كتب | تامر أبو سيدو | فيس بوك | تويتر
تعاقد يوفنتوس مع كريستيانو رونالدو بداية الموسم الجاري من ريال مدريد مقابل 100 مليون يورو، وتخلى في المقابل عن جونزالو هيجواين لميلان ثم تشيلسي بالإعارة.
وحافظ الفريق على بقية مهاجميه في الفريق، باولو ديبالا وماريو ماندجوكيتش ودوجلاس كوستا وفيديريكو بيرنارديسكي وخوان كودارادو، واستعاد المهاجم الشاب مويس كين من الإعارة والذي بدأ ينال فرصته باللعب في المباريات الأخيرة.
الأرقام تتحدث وتقول أن يوفنتوس أحرز هذا الموسم 68 هدفًا في 34 مباراة من السيري آ، بمعدل هدفين في المباراة الواحدة، فيما كان المعدل التهديفي للفريق خلال الموسم الماضي 2.26 هدف في المباراة، وفي موسم 2016-2017 كان المعدل 2.03 هدف في المباراة.
ماروتا يجتمع مع رايولا، والهدف أحد لاعبي يوفنتوس
ما يظهر من تلك الأرقام أن قدوم رونالدو لم يُغير أبدًا في معدل يوفنتوس التهديفي خلال البطولة المحلية، بل تراجع قليلًا عن الموسمين السابقين خاصة الماضي.
هل يختلف الأمر في دوري أبطال أوروبا؟ السبب المباشر لدفع 100 مليون يورو لجلب النجم البرتغالي؟ لنرى ..
أحرز يوفنتوس هذا الموسم 14 هدفًا في 10 مباريات من دوري الأبطال، أي بمعدل 1.4 هدف في المباراة الواحدة وقد خرج الفريق من ربع النهائي.
Gettyالأمر لا يختلف أبدًا في الموسم الماضي، فقد غادر يوفنتوس البطولة من ربع النهائي كذلك وأحرز أيضًا 14 هدفًا خلال 10 مباريات، بمعدل 1.4 هدف في المباراة.
موسم 2016-2017 شهد وصول السيدة العجوز لنهائي البطولة بعد إحرازهم 22 هدفًا خلال 13 مباراة، بمعدل 1.69 هدف في المباراة الواحدة.
نرى أن الأمر لا يختلف في دوري الأبطال عنه في السيري آ، المعدل لم يتقدم أبدًا بل تأخر عن الموسم قبل الماضي!
الخلاصة مما سبق أن رونالدو لم يؤثر إيجابيًا أبدًا على المعدل التهديفي لليوفنتوس، حتى في المراحل الإقصائية من دوري الأبطال لا يختلف الأمر كثيرًا، فقد سجل الفريق خلال ثمن وربع النهائي 5 أهداف هذا الموسم و7 و6 في الموسمين السابقين.
هل يعني هذا أن شراء يوفنتوس لرونالدو لم يكن مفيدًا على الصعيد الفني؟ نترك الإجابة لكم!
لنرى الآن تأثير رونالدو على المعدل التهديفي لمهاجمي يوفنتوس ..
فيما يلي المعدل التهديفي الخاص باللاعبين أصحاب المهام الهجومية في يوفنتوس، سواء الأجنحة أو المهاجمين، خلال المواسم الثلاثة الأخيرة في السيري آ ..
| اللاعب | المعدل التهديفي | ||
| موسم 2016-2017 | موسم 2017-2018 | موسم 2018-2019 | |
| ماريو ماندجوكيتش | 0.21 | 0.16 | 0.33 |
| باولو ديبالا | 0.35 | 0.67 | 0.19 |
| فيديريكو بيرنارديسكي | - | 0.18 | 0.08 |
| دوجلاس كوستا | - | 0.13 | 0.06 |
| مويس كين | 0.33 | - | 0.6 |
| خوان كوادرادو | 0.07 | 0.17 | 0.07 |
| كريستيانو رونالدو | - | - | 0.71 |
نرى من الجدول السابق أن تأثير رونالدو كان سلبيًا على جميع لاعبي يوفنتوس باستثناء ماندجوكيتش والذي استفاد من رحيل هيجواين وعودته لمركز المهاجم المتقدم أكثر من استفادته من قدوم رونالدو.
والتأثير السلبي الأكبر بالطبع كان على ديبالا الذي تراجعت أهدافه بنسبة كبيرة هذا الموسم، نتيجة تواجده كثيرًا على مقاعد البدلاء أو في مناطق بعيدة عن مرمى المنافس أو تراجعه على المستوى الفني والأهم مستوى الشخصية أمام سطوة رونالدو في الملعب.
لماذا هذا الأمر؟ ربما يكون السبب تفضيل اللاعبين التمرير إلى رونالدو أكثر من غيره من اللاعبن أو حتى محاولة التسديد أو التقدم نحو المرمى، نتيجة ثقتهم في النجم البرتغالي وقدرته على إنهاء الهجمة بهدف لصالح الفريق.
وربما يكون نتيجة عدم ثقة من اللاعبين في قدراتهم وضعف في شخصياتهم مما أدى لتراجعهم فنيًا أمام "سطوة" شخصية وثقة رونالدو بنفسه الهائلة، أي أن هذا العامل النفسي والذهني ترك أثره الفني على أقدام اللاعبين، سواء من حيث إهدار الفرص أو التمركز السليم أو التحرك الجيد في المساحات الخالية وبين الخطوط.
Getty Imagesالخلاصة مما سبق أن الموسم الحالي شهد ما قد يتم وصفه بإعادة توزيع "ثروة يوفنتوس التهديفية" بين لاعبيه، بحيث استأثر رونالدو بالجزء الأكبر منها لنفسه وترك للبقية "الفتات"، وهذا نراه بوضوح من خلال حقيقة أن اللاعب سجل 29% من أهداف فريقه هذا الموسم في الدوري الإيطالي.
مع التأكيد على أن حجم تلك الثورة لم يتغير أبدًا عن الموسمين الأخيرين، بل انخفض قليلًا.
أضف هذا إلى حقيقة أن يوفنتوس لم يجد صعوبة هذا الموسم في الفوز بالدوري الإيطالي وهو ما يحدث منذ 5 سنوات تقريبًا! وحقيقة أن الفريق كرر فشله في تجاوز ربع نهائي دوري الأبطال للموسم الثاني على التوالي! وحقيقة أنه خسر لقب الكأس بعدما فاز به خلال المواسم الأربعة الأخيرة، وأخيرًا حقيقة أن الفريق هزم الكبار في البطولة المحلية مثلما يفعل في المواسم الأخيرة ودون مشاكل كبيرة.
بدمج كل تلك الحقائق والأرقام معًا، يظهر السؤال "المزعج" لإدارة يوفنتوس .. هل كان التعاقد مع رونالدو بـ100 مليون يورو مجديًا؟ ألم يكن من الأفضل استخدام تلك الأموال لضم لاعب أو أكثر لإضافة الجودة المطلوبة في خط الوسط مادام الهجوم يُنتج جيدًا؟ أم هل فشل المدرب ماسيميليانو أليجري في الاستفادة من رونالدو جيدًا؟
ويبقى كل هذ بعيدًا بالطبع عن الفائدة الهائلة على الصعيد التسويقي والجماهيري والإعلامي وكل الأصعدة الممكنة من ضم المتوج بالكرة الذهبية 5 مرات سابقة، فنحن نتحدث عن الفائدة الفنية داخل المستطيل الأخضر لا غير.




