه المباراة لمواجهة فريقه السابق ريال مدريد مرة أخرى، ولكن العودة لم تكن موفقة.
حكيمي تسبب في الهدف الأول، ولعب برعونة شديدة في الكثير من اللحظات، واستسلم للسرعة الفائقة التي يتمتع بها الفرنسي فيرلان مندي.
ربما احتاج كونتي إلى تغيير مركز حكيمي ليلعب كظهير أيسر، المركز الذي سبق أن لعب وتألق فيه من قبل مع بوروسيا دورتموند، ليكون وجهًا لوجه مع لوكاس فاسكيز في الجبهة الأضعف لريال.
مباراة للنسيان بكل تأكيد من حكيمي، الذي ظهر مرتبكًا، عكس الصورة المميزة التي لعب بها الفترة الماضية.
الحاضر الغائب
Gettyتوقعات كبيرة من جماهير ريال مدريد من الجناح البلجيكي إيدين هازارد الليلة، ولكن اللاعب لم يظهر بالمستوى المطلوب.
البعض توقع أن يبدأ هازارد في الإمتاع من جديد بعد تألقه أمام ويسكا، لكنه غاب تمامًا واختفى في معظم الفترات أمام إنتر.
وهو الأمر الذي أجبر زين الدين زيدان على إخراج اللاعب والدفع بالبرازيلي فينيسيوس جونيور بدلًا منه في الدقيقة 64.
رودريجو النجم البرازيلي الشاب، الذي دخل هو الآخر في نفس وقت خروج هازارد، كان أكثر تأثيرًا منه، ونجح في خطف الفوز للفريق الإسباني، لتعود علامات الاستفهام مرة أخرى حول زميله البلجيكي.
دفاع متواضع
Gettyالقائد سيرخيو راموس الذي نجح في تسجيل الهدف رقم 100 له مع ريال مدريد، احتفل بهذه المناسبة بعد المباراة، ولكنه حذر فريقه من المستوى الدفاعي له هذا الموسم.
الفريق الإسباني يعاني بشكل واضح على الجانب التنظيمي في هذه المنطقة، خاصة في الناحية اليمنى التي يتواجد بها فاسكيز وكذلك في قلب الدفاع.
إقرأ أيضًا .. راموس بعد الهدف رقم 100 مع ريال مدريد : نريد تحسين دفاعنا
راموس نفسه يتحمل مسؤولية الهدف الأول، حيث تعرض للخداع من الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز الذي سدد الكرة ببراعة.
رافاييل فاران كذلك يثبت مرة أخرى أن ريال بحاجة للتعاقد مع مدافع جديد في أقرب فرصة ممكنة.
تغيير غريب
Gettyالتغييرات التي أجراها زيدان في الشوط الثاني، بنزول رودريجو وفينيسيوس ولوكا مودريتش، نجحت مرة أخرى في قلب الطاولة وصناعة الفارق مثلما حدث أمام بوروسيا مونشنجلادباخ.
الأمر مختلف تمامًا لدى كونتي، الذي أخرج اللاعب الأفضل بصفوف فريقه وهو نيكولو باريلا، لينزل بدلًا منه روبيرتو جاليارديني في الدقيقة 78.
ربما وجود باريلا كان طوق النجاة لإنتر في الدقائق الأخيرة من زمن المباراة، نظرًا للمستوى المبهر الذي ظهر به، ودوره المميز كرابط بين خط الهجوم والوسط.
علامة استفهام جديدة حول استبعاد كريستيان إريكسن، وإصرار كونتي على عدم منحه الفرصة اللازمة، ورفضه الاستفادة من القوة الإبداعية للنجم الدنماركي في الفترات الحرجة من كل مباراة.