العبرة بالخواتيم ..
أو هكذا أخبرونا ونحن صغار، فمشهد النهاية هو ما يعيش للأبد وهو ما يتذكره الجميع، فلا يهم ما فعلته طوال حياتك المهم أنّ التصرف الأخير كان عظيمًا.
ورغم أنّه نقاش غير منطقي، فكيف لدقائق بسيطة في النهاية أن تحكم حياة كاملة، لكن الأمر تكرر وتحول إلى مجال كرة القدم، ليتم الحكم على الكثير من اللاعبين بمشهد الختام!
إن أردنا فعل ذلك، فلربما ندمر مسيرة مارادونا التي جاءت نهايتها بشكل سيئ، أو نفسد مسيرة لاعب مثل جورج بيست، أو غيرهم من أساطير اللعبة، لكن هكذا دائمًا يقولون، النهاية تحكم!
إن كانت النهاية تحكم، فيبدوا أنّها جاءت لتضر بمسيرة كريستيانو رونالدو وتضع ليونيل ميسي في مكانة قد لا يصل لها أحد على الإطلاق!
نهاية كئيبة لفيلم رونالدو
Getty Imagesتخيل لو أنّ التقييم فقط بالنهاية لكن الأمر كالآتي:
كريستيانو رونالدو حقق الكثير والكثير في مسيرته، وقرر ترك الفريق الذي حقق معه الألقاب، ريال مدريد، بعمر 33 عامًا وبصفقة قياسية إلى يوفنتوس.
لكن منذ حينها والمستوى يتراجع بصورة بسيطة وتدريجية، ليصل بعدها إلى عامه الـ 37 ويجد كل شيء انهار.
الفريق الذي بدأت معه رحلته إلى النجومية، مانشستر يونايتد، أصبح يرفضه ولا يجعله يشارك بصورة أساسية، بل وحتى تم معاقبته حينما غادر الملعب في لقاء توتنهام.
لم يسجل سوى هدف يتيم في الدوري الإنجليزي خلال الموسم الحالي عكس ما اعتاد الجميع أن يراه منه، ثم خرج إلى الإعلام ليهاجم النادي ويتم فسخ عقده قبل أول لقاء له في المونديال مع بلاده.
ورغم تسجيله هدفًا ضد غانا جعله أول لاعب في التاريخ يحرز في 5 نسخ متتالية بكأس العالم، لكنّه لم يلعب أي مباراة لمدة 90 دقيقة، ومع الأدوار الإقصائية صار بديلًا يشارك في الدقائق الأخيرة.
وفي الأخير، ودّع كأس العالم من ربع النهائي أمام المغرب وخرج ليجد نفسه بلا فريق وبلا عروض من أندية أوروبا وفيه موقف لا يحسد عليه
ابتسمت لميسي
(C)Getty Imagesعلى الطرف الآخر بدا وأنّ النهاية لميسي ستكون سيئة بعد أزماته مع برشلونة التي بدأت في 2020 وانتهت بخروجه من نادي الطفولة في 2021 وانتقاله إلى باريس سان جيرمان.
لكن قبل أيام من رحيله عن برشلونة، شهد أول ابتسامه في نهاية مسيرته وذلك بتحقيق لقب كوبا أمريكا بعد خسارة ثلاث نهائيات سابقة.
ميسي رفع أول لقب مع منتخب بلاده لتبدأ الأمور تتحسن مع في الأرجنتين، وما لبس أن جلب لقب فيناليسيما ثم الفوز بالبطولة الأهم وهي كأس العالم في قطر.
المشهد الختامي كان ميسي يحتفل محمولًا على الأعناق والجميع يهتف باسمه، وأكثر من أربعة ملايين تحتشد في شوارع بيونس آيرس لتحية البطل.
بينما المشهد الختامي لرونالدو كان دموع الحزن وهو يغادر النفق بدون فريق وبمستقبل ضبابي.
العبرة ليست بالخواتيم
Goal/GettyImageما شاهدناه مع ميسي ورونالدو يؤكد أنّ العبرة ليست بالخواتيم، نهاية صاروخ ماديرا بهذه الطريقة لن تجعله بلا جمهور وبلا عشاق وبلا متابعين.
مسيرة الهداف التاريخي لكرة القدم أطول من أن يتم التقليل منها بسبب ظروف سيئة يعيشها بعدما وصل إلى عامه الـ 37، وحتى لو تذكر الجميع لحظات السقوط، فلن يكون هذا ما يذكره التاريخ.
أما ميسي، فحتى لو كانت النهاية سيئة وعجز عن حصد لقب كأس العالم، فالكل يعرف ما الذي قدّمه البرغوث في مسيرته والألقاب التي حصدها والجوائز الجماعية التي ساهم فيها والفردية التي سُجلت باسمه.
العبرة ليست بالخواتيم حتى وإن بدا أنّ الأمر غير كذلك!
اختيارات المحررين
- رونالدو سبقك يا ميسي.. مجرة ومطار ومعالم سُميت على أسماء النجوم!
- لا هالاند لا مشكلة .. رياض محرز وجاك جريليش كافيان للفتك بليفربول!
- يضع المكياج وصديقته أطاحت به من بايرن ميونخ .. حكايات يوليان ناجلسمان
- صلاح الجلاد ومحرز "رمضان" الأفضل بالتاريخ.. ردود الأفعال على مباراة مانشستر سيتي وليفربول
- "هنا شعرنا بالأمن والأذان طمأننا" .. جورجينا وزوجات اللاعبين الأجانب تتغزلن في السعودية